إضراب عام في نيجيريا مع تصاعد المخاوف من تفاقم المواجهات الطائفية

الرئيس النيجيري يقول إن مقاتلي«بوكو حرام» أصبحوا في «كل مكان»

متظاهرون يضرمون النار في اطارات مطاطية في لاغوس أمس (أ.ب)
TT

تشهد نيجيريا مرحلة توتر سياسي وطائفي واقتصادي تثير مخاوف من اندلاع حرب أهلية في البلاد. وبعد هجمات استهدفت مدنا عدة، وتحديدا مساجد وكنائس في البلاد، يحذر المسؤولون النيجيريون من تفاقم انعدام الثقة في البلاد. وشهدت نيجيريا إضرابا عاما، أمس، احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود بعد أن رفعت الحكومة الدعم على الوقود ابتداء من الأول من يناير (كانون الثاني) 2012. وجاء الهجوم بينما تشهد البلاد توترا مع انتشار مخاوف من اتساع العنف الديني في نيجيريا التي تعد أكبر دول أفريقيا من حيث عدد السكان وأكبر مصدر للنفط في القارة، بعد هجمات متكررة على المسيحيين من قبل جماعة «بوكو حرام». ويذكر أن نيجيريا مقسمة بين أغلبية مسلمة في الشمال وغالبية مسيحية في الجنوب.

وقال الرئيس النيجيري، غودلاك جوناثان، مساء أول من أمس، إن أعضاء وأنصار جماعة «بوكو حرام» المتطرفة «أصبحوا في كل مكان»، مضيفا: «يمكن أن نجدهم في كافة قطاعات المجتمع». وكان الرئيس النيجيري يتحدث خلال قداس أقيم في مركز مسيحي في العاصمة أبوجا لإحياء يوم الذكرى للقوات المسلحة النيجيرية. وقال إن أعضاء وأنصار الجماعة يضغطون من أجل نشر الشريعة الإسلامية «في كل مكان، سواء في السلطة التنفيذية للحكومة أو في البرلمان الممثل للسلطة التشريعية أو في القضاء». وحذر جوناثان من أن «هناك بعضهم أيضا في القوات المسلحة والشرطة والوكالات الأمنية الأخرى»، مضيفا: «بعضهم لا يزال يمد يده ليأكل معك وأنت لا تعرف أنه الشخص الذي سيوجه نحوك سلاحا أو يزرع قنبلة خلف منزلك». ولكن جوناثان أكد عزمه على هزم الحركة المتطرفة، قائلا إن البلاد «سوف تدحرهم»، وأعلن أن هناك خططا لدعم قوة الشرطة البالغ قوامها 300 ألف فرد، إلا أن التزايد السريع في عدد سكان نيجيريا، الذي يبلغ 160 مليون نسمة، يجعل من الصعب ضمان الأمن في أنحاء البلاد. وأضاف: «ذلك الرقم كان مناسبا في السنوات السابقة ولكن بالتحديد ليس الرقم الذي يمكن أن يتماشى مع التحديات الأمنية التي نواجهها الآن».

وشهدت نيجيريا، أمس، مظاهرات حاشدة في مناطق عدة في البلاد بسبب ارتفاع أسعار الوقود التي تزيد من التوتر في البلاد. وشلت الحركة في العاصمة النيجيرية، لاغوس، أمس، حيث شارك ما يقرب من 10 آلاف متظاهر في مظاهرات ضد تصاعد أسعار الوقود والفساد الحكومي في البلد الغني بالنفط. وقتل شخص على الأقل خلال المظاهرات التي باتت تهدد باندلاع أعمال عنف أوسع. وفي مدينة كانو الشمالية، جرح 18 متظاهرا في صدامات مع الشرطة، بينما جرح آخرون في لاغوس عندما أشعل المتظاهرون الإطارات وأضرموا النار في محطات وقود عدة. وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن أعدادا من عناصر الشرطة وقفت تتفرج وهي تحمل رشاشات «كلاشنيكوف»، بينما سار المتظاهرون في شوارع لاغوس.

وهاجم متظاهرون يحتجون على ارتفاع أسعار الوقود، أمس، مسجدا في جنوب نيجيريا، مما أدى إلى إصابة العديد بجروح ودفع بالشرطة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع، بحسب الشرطة وشهود عيان. وصرح فيمي أوموجولا، مفوض شرطة ولاية ايدو، بأن «المسجد تعرض لمحاولة حرق» في مدينة بنين، مضيفا أن «بعض الأشخاص أصيبوا» بجروح طفيفة.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن مجموعة من الغوغائيين انشقوا عن مجموعة من المحتجين كانوا يسيرون على طول شارع رئيسي في مدينة بنين، عاصمة ولاية ايدو، واقتحموا المسجد الواقع على الطريق نفسه. وأضاف أنهم ألقوا الحجارة على المسجد وحاولوا إضرام النار فيه، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك. كما نهب المهاجمون مراوح من داخل المسجد. وقال مسؤول في الصليب الأحمر إن 10 أشخاص أصيبوا بجروح في الهجوم الذي استهدف كذلك مكتبا لصرف العملات بالقرب من المسجد، يديره مسلمون.