الميلان واليوفي يهزمان أتلانتا وليتشي ويتقاسمان صدارة الدوري الإيطالي

جمود بين أليغري وباتو بعد تبديل الأخير.. وكونتي يحذر من صراع متعدد

TT

واصل فريق الميلان تصدره لدوري الدرجة الأولى الإيطالي، مع يوفنتوس، وذلك بتغلبه أول من أمس الأحد على أتلانتا (2/0) في ملعبه ووسط جمهوره. تقدم إبراهيموفيتش للضيوف في الدقيقة 22 من الشوط الأول، ثم كيفن برينس بواتينغ في الدقيقة 37 من الشوط الثاني، ليرتفع رصيد الميلان بهذه النتيجة إلى 37 نقطة، يحافظ بها على صدارة البطولة، بصحبة يوفنتوس الذي لديه نفس عدد النقاط بالفوز على ليتشي بهدف نظيف. إنه التطور الطبيعي لنوع إبراهيموفيتش، فكلما لعب بعيدا عن المرمى أكثر، كان حاسما أكثر. إن التناقض الغريب الذي نسجه اللاعب السويدي على نفسه صار المحرك القادر على دفعه إلى أعلى، بصحبة دينيس ودي ناتالي في قمة ترتيب هدافي الدوري الإيطالي. من الصعوبة بمكان البرهنة على هذا، لكن الشعور هو لو أن إبراهيموفيتش كان قد شارك كمهاجم صريح، ما كان ليصبح رصيده بعد 17 جولة (فعليا خاض 14 مباراة) هو 12 هدفا و4 تمريرات حاسمة لزملائه. وقد خفض السويدي من مركز تحركاته، بعودته للسيطرة على الكرة من خط وسط الملعب أيضا، ويشرح هدف الميلان الأول كل شيء، حيث انطلق زلاتان من مسافة 35 مترا من مرمى كونسيلي، حارس أتلانتا، وتبادل الأماكن مع زامبروتا، ووضعها في القلب لباتو، الذي حصل على ركلة الجزاء، بعدها سدد هو ركلة الجزاء وسدد الهدف، فقد كان البداية والنهاية، هو من بنى الجملة وهو من اختتمها في طريقة لعب، حيث يتمثل دور زملائه ببساطة في لعب الكرة إليه في الوقت المناسب، ما خلا ذلك يتولاه هو. صناعة أهداف لتيفيز: اثنا عشر هدفا بعد 17 جولة في الدوري، أي ما يعني متوسط تهديفي يبلغ هدفا كل 102 دقيقة، ولم يبدأ إبراهيموفيتش قويا هكذا مطلقا طوال مسيرته كلها. العام الماضي، كان قد اختتم البطولة برصيد 14 هدفا، والآن يحمل على كاهله مهمة التفوق على ذاته، وهدف أول من أمس كان السادس على التوالي في الدوري، وهو رقم قياسي إيطالي متزايد دائما نظرا لأنه مع اليوفي والإنتر كان قد سجل ثلاثة أهداف على التوالي على الأكثر. بعد ذلك، هناك الأهداف التي يصنعها لزملائه، فهو حريص عليها جدا، ويكفي أن نرى كيف احتفل بعدما مرر الكرة على قدم بواتينغ ليسجل هدف الميلان الثاني، ويكفي أن نسمع كيف علق في نهاية المباراة: «إن الهدف الذي أهديته لبواتينغ أسعدني أكثر من الهدف، إن مساعدة الزملاء تمنحني فرحة أكبر». حتى مع من لا يوجد بعد في صفوف الفريق، وبسؤاله عن ماذا لو جاء تيفيز وهل سيجعله يسجل هو الآخر، يجيب: «بالتأكيد». إنه مؤثر حقيقي، على الرغم ممن يرسمه مستر هايد أكثر من الدكتور جيكيل. ساخر: إبرا فتى شاب يلعب بطمأنينة، ويحتفظ بهدوئه أيضا في نهاية المباراة، حينما تحاول جماهير أتلانتا إزعاجه خلال مقابلة مع شبكة سكاي التلفزيونية وهم يصيحون «غجري!» لثلاث دقائق متواصلة. وهو أنهى الدردشة ودخل إلى النفق المؤدي لغرفة الملابس وحيا جماهير أتلانتا الموجودة في المدرجات. لم يقم بأي فعلة، ولم يتفوه بأي سُباب. لكن سلاح السخرية يجرح أكثر. ويبتسم أيضا حينما يتحدث عن كاسانو، ويقول: «إننا في انتظاره، إنه صديق ولاعب كبير. ونفوز أيضا من أجله». ومباراة الديربي أيضا لا تعكر صفو مزاجه، ويقول عنها: «لو قدمنا أداءنا فإننا سنظهر بقوة، الفوز بمباريات كهذه حاسم من أجل درع الدوري. وهناك ثقة أكبر الآن في انتظار مواجهة الإنتر، وفي ما يتعلق بي فسوف أنزل إلى الملعب، وأقوم بعملي، وليحدث ما يحدث بعدها..». ليس كثيرا ما تطابق الصور مع