الأمير عبد الله مخاطبا المشايخ في السعودية: الظروف العصيبة تتطلب الحكمة والوعي للتعامل معها ولا غلو في الدين ولا مساومة على الوطن

TT

الرياض ـ واس: شدد الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي، على ان بلاده بعيدة عن الغلو في الدين، معتبرا ان ما تعيشه بلاده والامة الاسلامية في هذه الظروف هي «ايام عصيبة تتطلب الحكمة والوعي في الحديث والخطاب والتصرف». وطالب الامير عبد الله خلال لقاء موسع جمعه بحضور الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، بحشد من علماء وقضاة السعودية، بعدم الانسياق وراء الحملات الاستفزازية ايا كان مصدرها، وخاطبهم قائلا «واجب عليكم التأني والتحري لكل كلمة تظهر منكم لانكم مسؤولون أمام الله وأمام الامة الاسلامية».

واكد الامير عبد الله امام العلماء بأن لا مساومة على ادارة شؤون البلاد، وان يبذل المسؤولون كل طاقاتهم في الدفاع عن مكتسبات الوطن وفق ما نصت عليه شرائع الدين الاسلامي وقال «نؤكد في كلمتين لا أكثر ولا اقل، لا مساومة ولا أخذ ولا عطاء ولا أي شيء في خدمة الدين والوطن، هذه ما فيها مساومة».

وكان الامير عبد الله يتحدث خلال استقباله الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس ادارة البحوث العلمية والافتاء، والشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى والدكتور عبد الله بن محمد ال الشيخ وزير العدل والشيخ صالح بن عبد العزيز ال الشيخ وزير الشؤون الاسلامية ورئيس ديوان المظالم المكلف ورئيس هيئة التحقيق والادعاء العام ونائب رئيس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونائب رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام، واعضاء هيئة كبار العلماء واعضاء مجلس القضاء الاعلى وأعضاء هيئة التمييز ورؤساء المحاكم واعضاء ديوان المظالم واعضاء هيئة التحقيق والادعاء العام وأعضاء اللجنة الدائمة للافتاء ومنسوبي وزارة العدل ومنسوبي وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد وأعضاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وفي بداية الاستقبال الذي جرى في قصر ولي العهد في العاصمة السعودية الرياض رحب الامير عبد الله بالجميع وهنأهم بحلول شهر رمضان المبارك قائلا «اخواني المشايخ، أهنئكم بشهر الصوم المبارك، وأهنئ جميع المسلمين في أنحاء العالم وأهنئ الشعب السعودي وان شاء الله ان هذا الشهر الفضيل داخل علينا باليمن واليسر والتوفيق».

وأضاف يقول «إخواني، فضيلة الشيخ، أحببت أن أشاهد هذه الوجوه الخيرة في هذا اليوم المبارك وأطلعهم على ما جرى في الاشهر الماضية بيني وبين الرئيس جورج بوش الابن رئيس الولايات المتحدة الاميركية، وكذلك أسمع من فضيلتكم ومن اخوانكم الشيء الذي فيه ان شاء الله خير للامة الاسلامية والعربية ولخدمة الدين والوطن».

واضاف ولي العهد يقول «اخواني، تعلمون أننا نحن الان في أيام تعتبر عصيبة والواجب علينا التأني والتوضيح لاخوانكم بالكلمة الطيبة لانكم الان هدف للمغرضين للعقيدة الاسلامية، لانكم في أمان الله ثم خدمتكم لهذا الدين الحنيف ولوطنكم وكذلك قبلة المسلمين ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ».

وقال «واجب عليكم التأني والتحري لكل كلمة تظهر منكم لانكم مسؤولون أمام الله وأمام الامة الاسلامية، أرجو لكم التوفيق والنجاح والله يلهمكم بالكلمة الطيبة لان الكلمة الطيبة لها مكانها ووقعها في النفوس».

واستطرد الامير عبد الله بن عبد العزيز بالقول «فضيلة الشيخ.. اننا نحن الان في موقف يتطلب منا الحكمة ويتطلب منا الوعي لانكم في هذه البلاد قدوة لاخوانكم المسلمين.. ولهذا أوصيكم بتقوى الله فوق كل شيء وخدمة دينكم ووطنكم والتحري للكلمة المعقولة لخدمة الاسلام ولا تأخذكم العاطفة أو يستفزكم أحد لانكم مسؤولون فردا فردا أمام الله جل جلاله وأمام شعبكم ووطنكم وعائلاتكم وأطفالكم وعرضكم وشرفكم لاننا الان في وقت يلزمنا التحري بالضبط لكل كلمة تطلع منا».

