مقتل 18 عنصر أمن في اشتباكات مع منشقين.. وتفجير جسر في الرستن

الطيران الحربي يحلق فوق حمص.. والنظام يواصل استهداف أحيائها

جانب من احتجاجات مناوئة للنظام السوري في كفر روما بمحافظة إدلب أمس (أ.ف.ب)
TT

لقي 18 عنصرا من قوات الأمن السورية حتفهم فجر أمس في مواجهات مع منشقين عن الجيش السوري في محافظة درعا، جنوب سوريا. وتزامن ذلك مع مقتل 5 مدنيين في مدن سوريا متفرقة برصاص قوات الأمن. وبينما اتهم النظام «مجموعات إرهابية» بتفجير جسر الرستن دون وقوع إصابات بشرية، واصل النظام استهداف مدينة حمص وقصفها بالرشاشات كما حلق الطيران الحربي في أجوائها أمس.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «قتل ما لا يقل عن 18 من قوات الأمن السورية في مدينة جاسم فجر الثلاثاء (أمس) وذلك إثر انشقاق العشرات من الجيش النظامي السوري بكامل أسلحتهم».

وأضاف بيان المرصد «خلال محاولتهم الفرار تعرضوا لإطلاق رصاص من قوات الأمن الموجودة بمخفر جاسم فاشتبكوا معها مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 18 من عناصر الأمن وصلت جثامينهم إلى مستشفى حكومي في محافظة درعا».

وتابع البيان أن «قوات الأمن السورية تنفذ حملة اعتقالات منذ صباح الثلاثاء (أمس) في المنطقة المحيطة بالمخفر أسفرت عن اعتقال أكثر من 100 شخص من الأهالي والاستيلاء على أموال من منازل الأهالي».

من جهة ثانية، قتل خمسة مدنيين أمس في مناطق متفرقة من سوريا. وأعلن المرصد أن «مواطنين استشهدا خلال إطلاق رصاص من قوات الأمن السورية في حي القصور بحماه»، مضيفا أن مواطنا آخر توفي أمس في بلدة قمحانة بريف حماه متأثرا بجروح أصيب بها أول من أمس.

وفي مدينة حمص استشهد ثلاثة مواطنين صباح أمس (الثلاثاء) في مدينة حمص خلال إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن في أحياء الخالدية وباب الدريب وباب تدمر.

كما أعلن المرصد أن أحد أجهزة الأمن السورية اعتقل الناشطة في «الحراك الثوري» فاتن رجب فواز في مدينة دوما قرب دمشق. وقال إن «جهازا امنيا سوريا اعتقل في مدينة دوما الناشطة في الحراك الثوري فاتن رجب فواز منذ الاثنين ولا يزال مصيرها ومكان اعتقالها مجهولين»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهة أخرى، قال المصدر نفسه إن «25 من معتقلي الرأي في سجن عدرا قرب دمشق بدأوا إضرابا عن الطعام اليوم (الثلاثاء) احتجاجا على عدم زيارة المراقبين لهم وعدم الإفراج عنهم».

وقال المرصد إن «هؤلاء المعتقلين الذين ذكر منهم شادي أبو فخر وأحمد ناجي ونوال شاهين ونايف حسن معتقلون منذ أشهر ويطالبون بزيارتهم من قبل بعثة مراقبي الجامعة العربية».

من جانبها، اتهمت السلطات السورية «مجموعة إرهابية مسلحة» لم تسمها بقيامها بتفجير الجسر الذي يصل مدينة الرستن في ريف حمص بالطريق العام، بعبوة ناسفة وذلك فجر أمس دون وقوع أي إصابات أو ضحايا، وقالت السلطات إن الجسر تضرر بشكل كبير. وقالت وكالة الأنباء السورية إن فريقا من المراقبين العرب اطلعوا أمس (الثلاثاء) على «آثار هذا التفجير الإرهابي».