الكلمات، فقد قضى أليغري الأيام الأخيرة في نفي وتكذيب عدم تفاهم مزعوم بينه وبين البرازيلي باتو وفي تكرار أن كل شيء على ما يرام، ولهذا كان الجميع ينتظر ما يدل على عودة الود بين الجانبين، ربما من دون تعانق على الملأ (والذي كان ممكنا أن يبدو اصطناعا) وإنما على الأقل بتصافح بالأيدي أو ربت على الكتف. لكن، على العكس، في الدقيقة 22 تحديدا من الشوط الثاني، حينما تم تبديل المهاجم البرازيلي ونزول روبينهو، رأينا فقط تحرك الجسدين الخفيف في اتجاه معاكس، كما لو كان أليغري وباتو يريد كلاهما تجنب الدخول في احتكاك. لا إشارة، ولا كلمة، فلم ينظر المدرب واللاعب إلى بعضهما البعض حتى عانق باتو روبينهو، ثم مر أمام أليغري وجلس على مقعد البدلاء. من الصعوبة الحديث عن حدوث عودة للود بعد مشهد كهذا. ويوضح المدير الفني للميلان قائلا: «كنت مشدودا بفعل المباراة، ولا توجد أي مشكلة أيضا لأنني سعيد جدا بأداء باتو. لقد تسبب في ركلة جزاء لصالحنا، وسدد كرة اصطدمت بالعارضة وحقق موقفين أو ثلاثة خطيرين. قمت بتبديله لأننا كنا في حاجة للاعب أكثر نشاطا، لكن ليس صحيحا أنه يتسبب في معاناة إبراهيموفيتش». متحدون من أجل الديربي: يهتم أليغري بالمضمون، فقد ساعد باتو الميلان على الفوز بمباراة مهمة وهذا فقط هو المهم بالنسبة إليه، أيضا لأن الأحد المقبل هناك مباراة الديربي، وتفوق أليغري (فاز في ثلاثة لقاءات من ثلاثة إلى الآن)، وباتو أيضا، الذي كان حاسما في الموسم الماضي بتسجيل ثنائية. ويصل الميلان إلى هذه المباراة في أفضل حالاته، حيث حقق 12 نتيجة إيجابية على التوالي، ويمتلك أفضل خط هجوم في الدوري الإيطالي ويحافظ على شباكه نظيفة منذ ثلاث مباريات. ويتابع أليغري مازحا: «مباراة الديربي صعبة دائما، ونسعى للفوز باللقاء الرابع..»، ويأمل خاصة أن يستعيد بعض اللاعبين المصابين لمباراة الأحد، ويقول: «بالتأكيد أباتي والآخرون (أكويلاني، غاتوزو وسيدورف) يحتاجون للتقييم». وعلى صعيد مواجهة اليوفي، قاد البديل أليساندرو ماتري فريق السيدة العجوز للفوز على مضيفه ليتشي بهدف سجله في الدقيقة 27 من الشوط الأول. ولم يتسم أداء اليوفي أمام ليتشي بالتألق، ولكن بالنظر إلى الـ17 مباراة المتتالية التي خاضها يوفنتوس حتى الآن ولم يتعرض خلالها لأي خسارة، لن يكون بإمكان أنطونيو كونتي، مدرب الفريق، سوى الافتخار بالعمل المبذول حتى هذه اللحظة والإيجابيات: ففريق السيدة العجوز يواكب سير الميلان (حامل اللقب)، ويوم الأحد المقبل عندما يستضيف كالياري على الملعب الجديد للسيدة العجوز ربما يصل بالرقم القياسي الخاص بعدم التعرض للهزيمة إلى العدد 18. لم يكن هدف ماتري صعبا، غير أنه كان مهما بالنسبة للفريق وكذلك اللاعب الذي بدأ اللقاء من على مقاعد البدلاء وانتهى بالمجد. وكان أنطونيو كونتي قد استبعد ماتري من تشكيلة الفريق الأساسية خلال مباريتين من آخر 3 مباريات خاضها اليوفي. ولن يكون صحيحا وصف ذلك الموقف بالنبذ ولكنه مؤشر واضح: فمدرب الفريق، بوضوح، لم يكن راضيا عن أداء ماتري خلال آخر مشاركاته، وربما أن وصول بوريللو إلى صفوف السيدة العجوز سيغير من التسلسل الهرمي الداخلي لمهاجمي الفريق. ولكن فابيو كوالياريلا تعرض للإصابة في الدقيقة 23 من الشوط الأول واضطر كونتي لاستبداله بماتري وبعد دقائق معدودة نجح المهاجم البديل في تحويل الكرة التي صوبها فوتسينيتش وأبعدها بيناسي، حارس مرمى ليتشي، إلى داخل شباك الفريق الخصم. وجاء تصريح أليساندرو الوحيد عقب اللقاء بشأن هدفه على النحو التالي: «إنه هدف مفيد للفريق، وليس ردا مني على ضم ماركو بوريللو، المهم الفريق فحسب».