ومضى ولي العهد قائلا «آمل منكم أن تقدروا هذه المسؤولية أمام الله جل جلاله وأمام شعبكم والمسؤولين لكي لا نكون في موقف حرج، لان هذه الامور لازم التروي فيها والهدوء والسكينة، ولاننا كما قال عز وجل (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) فلا غلو في الدين، لا غلو في الدين، لا غلو في الدين، لانكم قدوة مثلما قلت سلفا لاخوانكم المسلمين في أنحاء العالم».

وفي ختام حديثه خاطب الامير عبد الله الحضور بالقول «ارجو لكم التوفيق والنجاح والله يوفقكم، أما نحن فنؤكد في كلمتين لا أكثر ولا اقل، لا مساومة ولا أخذ ولا عطاء ولا أي شي في خدمة الدين والوطن، هذه ما فيها مساومة، لكن بالعقل والتروي لانكم عارفون الاوضاع في العالم، وشكرا لكم». بعد ذلك دار حوار بين الامير عبد الله والمشايخ اتسم بالصدق والصراحة والوضوح وبدأه المفتي العام بكلمة «سأل فيها الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه وأن يعين ولاة أمرنا على ما يحملونه من مسؤولية».

وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ يخاطب الامير «اخوانكم المشايخ معكم ان شاء الله في الخير والتعاون على البر والتقوى، ونسأل الله أن يمدكم بعونه وتوفيقه».

وأشار آل الشيخ الى ان علاج القضايا بالروية والتأني فيه مصلحة للجميع مؤكدا «ثقة الجميع بكل الخطوات التي تتخذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ال سعود وولي عهده الامين، حفظهما الله».

وشدد المفتي العام السعودي على اهمية تعاون الجميع مع قادتهم ليكونوا يدا واحدة في ما فيه ان شاء الله سبب لعزة الاسلام واهله داعيا الله لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني بالتوفيق والعون على كل الامور.

بعد ذلك القى رئيس مجلس القضاء الاعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان كلمة عبر فيها عن شكر الجميع للامير عبد الله بن عبد العزيز على دعوته لهم واطلاعهم على ما دار بينه وبين رئيس الولايات المتحدة الاميركية.

وقال «لقد حبانا الله جل وعلا بوطن مكرم تنظر اليه الامة الاسلامية نظرة احترام وتقدير.. ومن الله علينا جل وعلا بعقيدة صافية كما من علينا بأمن افتقده كثير من الناس.. وهذه نعم عظيمة تحتاج منا أن نعرف قدرها ونحسن المحافظة عليها بلزوم تقوى الله واخلاص العمل له».

وأضاف رئيس مجلس القضاء الاعلى يقول «الواجب علينا لولاة أمرنا أن نحسن السمع والطاعة في حدود ما فرضه الله علينا وأن نحسن حفظ السنتنا الا بما يتحقق أنه يعود علينا بالنفع في بلادنا وفي أمتنا الاسلامية».

وأشار اللحيدان الى أن العلماء في السعودية ينظر اليهم العالم نظرة ثقة وحسن ظن الامر الذي يجب معه التروي وتجنب الاشياء التي تثير المشاعر كما يجب أن يحسب الجميع الحساب لكل كلمة ويرون ان كان فيها نفع لنا في بلادنا وللاسلام في كل مكان وان كانت متفقة مع شريعة الله سبحانه وتعالى.

وقال الشيخ صالح اللحيدان «ما ذكرتموه وما وجهتمونا به جميعا ينبغي أن يكون بحول الله وقوته موضع الاتباع وينبغي ان نهتم في بلادنا بالمحافظة على القيم الموروثة والعادات الكريمة التي تلقيناها عن اسلافنا ومن الله علينا بتحكيم الشريعة وهذا لطف من الله سبحانه وتعالى لذلك يجب علينا البعد عن كل ما من شأنه ان يبلبل الافكار ويشتت المفاهيم».