المجلس الوطني يرفض ورقة التفاهم مع هيئة التنسيق ويستبدل أخرى «سياسية» بها

الجيش الحر يعتبر الاتفاق «خيانة»

TT

أكدت مصادر مطلعة أن المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض لم يوافق على مضمون ورقة التفاهم التي أشير إليها مؤخرا مع هيئة التنسيق الوطني، نظرا لتعارضها في عدد من البنود مع البرنامج السياسي للمجلس ومطالب الثورة في سوريا.

وقالت المصادر إن المكتب التنفيذي دعا بإجماع أعضائه إلى تبني وثيقة جديدة، يتقدم بها المجلس الوطني إلى القوى والشخصيات السياسية، تنبثق مما أقره مؤتمر الهيئة العامة في تونس وتعبر عن مطالب شباب الثورة، كما أكد سعي البعض لتقديم ورقة التفاهم التي تضمنت أفكارا أولية للنقاش على أنها وثيقة سياسية ثنائية، مما أخرجها عن سياقها وحاول توظيفها لغايات حزبية لا تخدم وحدة الصف الوطني والمعارضة.

وكانت الاتصالات قد تكثفت في العاصمة المصرية، أمس، في محاولة لرأب الصدع بين أطراف المعارضة السورية التي تحاول توحيد صفوفها في مجلس واحد بعد إقرار وثيقة مشتركة، في مؤتمر يفترض أن ينعقد في مقر الجامعة العربية وينتهي إلى إقرار وثيقة مشتركة يجري الإعداد لها، ويفترض أن توزع خلال أيام قليلة على أطراف المعارضة المختلفة، كما أبلغ عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط».

وتركزت الاتصالات على خط المجلس الوطني و«هيئة التنسيق» بعد الملابسات التي أحاطت بورقة التفاهم التي قيل إن الطرفين توصلا إليها، قبل أن ينفيها المجلس الوطني كورقة نهائية، متهما أعضاء هيئة التنسيق بأن «لا شعبية لديهم في الشارع السوري» وبأن لهم صلات مع الإيرانيين. وهو ما حدا بالجيش السوري الحر، الذي يقوده العقيد المنشق رياض الأسعد والذي أعلن عن تعاونه مع المجلس الوطني، إلى اعتباره «اتفاق خيانة»، شاهرا «البطاقة الصفراء» في وجه المجلس الوطني، كما قال أمين سر «المجلس العسكري» للجيش الحر النقيب عمار الواوي لـ«الشرق الأوسط»، أمس.

وأكد رمضان أن المجلس الوطني «ملتزم الاستمرار في جهود توحيد صفوف المعارضة، خاصة تلك التي تلتزم سقف مطالب الثورة»، كاشفا أن المجلس «يعد وثيقة سياسية للمرحلة الانتقالية ستعرض خلال أيام على كل فصائل المعارضة للمناقشة والاعتماد، على أن يتم ذلك في مؤتمر وطني سوري». ورأى أن «الرفض الشعبي للتفاهم الأولي الذي جرى مع هيئة التنسيق «هو تعبير عن رفض شعبي سوري عارم لمواقفها»، مشيرا إلى استمرار بعض عناصر وقيادات هذه الهيئة بالتواصل مع النظام، بالإضافة إلى علاقات سرية وغامضة بين بعض قيادات هيئة التنسيق وإيران»، مشيرا إلى أن هناك من هو على تواصل سري مع إيران، ومتحدثا عن «أقاويل» حول زيارة سابقة قام بها هؤلاء إلى إيران، بالإضافة إلى زيارة قريبة.

وإذ أكد رمضان أن المجلس الوطني «لا يرى مانعا في انضمام الهيئة إليه إذا التزمت سرا وعلانية وعلى نحو شفاف مطالب الثوار ومطالب الشعب السوري، الذي يصر على إسقاط النظام ورفض التعامل معه سرا وعلنا».

وكشف رمضان أن المؤتمر سوف يتم هذا الشهر برعاية جامعة الدول العربية في القاهرة، موضحا أن الورقة في مراحلها الأخيرة وسوف تعرض خلال أيام، كاشفا أن من أهم النقاط التي تتضمنها التأكيد على إسقاط النظام بكل رموزه وأشخاصه، خاصة بشار الأسد وأجهزته الأمنية.