الفلسطينيون بين مؤيد ومتشكك ومتحفظ على المصالحة

دعم شعبي للمبدأ ومخاوف من امكانية التطبيق

فلسطينيون يواصلون لعب الورق ولا يعيرون اهتماما لأخبار توقيع الاتفاق في الدوحة على شاشة التلفزيون (أب)
TT

يدعم الشارع الفلسطيني، بقوة، اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، ويتطلع إليها منذ سنوات، غير أنه انقسم حول الاتفاق الذي وقع في قطر بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، بين مؤيد ومتحفظ ومتشكك. وانصب اهتمام الفلسطينيين على 3 قضايا، أولا: ما إذا كان يجب على الرئيس عباس أن يقبل برئاسة الوزراء أو لا. وثانيا: لماذا وقع الاتفاق في قطر. وثالثا: هل سيطبق الاتفاق فعلا وكيف سيؤثر على مجريات الحياة السياسية والاقتصادية.

ويمكن القول إن الفلسطينيين تابعوا بنصف اهتمام مجريات المحادثات في قطر، بعد أن ملوا من كثرة اللقاءات والاتفاقات وكأنهم متشككون في إمكانية تطبيق الاتفاق على أرض الواقع، وحتى بعدما وقع الاتفاق تظل هذه المسألة نسبية. وسألت «الشرق الأوسط» فهد أبو الحاج، مدير مركز أبو جهاد للأسرى، عن رأيه في الاتفاق فقال: «لأول مرة منذ بداية الحديث عن المصالحة أشعر بجدية حقيقية هذا اليوم. أنا سعيد وأدعم الاتفاق». وأضاف: «الطرفان جادان على الرغم من الصعوبات الميدانية التي ستواجههم في التطبيق، ونأمل في أن يتذلل هذا الموضوع».

ولا يمانع أبو الحاج من تسلم أبو مازن رئاسة الوزراء على الرغم من أن القانون الأساسي يمنعه، وقال: «لقد جُمع الشمل ولا يمكن تعطيل المصالحة بسبب رئيس الحكومة، الأخ الرئيس آثر على نفسه وقبل منصب رئيس الوزراء وهذا يسجل له وليس عليه، أبو مازن زاهد في المناصب، لكنه برأيي اضطر إلى القبول حتى لا تتعطل المصالحة، ولا تتعطل حياة الناس بعدها، هذا حل وسط». كما يرى أبو الحاج إيجابية أخرى من وجهة نظره للمصالحة، وهي أن «قطر استطاعت أن تنزع حماس من سوريا»، على حد قوله.

ويتفق صالح الشيخ، مهندس، 50 عاما، مع أبو الحاج، وقال: «المصالحة أهم من أي ملاحظات أخرى بصراحة، وبغض النظر ما إذا كان الرئيس هو رئيس الوزراء وهذا مخالف للقانون، بالإضافة إلى أنه رئيس فتح، وهذا مخالف للاتفاق بين الفصائل، لكن المصالحة أهم». وأضاف: «لا ننسى أن هذه الحكومة حكومة مؤقتة ولها مهمات محددة، وأنا مع الاتفاق وأتمنى تطبيقه».

ويدعم كثير من الفلسطينيين هذا التوجه، أي أن المصالحة أهم من غيرها، لكنّ آخرين بدوا متشككين في إمكانية تطبيق الاتفاق، وقال الناشط الشبابي علي قراقع، 25 عاما: «بصراحة لا أثق إلا في التطبيق». وأضاف: «التفرد بالقرار وتجاوز القانون بهذا الشكل غير مبشر». وتابع: «عندما أرى جميع المعتقلين خارج السجون وتشكلت حكومة فلسطينية وتوحدت الضفة الغربية وقطاع غزة، وجرت انتخابات شاملة، عندئذ قد أصدق أن المصالحة تحققت».

وانتقل الجدل إلى صفحات «فيس بوك» و«تويتر»، وهناك من بارك المصالحة، وهناك من تحفظ على بعض تفاصيلها، وهناك من هزئ بها ومن إمكانية تطبيقها على الأرض.

وبين مؤيد ومتشكك ومتحفظ، هناك من ترك أمر المصالحة وإمكانية تطبيقها وراح يغمز في قناة قطر، وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم الكشف عن اسمه: «أظننا سننجح هذه المرة، ما دمنا في أكناف الدوحة، فللدوحة سحرها».

وكتبت الصحافية رانيا الحمد على صفحتها على «فيس بوك»: «أكيد كلكم صافنين (تفكرون صامتين) زيي (مثلي) من الصبح لهلأ (حتى الآن)، تحاولون أن تفهموا برضو زيي.. ويمكن ما فهمتوا لهلا زيي. القصة كلها على رأي أحد أصدقائي قضاء وقطر يا جماعة. وما بدها كل هالصفنه (الصمت والتفكير).. بطلت الحكومة حكومة والسلطة سلطة صارت حكومة السلطة أو سلطة الحكومة ما راح نختلف. يعني هلا يمكن ان تفرق معنا بشغلة.. بس بطل فينا (لن يكون بإمكاننا أن) نحتج على القوانين والضرائب أو نتظاهر ضد غلاء المعيشة!!! وبرضو لهلأ مش فاهمة». وكتب الصحافي خالد عباد: «مرة أخرى... موسم الهجرة إلى قطر».

ويعتقد كثيرون في الشارع الفلسطيني أن قطر نجحت في فرض الاتفاق على الطرفين كجزء من صفقات أكبر قد تتعلق بالمال والشرعيات.