قيادي في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»: شبيحة النظام يبيعوننا أسلحتهم بأسعار مرتفعة

قال: أغلب المساعدات من المواطنين العاديين.. وأعداد من الدروز انشقوا عن النظام.. ووصلتنا إشارات من علويين

صورة وزعها موقع معارض لمجموعة من صف الضباط والأفراد أعلنوا انشقاقهم في جسر الشغور بإدلب وانضمامهم للجيش السوري الحر
TT

بينما تدور تساؤلات عن مصادر تسليح «الجيش السوري الحر»، المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يضم جنودا وضباطا انشقوا عن النظام بعد اندلاع الثورة السورية منتصف مارس (آذار) الماضي، أكد ضابط قيادي رفيع في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن إمكانات الجيش المادية ضعيفة جدا وتأتي في معظمها من مواطنين سوريين في غياب أي دعم خارجي سياسي أو مادي. وقال الضابط، الذي رفض الكشف عن اسمه: «لو كانت إمكاناتنا كبيرة كان الوضع على الأرض قد اختلف كثيرا، وكنا أسقطنا النظام».

وفي حين لفت القيادي إلى أن الأسلحة الموجودة لديهم خفيفة، أي من نوع «آر بي جي» و«كلاشنيكوف»، قال: «نحصل على هذه الأسلحة عن طريق المنشقين الذين يهربونها معهم أو تلك التي نحصل عليها إثر الغارات التي ينفذونها ضدنا ونشتري قسما كبيرا من أسلحتنا من شبيحة النظام، لا سيما من ضباط كتائب الأسد، وعدد منهم ينتمون إلى الطائفة العلوية الذين يعارضون النظام ولكنهم لا يجرؤون على إعلان ذلك»، لافتا إلى أن عملية بيع هذه الأسلحة تخضع لما يمكن تسميته بـ«السوق السوداء». وأضاف: «يقومون باستغلالنا وبيعنا أسلحتهم بأسعار مرتفعة جدا؛ إذ نشتري الـ«آر بي جي» الواحد بـ500 دولار أميركي والـ«كلاشنيكوف» بألفي دولار أميركي، لافتا إلى أن المساعدات المادية لا تأتي إليهم من رجال الأعمال والمغتربين السوريين الذين في معظمهم من مؤيدي الثورة السورية ولا يزالون مؤيدين للنظام السوري ولبشار الأسد، بل من المواطنين العاديين.

من جهة أخرى، يؤكد القيادي أن الحديث عن وجود مئات المنشقين من الجيش السوري في شمال لبنان مبالغ فيه، ويقول: «الوضع في لبنان حساس جدا، هناك عدد محدود من هؤلاء العناصر الذين هربوا إلى شمال لبنان ولا يقومون بأي أعمال عسكرية لأنهم يتعرضون إلى ضغوط كبيرة تمنعهم من التحرك، حتى إنهم يقيمون هناك بصفة عمال خوفا من أن يتم القبض عليهم».

وفي حين لم ينفِ أن معظم المنشقين من الضباط والعناصر ينتمون إلى المذهب السني، أشار إلى أن هناك عددا منهم من الطائفة الدرزية، إضافة إلى إشارات واضحة يتلقاها «الجيش الحر» من ضباط من الطائفة العلوية سيعلنون انشقاقهم في وقت قريب. وقال: «قد نفتح باب التطوع قريبا، لا سيما أن هناك عددا كبيرا من العائلات السورية التي تمتنع عن إرسال أبنائها إلى الجيش للخدمة العسكرية في ظل الوضع الحالي ويطلبون منا السماح لهم الانخراط بـ(الجيش الحر)». وأكد: «لا نزال نحرص ونعمل للوصول إلى سوريا حرة وديمقراطية مدنية؛ لذا رفضنا، ولا نزال نرفض، العمل مع تنظيمات عدة قال عناصرها إنهم مستعدون للجهاد في سوريا».

وعن الدعم التركي الذي يحصل عليه «الجيش السوري الحر»، يرى القيادي أن «موقف تركيا، حتى الآن، لا يزال غير واضح، الأمر الذي سينعكس سلبا علينا بشكل خاص وعلى الثورة السورية بشكل عام». ويضيف: «عمدنا في مرحلة سابقة إلى فتح حساب لتلقي المساعدات المادية، فإذا بنا نفاجأ بعد أيام قليلة بإقفاله ومنعنا من الاستمرار بتلقي الدعم المادي بهذه الطريقة». كذلك اعتبر أن أداء المجلس الوطني السوري مخزٍ وضعيف ورؤيته غير واضحة، وقال: «يفتقد استراتيجية واضحة، ومواقفه ضعيفة لا ترقى إلى حد المسؤولية التي أوكلت إليه، الأمر الذي ينعكس سلبا على الشارع السوري وعلى شباب الثورة الذين بدأوا يفقدون صبرهم تجاه هذا المجلس ومواقفه».