اللهم لا نسألك رد الخسارة.. لكن نسألك اللطف برياضتنا؟!

مساعد العصيمي

TT

خسر المنتخب السعودي.. وماذا بعد؟ لا جديد.. لقد اعتدنا على ذلك.. لكن كانت رباعية مؤلمة.. أيضا لن تجعلنا متشائمين.. فقد عرفنا ومنذ أقل من عام خماسية يابانية نظيفة.. ما الحل؟ لا بأس.. الحل أن نلجأ للدعاء، عسى أن يسخّر الله لكرتنا بصفة خاصة ورياضتنا بصفة عامة من يعيد إليها ألقها.. لا سيما أننا كنا نعتقد إلى وقت قريب أن المشكلة فنية بحتة.. لكن مع أحد أفضل مدربي العالم تراجعت توقعاتنا لنتلمس من جديد طريق السنوات العشر الضائعة.

انتهى المولد ولن نبكي على اللبن المسكوب.. لكن من الجدير أن نقف عند عللنا ونحاول أن نتجاوزها.. السؤال المطروح: ماذا حدث خلال السنين العشر الماضية.. وإلى ماذا أفضى.. هنا مكمن السؤال.. ماذا عملنا وماذا قدمنا.. أول الأسئلة: هل من أشرفوا على كرة السعودية هم الأجدر؟ وأجيب بالقول: لا.. بل إن بعضهم بدون أي تاريخ كروي.. من واقع أن سجله لا يمنحه حق أن يكون مسؤولا عن الرياضة في مركز تدريبي.. لا منتخب بلد يمثل 25 مليون إنسان.. وهل برامجنا من الحصافة بحيث إن الحظ لم يحالفها؟! بل هي أقل ما يقال عنها إنها متسرعة وذات بعد شخصي فردي لا يركن إلى رأي الآخرين بل وفق ما يراه المسؤول هو، بعيدا عن أصحاب الشأن.. حتى بات أعضاء اتحاد الكرة جلهم من الإداريين غير المدركين لأبعاد كرة القدم.. وعليه، من يتحمل التعاقد مع مدربين من أصحاب السجلات التي لا يقبل بها أقل الفرق الكروية خليجيا من أولئك العاطلين الذين قدموا لقيادة كرة الـ 25 مليون إنسان ليعيدوها إلى قاع القاع؟.. واسألوا بيسيرو وكأس آسيا الأخيرة.. أبعدنا ذلك المدرب ولم نعلم أن تصفيات كأس العالم ستفتح أبوابها بعد أشهر سبعة لننشغل بتطوير الأكاديميات وننسى التعاقد مع مدرب جديد للمنتخب؟

ماذا عن البطولة المحلية وكيفية اللعب بجيناتها.. ماذا عن لجان الاتحاد والمدرب السعودي والرمي به يمنة ويسرة.. حتى بات من الضعف والسكينة.. ليس لسوء فيه بل من جراء عبثنا به.. لن أجيب أنتم أجيبوا؟!

هل نُزيد عن حال الأندية وضعف القرار الصادر من الاتحاد وآلية الهيئة أو ما يسمى بالرابطة.. بل ضعف المؤسسة الرياضية بنيل حقوق أنديتها من وزارتي المالية والإعلام؟!

حاليا نحن نقف على البلاطة.. لا شيء معنا ولا آخر ينتظرنا.. لكن كيف نتجاوز إخفاقنا ما دمنا ندرك علتنا.. الإجابة لدى أصحاب القرار.. إذا ما أرادوا رياضة يسعد بها الجميع؛ تفرحهم تزيد من ألقهم وتطلعهم.. وحسبي أنني هنا من الألم أن أقدم الاعتذار الشخصي لجماهيرنا في أستراليا ونيوزيلندا الذين توافدوا زرافات لنصرة منتخبهم.. لعل وعسى.. لكنهم، كما نحن، أدركوا.. أنه «لا بد أن يستقيم الجذر حتى لا ينكسر الفرع».

[email protected]