المؤتمر الوطني العراقي المرتقب يدخل دائرة «رفض فرض الشروط» المتقابلة

طالباني يعود إلى بغداد غدا للتحضير للمؤتمر بعد تلقيه ضمانات عربية وإقليمية ودولية بدعمه

TT

دائرة جديدة من الجدل السياسي تدور اليوم بين مختلف الكتل السياسية العراقية لا سيما الرئيسية منها بشأن المؤتمر الوطني الذي دعا إليه الرئيس العراقي جلال طالباني ويحظى باهتمام استثنائي داخليا وإقليميا ودوليا وهي دائرة رفض فرض الشروط المتقابلة فيما بين الكتل والزعامات.

وتتجه الأنظار صوب الرئيس طالباني الذي ينتظر أن يعود إلى بغداد غدا ويتوقع أن يبدأ الأربعاء مشاوراته المكثفة مع رؤساء الكتل وزعماء الأحزاب السياسية والشخصيات النافذة في المشهد السياسي العراقي من أجل بحث خارطة الطريق الخاصة بالمؤتمر الوطني الذي قالت مصادر في حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني إنه تلقى ضمانات عربية وإقليمية ودولية بدعم نتائجه.

وأعلن إحسان العوادي، عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المؤتمر الوطني يعقد إما نهاية الشهر الحالي أو منتصف الشهر المقبل على أبعد تقدير ومكان انعقاده هو العاصمة بغداد باتفاق جميع الأطراف». وأضاف العوادي «لقد شكلنا لجانا للتفاوض بين الكتل السياسية وبدأت لقاءاتها تمهيدا لتحديد رؤية واضحة بشأن المؤتمر الوطني»، مشيرا إلى أن التحالف الوطني الذي يضم الائتلاف والمجلس الأعلى الإسلامي والتيار الصدري «ليس لديه شروط مسبقة لعقد المؤتمر لكننا في الوقت نفسه لا نقبل فرض شروط من أحد»، في إشارة إلى القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي التي أعلنت من جانبها أنها تقبل حضور المؤتمر شريطة عدم وضع شروط مسبقة وهو ما كرره التحالف الكردستاني مما يؤشر لعمق الأزمة السياسية التي لا تزال تعيشها البلاد.

وأقر العوادي «بوجود العديد من الإشكالات التي نحتاج فعلا إلى تجاوزها وهي معروفة للجميع وتتعلق بالتوافقات السياسية والقضاء وغيرها مما يتوجب حسمه قبل الذهاب إلى المؤتمر الوطني وهو ما نعمل عليه بالفعل».

من جانبها أعلنت ميسون الدملوجي، الناطقة الرسمية باسم القائمة العراقية، عن تقديم قيادة القائمة رؤيتها إلى رئيس الجمهورية بشأن المؤتمر الوطني. وقالت في بيان أمس إن «رؤية العراقية تلخصت في محاور مهمة ورئيسية منها تشكيل لجنة حكماء من الطيف السياسي العراقي بالإضافة إلى شخصيات مستقلة تعمل على تفكيك الأزمة الراهنة والإشراف على إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء الذين لم تثبت إدانتهم وإزالة المظاهر العسكرية والاستفزازية من الشارع العراقي وعن أعضاء وقيادات العراقية». إلى ذلك، قالت مصادر قيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه طالباني إن رئيس الجمهورية «سيكثف جهوده للتهدئة وتهيئة الأجواء أمام عقد المؤتمر الوطني المرتقب بعد أن تلقى ضمانات عربية ودولية وإقليمية بدعم المؤتمر والنتائج التي ستتمخض عنه».