تحف صناعية تعرض في لندن للبيع لأول مرة.. من تصميمات دانيال فايل في مجال الساعات الكبيرة

في مزاد استثنائي لدار «سوذبيز» في مطلع 2012

ساعة «كلوك فور آن أكروبات» (ساعة لبهلوان) (الصور من دار سوذبيز) ومن الساعات المعروضة في المزاد (سوذبيز)
TT

تنظم دار «سوذبيز» البريطانية العالمية للمزادات، اعتبارا من بعد غد (الاثنين) 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، وحتى الجمعة المقبل 13 يناير، في العاصمة البريطانية، عرضا بهدف البيع، يحمل اسم «مايكينغ تايم» Making Time مخصصا للساعات الكبيرة (الرنانية) الراقية، من إبداع المصمم الصناعي العالمي دانيال فايل.

تشتمل المعروضات على مجموعتين مختلفتين تماما من الساعات التي صممها فايل، المولود في الأرجنتين عام 1953، تفصل بينهما مسافة زمنية بلغت 17 سنة. المجموعة الأولى التي تحويها سلسلة «تايم فور أول» Time for All تعود إلى عام 1994، أما الثانية ذات الشخصية التصميمية الثورية التي اختار لها مسمى «آ ماتر أوف تايم» A Matter of Time فتعرض أمام الجمهور لأول مرة.

مجموعة سلسلة «تايم فور أول» من الساعات استخدم لها فايل خشب جذوع الأشجار، وجعلت ضمن نسخ يصل عددها إلى عشر ساعات، أما سلسلة «آ ماتر أوف تايم» فقد بنيت أجسام ساعاتها من النحاس المكسو بالنيكل ومن الفولاذ، تصاميم استثنائية غير مألوفة، وستعرض المجموعتان للبيع للمرة الأولى.

في تصريح صحافي، قالت جانيس بلاكبرن، منظمة عرض «مايكينغ تايم» والمشرفة عليه: «أعتبر دانيال فايل أحد ألمع المصممين المبدعين والمتميزين، الذين يعملون في بريطانيا راهنا. والمجموعتان المعروضتان في إطار (مايكينغ تايم) تتيحان إطلالة نادرة وفريدة على تطور فايل فنيا، وانهماكه بالتكنولوجيا واللمحات المفهومية المتصلة بالوقت. وإنني لسعيدة للغاية، وكذلك دار (سوذبيز)، بأن نقدم للجامعين الذواقة أول فرصة لاقتناء هذه القطع البديعة».

سلسلة «تايم فور أول» تضم المجموعة الأولى، أي سلسلة «تايم فور أول» (من عام 1994)، ثماني ساعات كبيرة تعبر عن فكرة المصمم القائلة إن الوقت أو الزمن هو في آن معا مصطنع وطبيعي. ولقد اختار فايل في سياق مسعاه للتعبير عن الشق «الطبيعي» أن يصمّم ومن ثم يضمّن ساعاته في علب أو خزائن صندوقية خشبية. وكانت الحصيلة أنه خرج بسلسلة من الساعات الكبيرة، التي هي أشبه ما تكون بالأشجار، ناهيك عن قطع الأثاث. وحقا تأتي كل قطع هذه السلسلة في خزائن من الخشب الرقائقي (المعاكس) الداكن من جهة والفاتح اللون من الجهة الأخرى، عاكسا بذلك ملمح خشب الجذوع الشجرية الطبيعية. ومنها الساعة «تيمبر» والساعة «دوبل فيجن».

«آ ماتر أوف تايم» أما مجموعة سلسلة «آ ماتر أوف تايم»، وتعني «مسألة وقت»، فتضم أربع ساعات جديدة تماما، هي: «كلوك فور آن أكروبات»، ساعة لبهلوان (أبعادها 1050 / 610 / 315 مم)، و«كلوك فور آن آركيتكت»، ساعة لمعماري، و«كلوك فور آن آسترونومر»، ساعة لفلكي، و«كلوك فور آ كارد بلايير»، ساعة للاعب ورق كوتشينة.

ولقد فكك فايل عنصر الزمن في كل من نماذجه وأعاد تركيبه بطريقة مختلفة ومبتكرة، واستخدم في قلب كل منها منظومات حركة كوارتز، وأعاد تصميميا تفسير فكرة الميناء وأرقامه، جاعلا إياه في فضاء ثلاثي الأبعاد بدلا من أن يكون مسطحا على جدار. وكما سبقت الإشارة، صنعت الساعات الأربع في هذه السلسلة من النحاس المكسو بالنيكل ومن الفولاذ، مع قواعد اختيرت لها أنواع من الخشب، منها خشب الدردار والجوز والسنديان.

فايل في سطور

* ولكن ماذا عن المصمم الفنان نفسه؟

* ولد دانيال فايل في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس عام 1953، وتلقى تعليمه الثانوي والجامعي فيها، ونال شهادته الجامعية الأولى في مجال الهندسة المعمارية من إحدى جامعات بيونس آيرس عام 1977، ثم جاء إلى بريطانيا، حيث درس التصميم الصناعي في الكلية الملكية للفن في لندن بين عامي 1978 و1981. وفي العاصمة البريطانية، التقى فايل بجيرارد تايلور، وأسس معه مكتب تصاميم في لندن عام 1985.

ولقد اشتهر فايل كمصمم منتجات وفنان غرافيك في آن واحد، وكان من بواكير تصميماته الإنتاجية في مطلع عقد الثمانينات من القرن الماضي ما عرف بالـ«باغ راديو»، الراديو الكيسي، وهو عبارة عن جهاز راديو مفكك ختم باللدائن الشفافة. وتزامن هذا التصميم المثير مع رواج ثقافة «البانك» الجمالية في تلك الحقبة.

وعام 1981، بنى فايل علاقات وطيدة بجماعة «ممفيس»، وعرض بعض أعماله في معرضها الأول، وفي العام التالي 1982 كلف بتطوير شعار مجموعة «بوتس» الصيدلانية البريطانية العملاقة. أيضا عمل على تصميم أثاث لشركة «نول» الأميركية العالمية وأدوات منزلية لشركة «آليسي» الإيطالية.

ثم في عام 1992، خطى فايل خطوة مهمة في تاريخه كفنان ومصمم بارز، عندما صار شريكا في وكالة «بنتاغرام» البريطانية العالمية للتصميم (أسست عام 1972)، وخلال عقد التسعينات عمل مع مجموعة «سولتش» السويسرية العملاقة لصناعة الساعات ومكوناتها، وصمم أيضا لشركة «إي إم آي» الموسيقية، بجانب تصميم ديكورات لمتاجر «سواتش» و«إيسبريت» و«أوتوغريل». كذلك عمل بين عامي 1991 و1995 أستاذا في الكلية الملكية للفن بلندن.