اعتراض: ومن المفترض أن ينضم اليوم الثلاثاء رسميا الوافد الجديد بوريللو إلى باقي مجموعة فريق اليوفي غير أن جماهير السيدة العجوز أعربت عن اعتراضها على تلك الصفقة، حيث رفعت لافتة مكتوب عليها (بوريللو مرتزق ولكن دون شرف أو كرامة)، وقد أشارت جماهير اليوفي أيضا إلى مواصلة هذا الاعتراض حتى في استاد الفريق. يذكر أن اللاعب قد أوضح منذ عدة أيام مضت أنه لم يرفض مطلقا من قبل ارتداء قميص السيدة العجوز، بيد أن الجماهير وبخت ماركو وذكرته ببعض العبارات التي أطلقها بعد تفضيله مسبقا الانتقال إلى روما مثل (هنا في روما يمكنني الفوز أما مع اليوفي فلا). ربما أن الوافد الجديد سيكون في حاجة إلى تسجيل بعض الأهداف الشخصية لإصلاح العلاقة بينه وبين جماهيره الجدد.

مدرب الفريق: وبشأن ماركو جاءت تصريحات أنطونيو كونتي واضحة: «بوريللو أوضح كل شيء، نادي روما كان لديه الأموال الكافية لانتزاع بطاقة ماركو، أما اليوفي فلا. شخص مجنون فحسب هو من قد يرفض عرض السيدة العجوز وبوريللو لا ينتمي لهذه الطبقة». وفي غضون ذلك يكذّب بيبي ماروتا، مدير عام اليوفي، ما أُثير حول بيع بطاقة واحد من بين ماتري وكوالياريلا قائلا: «لن يحدث ذلك، فالنادي كان يريد تدعيم هذا الخط فحسب». وقد وصل ماتري بهدفه إلى العدد 7 من الأهداف الشخصية هذا الموسم.

