إيران تعلن بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%

سلطانية أكد أن الخطوة تتم بإشراف وكالة الطاقة

TT

أعلن ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أمس، أن أنشطة تخصيب اليورانيوم بدأت بالفعل في منشأة «فوردو» الجديدة، المحصنة، تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة النووية. وأكدت مصادر دبلوماسية في فيينا هذه المعلومات في وقت سابق أمس، في خطوة من المرجح أن تزيد من تصعيد النزاع مع الغرب بسبب أنشطتها النووية. وأعلن مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي أمس أن «الأمة الإيرانية لن ترضخ لضغط العقوبات التي يفرضها الغرب لإجبار إيران على تغيير مسارها النووي».

وهذا أول إعلان من جانب طهران عن عمليات تخصيب في موقع «فوردو» الواقع على بعد 150 كلم جنوب غربي طهران والمبني تحت جبل مما يجعل من الصعب شن أي هجوم عليه. وقال سلطانية لشبكة تلفزيون «العالم» الإيرانية الناطقة بالعربية إن «كل الأنشطة النووية، خصوصا تخصيب اليورانيوم في (ناتانز) و(فوردو) تجري تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأكد دبلوماسي غربي في فيينا بمقر الوكالة لوكالة الصحافة الفرنسية، دون كشف اسمه: «يمكنني أن أؤكد هذه المعلومات. هذا الاستفزاز الأخير يعزز قلق الأسرة الدولية».

ويوم السبت الماضي أعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية فريدون عباسي دواني تدشين موقع «فوردو» قريبا، القادر على استيعاب حتى ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي. ونقلت وكالة مهر عنه قوله إن «موقع التخصيب في (فوردو) سيدشن قريبا، ولدينا القدرة على تخصيب اليورانيوم فيه بنسبة 20% و3%، 5% و4%». وأوضح أن «موقع (فوردو)، وعلى غرار موقع (ناتانز) مصمم بطريقة لا يمكن للعدو معها تدميره». وأكدت إيران أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% يهدف إلى إنتاج الوقود لمفاعل الأبحاث في طهران. وتخصيب اليورانيوم في صلب نزاع مستمر منذ سنوات بين إيران والمجتمع الدولي الذي يخشى أن يخفي برنامج إيران النووي أهدافا عسكرية رغم نفي إيران المتكرر لذلك.

وصوت مجلس الأمن الدولي على ستة قرارات تضمنت أربعة منها عقوبات لإرغام الجمهورية الإسلامية على تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم. واليورانيوم المخصب دون 20% يستخدم فقط لأغراض سلمية، لكن إذا تجاوز التخصيب نسبة العشرين في المائة فقد يستخدم لصنع السلاح الذري. وشكك وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا مؤخرا في توجيه ضربات جوية إلى إيران، لكنه ذكر للمرة الأولى في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن المنشآت النووية المدفونة قد تصمد أمام مثل هذه الهجمات، ملمحا إلى منشأة (فوردو). وقال بانيتا: «في أحسن الحالات، فإنها (الغارات الجوية) ستؤخر (البرنامج النووي الإيراني) سنة أو ربما سنتين»، وأضاف: «لكن ذلك رهن بإمكانية إصابة الأهداف المحددة فعلا. صراحة؛ بعض الأهداف من الصعب إصابتها». والأحد أكد بانيتا أن إيران لا تطور سلاحا ذريا، وقال: «هل تطور إيران سلاحا نوويا؟ كلا، لكننا نعلم أنهم يحاولون تطوير قدرة نووية، وهذا أمر يقلقنا»، وأضاف: «خطنا الأحمر هو أن تكون إيران تطور سلاحا ذريا».

من جهة ثانية، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أمس في خطاب متلفز أن إيران لن تركع أمام العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وقال أعلى مسؤول في إيران إن «القرار الحازم لنظام الجمهورية الإسلامية هو مقاومة ضغوط القوى الكبرى»، وأضاف: «في الوقت الذي سلك فيه الشعب الإيراني طريق النجاح ورأى بشائر الانتصارات الجديدة المقبلة، تحاول جبهة الاضطهاد (الغرب) تخويف الشعب والمسؤولين الإيرانيين، ملوحة بالعقوبات، في حين اختار الشعب الإيراني العظيم طريق العزة بالتضحية بدماء أفضل عناصره». وتابع خامنئي أن «المسؤولين الغربيين أعلنوا مرارا أنهم يريدون، بالعقوبات والضغط، إحباط الشعب وحمل المسؤولين على التخلي عن مشاريعهم، لكنهم يخطئون ولن يحققوا أهدافهم».