عصام العريان يؤكد استمرار دعم «الحرية والعدالة» لحكومة الجنزوري

قيادي «الجماعة»: بمجرد انتخاب رئيس جديد سنطلب من «العسكري» العودة للثكنات

د. عصام العريان
TT

أكد عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، أن الحزب قرر مواصلة دعم حكومة د. كمال الجنزوري طيلة الأشهر الستة المقبلة، حتى يقوم المجلس العسكري الحاكم للبلاد بتسليم السلطة، بعد المصادقة على دستور جديد وانتخاب رئيس في يونيو (حزيران) المقبل.

وأوضح العريان في حديث خاص لصحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن «حكم مصر في الوقت الراهن يتطلب تعاونا بين المجلس العسكري والحكومة المؤقتة والبرلمان المنتخب، وأنه بمجرد انتخاب رئيس جديد والتصديق على دستور جديد فسنتمكن خلال فترة الثلاثة أشهر التالية لذلك من مطالبة العسكر بالعودة إلى ثكناتهم بشكل آمن».

وحول اتفاقية كامب ديفيد، أكد العريان أن جماعة الإخوان المسلمين سوف تلتزم بالاتفاقية بين البلدين، وأنها التزام لمصر كدولة وليس لجماعة أو حزب، ويجب احترامه، مشددا في الوقت ذاته على أنه حان الوقت لإسرائيل كي تعي انعكاسات التغييرات الديمقراطية التي أتت بها رياح الربيع العربي، الذي اعتبره أكبر تغيير يحدث في تاريخ العالم العربي، يعطي صوتا جديدا للغضب العربي تجاه الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

وقال العريان: «إسلاميو مصر يتمتعون بذكاء شديد، فرغم أنهم بصدد الهيمنة على البرلمان الجديد، فإن جماعة الإخوان المسلمين على ما يبدو تؤجل مواجهة حتمية مع المجلس العسكري، كما يحتفظون بمسافة بعيدة عن الأحزاب الإسلامية الأكثر تشددا، ويأملون أن تستمر الولايات المتحدة بدعمها المالي للبلاد».

ونقلت الصحيفة الأميركية عن عصام العريان، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين قوله، في مقابلة أجريت معه، أن الجماعة قررت تأييد بقاء رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال والحكومة التي عينها المجلس العسكري لمدة ستة أشهر مقبلة.

وكان العريان وبعض أعضاء الجماعة رجحوا أنهم سيعملون على جعل البرلمان يتحدى المجلس فيما يتعلق بالوظائف، عند اجتماع الهيئة التشريعية لأول مرة خلال الشهر الحالي، ولكن أكد العريان أن الحزب ينوي السماح للحكومة الحالية بالبقاء حتى يسلم المجلس السلطة، بعدما يتم صياغة الدستور الجديد وتعيين رئيس منتخب في يونيو المقبل.

وعلى صعيد علاقة الولايات المتحدة الأميركية بالجماعة، أعرب القيادي بجماعة الإخوان المسلمين عن رضاه بشأن ما أبدته واشنطن بعد عقود من الشك وعدم الثقة المتبادلة بين الجانبين، من رغبة في قبول حكومة مصرية جديد تحت لواء الإخوان المسلمين، قائلا: «إن أبدى الأميركيون دعمهم لحكومة مصرية ديمقراطية، فذلك يعني الكثير»، مبديا أمله في أن يستمر الجانب الأميركي في تقديم المساعدات إلى مصر دون ممارسة ضغوطات سياسية.

ونوهت الصحيفة الأميركية بأن تصريحات العريان تأتي بعد الكشف عن النتائج الأولية للجولة الأولى من المرحلة الأخيرة للانتخابات التشريعية في مصر، التي عززت صدارة الإخوان المسلمين للمشهد الانتخابي عقب نيلهم نحو 40 في المائة من أصوات الناخبين في هذه المرحلة.

وكان العريان ذكر لإذاعة «سوا» الأميركية، أول من أمس: «نحن نرى أن نتائج الانتخابات كلها تعني مكسبا للشعب المصري كله»، لافتا إلى أن الخاسر الوحيد هو النظام السابق، الذي حاول خلال الشهور الماضية أن يستميت في إعادة إنتاج نفس السياسات وتقديم نفس الوجوه. وأضاف العريان: «إن الشعب اليوم لا ينتخب برلمانا صوريا ولا ينتخب برلمانا من دون صلاحيات، ولكنه ينتخب برلمانا كامل الصلاحيات»، مشيرا إلى أن الشعب سيفرض برلمانا قويا على أي جهة تريد تعطيل الديمقراطية.

وأكد العريان، القيادي، أن الحزب لا يسعى للدخول في صدامات مع أي طرف، مشددا على «ضرورة التعاون من أجل مصلحة الوطن وتشكيل حكومة ائتلافية».