ليتشي ملعب صعب: لم يظهر كونتي في تصريحاته أنه شعر بخيبة الأمل إزاء أداء فريقه، بل أضاف قائلا: «كنا نعلم أنه لا ينتظرنا ملعب سهل. كنت قد حذرت الفريق، بالفعل، من المخاطر المرتبطة بلقاء ليتشي على ملعب صعب وأمام خصم بإمكانه إرهاقنا. كان بمقدورنا إنهاء نتيجة المباراة مبكرا، ولكننا تعرضنا للمعاناة حتى النهاية، لأن الفريق المنافس كان خطيرا في الكرات الثابتة وفي الدقائق الأخيرة من اللقاء. هل اليوفي مثقل من أعباء التدريبات في دبي؟ لا أعتقد ذلك. لقد قمنا بالعمل المعتاد في المعسكرات. ربما أننا عانينا كثرة التنقلات ما بين المباراة الودية في الرياض والعودة إلى ليتشي ليلا. ولكن مرحبا بتلك المشكلات إذا كان الفوز سيأتي في النهاية».

الميلان والإنتر في الأمام: ولا يقبل كونتي باقتصار الصراع على الدرع بينه وبين الميلان، بل إنه يفضل أيضا البقاء دائما... في الصف: «لماذا تتحدثون عن الندية بيننا وبين الميلان؟ هناك أيضا أودينيزي ويستحق لاتسيو كذلك وضعه في عين الاعتبار رغم الخسارة الثقيلة أمام سيينا وفريق روما. بالنسبة إلي، بعد الميلان في الترشح للفوز بالدرع يأتي الإنتر الذي يمتلك، وفقا لرأيي وبغض النظر عن الميلان، الفريق الأكثر جاهزية. ثم يأتي بعدهما اليوفي والفرق الأخرى». وعلى الجانب الآخر، لم يكن كافيا لكوزمي، مدرب ليتشي، أن يسمع القول بأن ليتشي تسبب، على الأقل لبعض الوقت، في معاناة اليوفي الذي لم يهزم حتى الآن في الدوري المحلي: «أنا لا أحيا بتلك القناعات. للأسف، كان بإمكاننا اغتنام هذا اللقاء لأن اليوفي، ربما بسبب العمل المبذول في معسكر دبي، لم يظهر بنفس الأداء الذي كان عليه قبل فترة التوقف. كان بمقدورنا إنهاء المباراة بالتعادل ولكننا دفعنا غاليا ثمن الخطأ الشخصي الوحيد خلال المباراة». وتابع كوزمي الذي كان مستعدا للمباراة بشكل آخر، غير أنه اضطر لتغيير استراتيجيه بعد 5 دقائق فحسب من المباراة : «للأسف، إصابة ستراسير، الذي أتمنى له سرعة الشفاء، أجبرتني على تغيير أفكاري على الفور. كنت أركز مع ستراسير وأوبودو وجياكوماتسي على خط وسط حيوي لبناء الهجمات المرتدة مع دي ميكيلي وكوادرادو وموريال. لقد دفعت بأوليفيرا كبديل، غير أنه لا يمتلك، على أية حال، نفس سمات ستراسير. لقد خلقنا فرصا عديدة في اللقاء وخاصة في الـ10 دقائق الأول من الشوط الثاني، غير أن الأمور سارت بشكل سيئ معنا. لم يحالفنا الحظ مطلقا في الـ4 مباريات التي خضت فيها الفريق حتى الآن، كنا نستحق عن جدارة أكثر من نقطة من هذه اللقاءات».