رومني يتقدم على منافسيه في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين ويستعد لـ أوباما

المرشحون أقاموا مقابلاتهم مع الناخبين في مطاعم ومقاه ومكتبات عامة ومحلات تجارية

TT

مع توقع فوزه أمس في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في ولاية إيوا، اقترب رومني، حاكم سابق لولاية ماساتشوستس، من هدفه بأن ينافس، باسم الحزب الجمهوري، الرئيس باراك أوباما في انتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني)، ويفوز عليه.

قبل شهر فقط، أوضحت الاستفتاءات وسط الجمهوريين في ولاية إيوا أن رومني كان في المرتبة الرابعة بعد اليميني نيوت غينغرتش رئيس سابق لمجلس النواب، والطبيب كبير السن المعتدل رون بول عضو مجلس النواب، وحبيبة حزب الشاي ميشيل باكمان عضو مجلس النواب. في ذلك الوقت، قال خبراء أميركيون إن دين رومني، المرمونية المسيحية، أكسبه عداء المسيحيين اليمنيين، وأغلبيتهم مسيحيون بروتستانتيون يرون أن المرمون ليسوا مسيحيين. في نفس الوقت، كان غينغرتش ظهر فجأة كمرشح يؤيده المسيحيون اليمينيون. وأيضا كانت باكمان وبيري يتمتعان بتأييد هؤلاء.

لكن، مع اقتراب التصويت الذي تم أمس، انخفضت أسهم غينغرتش، وباكمان، وتسبب كيري في إسقاط اسمه عندما ارتكب سلسلة أخطاء معلوماتية خلال عشر مناظرات تلفزيونية بين المرشحين الجمهوريين. وصعد نجم المرشح اليميني ريك سانتوريوم، سيناتور سابق من ولاية بنسلفانيا. وأيضا، صعد نجم المعتدل بول، ويتوقع أن يكون حصل أمس على المرتبة الثانية بعد رومني.

حسب التقاليد الانتخابية الأميركية، يتنافس مرشحو كل حزب في انتخابات تمهيدية في عدة ولايات. ثم يرسل الحزب في كل ولاية مندوبين إلى المؤتمر الوطني للحزب الذي يعلن مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية.

وأمس في ولاية إيوا، أقيمت الانتخابات التمهيدية الجمهورية في قرابة ألفي مركز في مدارس أو كنائس أو أماكن عامة، واشترك فيها أكثر مائة ألف ناخب جمهوري.

وحسب آخر استفتاء قبيل التصويت، حصل رومني على 23 في المائة. وحصل بول على 21 في المائة. وحصل سانتوريوم على 16 في المائة. لكن حتى آخر لحظة، كان عدد الناخبين المترددين كبيرا، نحو 40 في المائة. وقالت صحيفة «دين موين ريجستر»، التي أجرت الاستفتاء، إن هؤلاء يمكن أن ينقسموا حسب تقسيمات الذين أعلنوا آراءهم.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية على لسان ريتشارد بول، ناخب جمهوري، قوله: «كنت أدعم ميشيل باكمان قبل أسبوع. ما زلت أحبها، وستكون وزيرة جيدة. لكنها لا تبدو لي أنها مستعدة لقيادة البلاد».

وخلال الأيام القليلة التي سبقت التصويت، تنافس المرشحون في إقامة أكبر عدد ممكن من المقابلات مع الناخبين، وفي نشر أكبر عدد ممكن من الإعلانات التلفزيونية. وأجريت كثير من المقابلات في مطاعم ومقاه ومكتبات عامة ومحلات تجارية. وكان كل مرشح يبذل جهدا إضافيا ليستمع إلى آراء الناخبين، وليتلطف معهم، ويقبل نساء، ويحمل أطفالا.

وقال تيم هاغل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة إيوا: «إيوا مهمة، لأنها تشكل أول اختبار كبير لشعبية المرشحين. هذا يعطي فكرة للمرشحين لتقييم قدرتهم على تنظيم حملة ناجحة». وقال إن فوز أي مرشح في إيوا لا يضمن اختياره في النهاية. لكنه يزيد من فرص نجاحه. أما الفشل، فقد يقضي على فرص الفوز للمرشح.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن الجولة الثانية ستكون في ولاية نيو هامشير في العاشر من الشهر الحالي. وستجرى انتخابات تمهيدية في ولاية كارولينا الجنوبية في الحادي والعشرين من الشهر، ثم في ولاية فلوريدا في آخر يوم في الشهر. غير أن أكبر انتخابات تمهيدية سوف تجرى في السادس من مارس (آذار) في عشر ولايات في يوم يسمى «الثلاثاء الكبير».

أما الديمقراطيون، فسيعلنون عن ترشيح أوباما رسميا لتمثيلهم في السباق إلى الرئاسة في مؤتمر حزبهم من الثالث إلى السادس من سبتمبر (أيلول) في مدينة شارلوت في كارولينا الشمالية (جنوب شرق).

وفي الواقع، يظهر الفائز خلال الانتخابات التمهيدية والمجالس، وغالبا ما يقوم المؤتمر بالمصادقة من الدورة الأولى، على المرشح الذي تأكد اختياره.

ويشكل اختيار المرشحين في هذه الولايات اختبارا كبيرا لشعبيتهم. فهزيمتان أو ثلاث لأي مرشح تقضي على فرصه في الفوز، بينما فوزه مرتين أو ثلاث مرات يضاعف فرص فوزه في الاقتراع.

والانتخابات التمهيدية يمكن أن تكون مخصصة للناخبين المرتبطين بالحزب حصرا أو مفتوحة لكل الناخبين أيا تكن انتماءاتهم.

وفي الانتخابات التمهيدية «المفتوحة»، يمكن لناخب ديمقراطي المشاركة في انتخاب مندوبين جمهوريين والعكس بالعكس. لكن لا يمكن لأي ناخب التصويت أكثر من مرة واحدة. وفي المجالس الانتخابية، يتجمع ناخبو كل حزب في مجموعات صغيرة في قاعات في الأحياء ليجروا مناقشات لساعات، في المساء بشكل عام، قبل أن يعلنوا اختيارهم لمرشح معين.