المستشار السياسي لهنية: فتح مكتب لحركة حماس في تونس موضوع قيد الدرس

قال إن هدف الزيارة ليس ضد فتح

TT

كشف الدكتور يوسف رزقة، المستشار السياسي لإسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، عن نية فتح مكتب للحركة في تونس خلال الفترة المقبلة، وقال إن الموضوع قيد الدرس. واعتبر رزقة أن مسألة فتح المكتب الجديد سيتم تباحثها مع الحكومة التونسية المنتخبة. وقال في ندوة صحافية عقدها أمس بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، على أثر زيارة دامت خمسة أيام بدأها الوفد الفلسطيني يوم الخميس الماضي، إن قرار فتح المكتب المذكور ليس موجها ضد أي طرف أو ضد التمثيل الحالي من خلال منظمة التحرير الفلسطينية.

وبشأن اتهامات حركة النهضة بين العمل الحكومي والعمل الحزبي، دافع رزقة عن زيارة وفد حماس إلى تونس وقال إن رئيس الحكومة المنتخبة حمادي الجبالي ورئيس الجمهورية المنصف المرزوقي قد عبرا بواضح الكلام عن طبيعة تلك الزيارة، وقالا إنهما «يستقبلان هنية بوصفه رئيسا لحكومة منتخبة».

وحول الاتهامات الموجهة لـ«النهضة» باستغلال الزيارة سياسيا من قبلها، قال رزقة إن زيارة وفد من حركة حماس إلى تونس لا يتخذ طبيعة حزبية وهي لا تقتصر على حزب حركة النهضة وحدها، بل تتجاوزها للقاء مختلف القيادات السياسية والحزبية التونسية. واعتبر رزقة أن الزيارة ليست ضد أي قيادة من قيادات الشعب الفلسطيني خاصة حركة فتح أو«الرئيس الفلسطيني محمود عباس» أو أي قيادات عربية أخرى.

وقال رزقة إن الزيارة قد حققت جل الأهداف المنتظرة منها، ومن بينها الطلب من الحكومة التونسية المساعدة على تحريك ملف الأموال المجمدة التي وعدت بها أطراف عربية وغربية لإعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي والتي ظلت إلى حد الآن مجمدة. وطلب رزقة من الإعلام التونسي أن يكون خير حليف للقضية الفلسطينية في معركتها الطويلة ضد الاحتلال، وقال إن الفلسطينيين ينتظرون من الإعلام التونسي مواصلة دعم الشعب الفلسطيني المحاصر ومساندة تحركاته من أجل كسر الحصار السياسي الظالم على الحكومة المقالة. وقال في معرض تقييمه لأجندة الزيارة، إن مسؤولي حركة حماس قد وجدوا لدى مختلف الأطراف التونسية من سياسيين وأكاديميين ومفكرين ونقابات مهنية وأحزاب سياسية «شعبا يحمل هم القضية الفلسطينية ولديه استعدادات كبيرة لخدمتها على كل الأصعدة»، وقال إن الوفد الفلسطيني شرح في اجتماعاته مع القادة والسياسيين ومسؤولي الأحزاب «مشكلة القدس والاستيطان» في المقام الأول.

ومن ناحيته، وخلال نفس الزيارة، قلل الطاهر النونو، الناطق الرسمي باسم الحكومة المقالة، من شأن تأثير زيارة وفد حماس إلى تونس على ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، وقال إن عملية المصالحة «خيار استراتيجي بالنسبة لحركة حماس». ودعا النونو الأطراف الفلسطينية إلى ضرورة تفعيل ما تم الاتفاق عليه في 5 مايو (أيار) الماضي في لقاءات الوفد مع الرئاسات الثلاث في تونس». كما اعتبر أن المفاوضات الجارية حاليا بين الفلسطينيين والإسرائيليين بحضور الرباعية لن تحقق أي إنجاز في هذه المرحلة وقال إنها غير مطروحة أمام حركة حماس وأنها تهدف بالخصوص إلى «تجميل وجه الاحتلال الإسرائيلي»، مؤكدا أن العودة إلى المفاوضات هي نوع من العبث، على حد تعبيره.

وكانت أطراف فلسطينية قد أكدت أن زيارة إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إلى تونس، قد أثارت غضب المندوبين الفلسطينيين الرسميين في تونس العاصمة، واعتبروا أنهم تعرضوا للتهميش التام. وقال مصدر إن الفلسطينيين غاضبون لأن كلا من الحكومة التونسية ووزارة الخارجية وحزب النهضة، لم يحيطوهم علما بمواعيد وبرنامج زيارة هنية. وصنفت بعض الأطراف السياسية الفلسطينية زيارة وفد حركة حماس إلى تونس بمثابة «الخطأ السياسي».