وفي غضون ذلك، واصل الطيران الحربي تحليقه في سماء حمص، أكد رامي وهو عضو في «لجان التنسيق في مدينة حمص» في اتصال مع «الشرق الأوسط» استمرار سماع أصوات الرصاص المنهال على البيوت من الحواجز الأمنية في بابا الدريب والبياضة. وقال إن «الطيران الحربي يحلق في سماء حمص منذ فجر اليوم (أمس) ويستمر مسلسل الإرهاب الذي أنتجه الأمن ويمثله اليوم بأسلوب معيب لتخويف السكان ومنعهم من الخروج ضد النظام»، مؤكدا أن «حي البياضة شهد استهدافا واسعا من قبل قوات الأمن عبر إطلاق كثيف للرصاص، وجاء نتيجته مقتل أحد سكان الحي، حيث استمرت النيران منهالة على البيوت وعلى الناس الخارجين صباحا، وفتح حاجز دوار البياضة النار على الشاب فأصابه مباشرة بثلاث طلقات علما بأن المنطقة شهدت سقوط جرحى آخرين». وأفاد رامي بأن «حي بابا عمرو استقبل شهيده الذي اختطف من مستشفى البر منذ فترة، حيث اختطف جريحا من قبل الأمن ليسلم شهيدا مسلوب الحياة»، مضيفا أن «قوات الأمن السورية فتحت النار على الناس في شارع البرزيل وعلى مدخل بابا عمرو ليسقط عدد من الجرحى وشهيد، كما فتحت بالتزامن مع ذلك نيران أمن الميدان على الناس في شارع عبد الحميد الدروبي وقرب مركز المدينة مما أوقع جريحين على الأقل».

أما في حي بابا هود فأكد رامي أن الأمن أطلق النيران على الحي من جهة الميدان أيضا، حيث يفصل بينهما طريق واحد هو طريق الشام، مما أدى إلى جرح عدد من الناس. مضيفا أنه لم تغب عن باقي المناطق أصوات النيران وعن الأحياء الداخلية حيث يهدد الأمن السوري أي تجمع بأن يطلق النار عليه. وسأل رامي: «أين المراقبون العرب»، مؤكدا مقتل امرأة في حي الخالدية متأثرة بطلق ناري لقناص برأسها.

وأشار رامي إلى استمرار الدبابات بالقصف في شوارع حمص، على الرغم من توقيع بروتوكول المبادرة العربية، مضيفا أن القناصة لا يزالون على أسطح الأبنية وحول الأحياء ومنتشرون على الحواجز الأمنية والعناصر تفتش وتسرق أموال الناس ولا يزال قصف البيوت منذ صباح أمس في منطقة تلبيسة كما تظهر أثار الرصاص على البيوت في أغلب المناطق.

وفي سياق متصل، نقل ناشطون في مدينة دوما واقع مدينتهم التي تعيش «ظروفا سيئة» جراء قيام قوات الأمن بقطع الكهرباء عن معظم أحياء المدينة ومحاصرة أجزاء داخلية منها. ويؤكد هؤلاء أن «قوات الأمن السورية تمركزت في قرية الشيفونية شرق المدينة منذ صباح أمس، حيث قامت العناصر الأمنية بأعداد كبيرة بمداهمة مزارع منطقة الشيفونية وتخريبها وتكسير محتوياتها». وأفادوا عن «مقتل محمد جاموس أبو خالد، وهو رجل في الثاني والستين من العمر، حيث كان في مزرعته أثناء المداهمة وقد أطلق عليه النار وقاموا باختطافه ولا معلومات عنه مكان جثته».

وأشار الناشطون إلى «سقوط سبعة جرحى وعشرات المعتقلين من عمال المزارع وأصحابها والمارة وحتى الحيوانات لم تسلم منهم، فقد قامت قوات الأمن بقتل جميع الأبقار والأغنام حتى الدجاج في عدة مزارع، ترافق ذلك مع قطع الكهرباء في القرية مما أثار حالة من الرعب الشديد لدى الأهالي كما تم قطع التيار الكهربائي منذ صباح أمس في مدينة دوما مع انتشار لعناصر الأمن والشبيحة على جميع المداخل وسمع إطلاق نار متقطع».