مستشفى الملك فيصل التخصصي يطالب بالتوسع في إجراء عمليات زراعة الرئة بالسعودية

بعد أن سجلت ارتفاعا بنسبة 70% عن العام الماضي

برنامج زراعة الرئة في «تخصصي الرياض» تمكن العام الماضي من رفع معدل عمليات زراعة الرئة بنسبة 71% عن العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

شدد المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، على ضرورة التوسع في إجراء عمليات زراعة الرئة بالسعودية، مؤكدا على أن المملكة بحاجة ماسة لتلك العملية التوسعية، لتلبية الحاجة المتزايدة من المرضى، لافتا إلى سعي المستشفى التخصصي لتغطية هذه المتطلبات، من خلال إعادة هيكلة البرامج المتعلقة بالخدمات الطبية والرعائية للمرضى لديهم.

وأوضح الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أن برنامج زراعة الرئة في «تخصصي الرياض» تمكن العام الماضي من رفع معدل عمليات زراعة الرئة بنسبة 71 في المائة عن العام الماضي، من خلال إجراء 12 عملية زراعة رئة في عام 2011، مقارنة مع 7 عمليات خلال عام 2010، مشيرا إلى أن معدل نجاح العمليات بلغ 84 في المائة، وهو معدل ينافس معدلات النجاح في المراكز الطبية العالمية.

وبين القصبي أن إعادة هيكلة برامج إجراء عمليات زراعة الرئة ساهمت في تحقيق قفزات نوعية وكمية في تقديم تلك الخدمات الطبية والرعائية، موضحا أن تلك الهيكلة اعتمدت على تدريب وتأهيل عدد من أطباء استشاريين في الأمراض الصدرية وزراعة الرئة، وجراحين متخصصين، وصيدلانية إكلينيكية، ومتخصصي تغذية، ومتخصصين للخدمات الاجتماعية، ومتخصصي العلاج الطبيعي، ومتخصصي العلاج التنفسي، ومنسقين للبرنامج لمرحلة ما قبل الزراعة وبعدها.

وثمن القصبي الدور الذي يقوم به المركز السعودي لزراعة الأعضاء في توفير الأعضاء من المتبرعين، معتبرا أن ذلك الدور ساهم في تقديم العديد من الخدمات الطبية للمرضى محليا.

من جانبه، بين الدكتور عيد المطيري استشاري الأمراض الصدرية والعناية المركزة ورئيس برنامج زراعة الرئة في المستشفى التخصصي بالرياض، أن البرنامج شهد خلال العامين الماضيين نشاطا كبيرا بإجرائه 19 عملية، في وقت كان يجري فيه سابقا ما معدله عملية واحدة إلى اثنتين سنويا.

وأشار المطيري إلى أن البرنامج أجرى العام الماضي 3 عمليات لزراعة رئة واحدة، و9 عمليات زراعة مزدوجة لرئتين للمريض في وقت واحد، تتراوح أعمارهم ما بين 16 وحتى 52 عاما، من بينهم 7 رجال و5 نساء، مؤكدا أن المرضى استغنوا تماما عن الحاجة لعبوات الأكسجين ويتمتعون حاليا بصحة جيدة ويمارسون حياتهم اليومية في المدرسة أو العمل بشكل طبيعي، لافتا إلى أن أحد المرضى عاد لاستكمال الدراسة وهو في طريقه للحصول على شهادة الماجستير قريبا بعد خضوعه للزراعة دون أي معوقات.

وأوضح المطيري أن المستشفى يسعى لاستقطاب أحدث التقنيات في مجال زراعة الرئة لتوفير أفضل الخدمات الطبية لمرضى الفشل الرئوي، ومن أهمها جهاز تروية الرئة خارج الجسم الذي يتم عن طريقه إعادة تنشيط رئة المتبرع، والتي تكون مبدئيا غير صالحة للزراعة، بوضعها في جهاز مزود بتقنية تنفس اصطناعي متطورة، حيث يتم معالجتها بمحاليل خاصة لمدة ساعتين إلى أربع ساعات ثم إعادة الفحوصات لاختبار صلاحية الرئة للزراعة.

وكشف المطيري عن عزم البرنامج تطوير إمكاناته وقدراته للتمكن من إجراء عمليات مزدوجة لزراعة رئة مع أعضاء أخرى في الوقت نفسه كالقلب والكبد والكلى للمرضى الذين تستدعي حاجتهم ذلك، موضحا أن البرنامج سيركز اهتمامه على زيادة أعداد الرئات الصالحة للزراعة عن طريق إعطاء المزيد من المحاضرات للأطباء والممرضين العاملين في أقسام العناية المركزة في مختلف أنحاء المملكة، والحث على أهمية التبليغ عن حالات المتوفين دماغيا وكيفية العناية المثلى للحفاظ على رئة المتبرع في أفضل حالة لتكون صالحة للزراعة.