طيور العقعق ودببة تبكي الزعيم الكوري الشمالي الراحل

خليفته «عبقرية استراتيجية» وضع أطروحته الأولى في السادسة عشرة من عمره

TT

منذ وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن عمر يناهز 69 سنة دأبت وسائل الإعلام الكورية الشمالية على ما يمكن أن يطلق عليه اسم صناعة الأسطورة سواء فيما يتعلق بإيل أو فيما يتعلق بابنه الذي ورث الحكم كيم جونغ أون.

فبعد حالات الحزن المنظم التي شاهدها العالم على شبكات التلفزيون بدأت وسائل الإعلام في نشر أنباء تعزز ذلك المفهوم، فقد ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الاثنين خبرا غريبا أشارت فيه إلى أنه «في نحو الساعة 17:3 يوم 19 ديسمبر عام 2011 ظهرت مئات من طيور العقعق من حيث لا ندري وحلقت فوق تمثال للرئيس كيم إيل سونغ في مدرسة تشانجدوك بمنطقة مانجيونجداي وهي تصدر أصواتا كما لو كانت تبلغه بالخبر الحزين». وكيم إيل سونغ هو والد كيم جونغ إيل الذي بدأت صناعة الأساطير تحيط به منذ أن كان في أواخر العشرينات من عمره. ولم يكن ذلك الخبر الوحيد فقد ذكرت الوكالة في الأسبوع الماضي أن عائلة من الدببة، التي عادة ما تدخل في سبات خلال فصل الشتاء الكوري، شوهدت وهي تبكي وفاة الزعيم الكوري الشمالي. وتابعت: «يعتقد أن الدببة أم وأشبالها.. كانت تقف في الشارع وتبكي بشكل يرثى له».

وفي الوقت نفسه بدأت وسائل الإعلام في إضفاء صفات مبالغ فيه على زعيمها الجديد كيم جونغ أون لتعزيز وضعه في البلاد، فقد وصفته في عيد ميلاده بأنه «نابغة» في مجال الاستراتيجية العسكرية، وذلك في برنامج تلفزيوني وثائقي خصص لتمجيد النجل الأصغر لكيم جونغ إيل.

والوثائقي الذي بثه التلفزيون الكوري الشمالي يظهر مشاهد لكيم جونغ أون يقود دبابة ويصدر أوامر لجنود في أسلحة الجو والبر والبحرية.

وجاء في تعليق على الوثائقي «الرفيق كيم جونغ أون ملم تماما بكافة الاستراتيجيات العسكرية (...) ويظهر ميزات القائد العسكري المتمرس».

وفي البرنامج الذي بث الأحد، يؤكد الإعلام الرسمي أن كيم جونغ أون وضع أطروحته الأولى في الاستراتيجية العسكرية في سن الـ16 وأنه لا ينام سوى 3 أو 4 ساعات كل ليلة.

حض النظام الكوري الشمالي الشعب على الدفاع عن زعيمه الجديد «حتى الموت»، وذلك في افتتاحية نشرتها الصحافة الرسمية تضمنت الخطوط السياسية العريضة لعام 2012.

وفي ذات الوقت كشفت صحيفة يصدرها لاجئون كوريون شماليون أن سلطات بيونغ يانغ أمرت السكان بعدم اعتمار قبعات أو لبس قفازات خلال تشييع جنازة زعيمهم في 28 ديسمبر رغم البرد القارس حتى يقتدوا بخلفه جونغ أون الذي سار حاسر الرأس إلى جانب عربة نقل الموتى.