مؤتمران لحل الأزمة الصومالية في أبوظبي ولندن في فبراير.. والأزهر يدخل على خط المصالحة

الصومال: دول الإقليم تتحالف ضد حركة الشباب المجاهدين

TT

فيما تتواصل المعارك في الصومال، تتزايد المحاولات الإقليمية والدولية لطرح مبادرات حول معالجة الأزمة الصومالية، فقد أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن عزمها استضافة مؤتمر حول الصومال في شهر فبراير (شباط) القادم، كما تستضيف بريطانيا في الشهر نفسه مؤتمر دوليا حول الصومال. وأعلنت كينيا من جانبها عن عقد مؤتمر دولي حول القرصنة الشهر القادم. ودخل الأزهر الشريف بمصر أيضا على الخط الصومالي معلنا عن مبادرة صلح.

وذكر مسؤول في وزارة الخارجية الإماراتية، أن المؤتمر – الذي تشارك فيه جهات عالمية - سيناقش الوضع في الصومال من جميع النواحي، بما فيها ظاهرة القرصنة البحرية، والأزمة السياسية والإنسانية والصراع القائم في الصومال، لمحاولة إعادة الاستقرار في الصومال. وذكر المسؤول أن جميع الأطراف الصومالية مدعوة لحضور هذا المؤتمر. وكان كل من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وشيخ الأزهر قد أعلنا عن مبادرات مصالحة للفرقاء الصوماليين، الأمر الذي يكشف عن اهتمام عالمي متزايد بالأزمة الصومالية المزمنة. وقد أوفد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بعثة أزهرية إلى الصومال لاستطلاع الوضع في العاصمة مقديشو واللقاء مع الأطراف الصومالية ووصل الوفد الأزهري بقيادة الشيخ محمد العبد إلى مقديشو يوم أمس ويجري لقاءات مع مسؤولي الحكومة الصومالية بما فيهم الرئيس شريف شيخ أحمد.

إلى ذلك كثفت القوات الكينية قصفها الجوي لمعاقل حركة الشباب في إقليمي جيدو وجوبا السفلي بجنوب الصومال، وقال إيمانويل تشرشير المتحدث باسم القوات الكينية إن الغارات الجوية قتلت يوم أمس 60 من مقاتلي حركة الشباب استهدفت مواقع بالقرب من مدينة جربهاري عاصمة إقليم جيدو. كما قامت الطائرات الحربية الكينية بقصف مواقع جنوب مدينة كيسمايو الساحلية (500 كلم جنوب مقديشو) وأكد متحدث باسم حركة الشباب وقوع الغارات الجوية الكينية لكنه نفى وقوع خسائر في صفوف مقاتلي حركة الشباب. وقد سيطرت القوات الكينية التي تدعم القوات التابعة للحكومة الصومالية على عدد من المدن والبلدات تقع في عمق 150 كلم جنوب الصومال، وتسعى إلى السيطرة على مدينة كيسمايو كبرى مدن الجنوب على ساحل المحيط الهندي وتعتبر معقلا مهما لحركة الشباب في جنوب البلاد.

وفي وسط الصومال عززت القوات الإثيوبية مواقعها في مدينة بلدوين عاصمة إقليم هيران والمناطق القريبة منها بعد الاستيلاء عليها وتراجع مقاتلي حركة الشباب، وقالت مصادر حكومية لـ«لشرق الأوسط» بأن الخطة العسكرية الثلاثية المشتركة (الصومالية والكينية والإثيوبية) هدفها إخراج مقاتلي حركة الشباب من مناطق وسط وجنوب الصومال التي كانت الحركة تحكمها خلال السنوات الثلاث الماضية.

واتهم بيان رئيس الوزراء الصومالي حركة الشباب بترويع وإرهاب وقتل عدد لا يحصى من الصوماليين، ودعا الدول المجاورة والمجتمع الدولي إلى دعم الحكومة الصومالية في هذه العملية التي قال إنها تهدف إلى إعادة السلام والاستقرار إلى الصومال. ولم يكشف رئيس الوزراء الصومالي عن تفاصيل هذه العملية العسكرية، لكن التحركات العسكرية الأخيرة لدول الجوار في وسط وجنوب الصومال كشفت عن تحالف إقليمي ضد حركة الشباب يضم كلا من الصومال وإثيوبيا وكينيا وكذلك الاتحاد الأفريقي.