اللجوء للإعادة التلفزيونية أو وضع حكم خلف المرمى

أندريا مونتي

TT

بعد ليلة كرة قدم عاشتها إيطاليا بأكملها في حالة من الإثارة والمعاناة وتنفس الصعداء والصراخ، هل ما زال من المنطقي الحديث عن الحكام؟ أجل، مع كل الحق في ذلك. لأن الاستاد التحليلي لمباراة سان سيرو الذي عقدته شبكة «سكاي»، أكد أن تحدي الدرع الإيطالية تم حسمه من جانب أولئك الذين كان يتعين عليهم ببساطة إدارته. فنتيجة التعادل التي انتهى بها اللقاء كان من الممكن أن تكون أي شيء آخر. ولتختاروا أنتم بأنفسكم تلك النتيجة، ولكن تعادلا مثل هذا لم تكن مباراة الميلان واليوفي تستحقه.

والآن سيقال إن استياء اليوفي المتكرر، بشأن ضربات الجزاء القليلة التي تم احتسابها للفريق هذا الموسم، وما حولها من شكوك، كان ضغطا حقيقيا وفعليا على المنظومة التحكيمية في إيطاليا وقد آتى ثماره، على الأقل حتى الدقيقة 34 من الشوط الثاني، عندما قام حكم المباراة، بعد إلغائه هدفا صحيحا لمونتاري في الشوط الأول، بحرمان ماتري، مهاجم اليوفي، من هدف صحيح بداعي التسلل. هل تودون أن نتحدث عن إصلاح هذا الشأن؟ لكن الأكثر إثارة للاهتمام سيكون رؤية كيف سيحاول كونتي خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد تصريحه بأنه كان «لقاء محتدما للغاية»، تجاوز تلك المباراة. هل هناك حكام لا يطلقون صافراتهم لصالح اليوفي تخليدا لذكرى الكالتشوبولي؟ كفى! لقد كان ذلك أمرا سخيفا وكان يتعين علينا، بعد فوات الأوان، قول ذلك بشكل أكثر حزما دون انتظار، من أجل احترام فريق رائع تعشقه جماهير كثيرة، برهان لا مفر منه.

الحقيقة هي أن تاليافينتو ومساعده حامل الراية رومانيولي ارتكبا خطأ بشريا جسيما غير معتاد سيستمر الحديث عنه طويلا، ولكن دون جدوى، لأن النهاية مكتوبة بالفعل في إطار طيب يغيب دائما عن كرة القدم الإيطالية، وهي أن الحكام بشر حتى وإن كان البعض منهم يحتاج إلى طبيب عيون، لأن 50 سنتيمترا بعد الخط الأبيض من مقدمة المرمى تعد في كرة القدم الحديثة مسافة فلكية، فلو أن مركز سيرن للأبحاث النووية أخطأ في مللي - نانو ثانية بشأن الجزيئات بعيدة المنال وتم الاستهزاء به عالميا، فسيكون محل النقد، عذرا سيد بلاتر، من لم يأذن باستخدام كاميرا على خط المرمى، أو على الأقل وضع حكما خلف المرمى. ونظرا لأن الخطأ العفوي حدث تحديدا في لقاء إيطالي من المرجح أن يؤثر على صراع الدرع بين الميلان واليوفي أكثر من أي مؤامرات مزعومة، ينبغي علينا القول بوضوح: بصراحة، هذا الأمر جنون محض! لقد شاهد الجميع الهدف الملغى في المباراة، والذي تجاوز مرمى بوفون بنحو نصف متر، ما عدا الأشخاص الذين كان يتعين عليهم رؤية الهدف. ختاما؛ إما اللجوء إلى الإعادة التلفزيونية أو وضع حكم خلف المرمى لتجنب مثل هذه الأخطاء، وليس غدا بل على الفور.

أمر مؤسف، لأن اللقاء بين الميلان واليوفي كان نقطة مضيئة لسوء معاملة كرة القدم الإيطالية، ففريق الميلان ربما كان يستحق الفوز؛ فحتى الدقيقة 70 نجح أبناء أليغري في اختراق حصون اليوفي بنفس أسلحته: السرعة والصلابة والحسم والطرق الهندسية الرائعة. واليوفي، على أي حال، رد بطريقة الكبار على الهدف، منتزعا تعادلا له ثقله الكبير في ترتيب الدوري.

الخاتمة؟ عقيمة؛ فلو توقفنا عن تخيل المؤامرات المدبرة وشغل وقتنا في استرجاع العقل لمواقف بعينها، فسنستمتع أكثر بكرة القدم الرائعة التي نقدمها، بل من الممكن أيضا أن نتحمل بقلب حنون الأخطاء المرتكبة. وفي انتظار توافر القلب الحنون أو الكاميرا ذات الموقع الجيد داخل الملعب، نحن في حاجة إلى تقليل الأخطاء المرتكبة.