السنيورة: روسيا قد تخفف معارضتها لتحرك دولي ضد الأسد بعد انتخاباتها الرئاسية

رئيس البرلمان اللبناني يحذر من الفتنة المذهبية وتقسيم سوريا

TT

قال رئيس وزراء لبنان السابق فؤاد السنيورة: إن روسيا قد تخفف معارضتها لتحرك دولي منسق ضد الرئيس السوري بشار الأسد بعد انتخابات الرئاسة الروسية التي تجري الأسبوع المقبل.

ورغم تعثر الجهود الدولية لوقف حملة القمع التي يشنها الأسد على معارضيه بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار عربي مدعوم من الغرب في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كان سيمهد الطريق إلى تنحي الرئيس السوري، فإن السنيورة صرح بأن موقف روسيا تأثر بالسياسة الداخلية وبأن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين تشدد في لهجته قبل الانتخابات التي تجري في الرابع من مارس (آذار).

وقال السنيورة في مقابلة مع وكالة رويترز الإخبارية: «الموقف.. أعتقد أنه قد تكون هناك فرصة لبعض التغيير في الموقف الروسي.. الروسي والصيني»، وأضاف: «المشكلة السورية أصبحت قضية داخلية في روسيا وهي تشكل جزءا من حملة الانتخابات التي ستجرى خلال بضعة أيام. الدم (السوري) يستخدم وسيلة للتداول بين روسيا والغرب بوجه عام، لأن هناك الكثير جدا من القضايا الأخرى التي لم تحل بين روسيا والغرب.. ربما يصبحون (الروس) أكثر استعدادا لمناقشة الأمور بطريقة أكثر واقعية بعد الانتخابات».

وصرح السنيورة بأنه على عكس روسيا التي تملك قاعدة بحرية على الساحل السوري وتبيع الأسلحة لدمشق، فليس للصين الكثير من المصالح التجارية لتحمي الأسد من الانتقادات. وقال السنيورة: إن الصين عارضت إدانة الأمم المتحدة للأسد بسبب قلقها من احتمال توجيه انتقادات لها، على خلفية سجلها المحلي؛ بما في ذلك مشكلة التبت، ولكن على المدى الطويل ليس من مصلحة الصين الوقوف إلى جانب الرئيس السوري.. وأضاف أن «لديهم الكثير من الاستثمارات والمصالح في العالم العربي، ولا يمكنهم الاستمرار في اتخاذ مثل هذا الموقف».

وقال السنيورة: إن المواجهات داخل سوريا التي أودت بحياة الآلاف وصلت إلى طريق مسدود، لأن معارضي الأسد لن يتخلوا عن مطلبهم بالإطاحة به، والسلطات السورية انتظرت بعد فوات الأوان لتنفيذ الإصلاحات. كما أوضح أيضا أنه يعتقد أن الطوائف اللبنانية المنقسمة ستتجنب امتداد الاضطرابات الطائفية في سوريا، حيث يحاول الأسد سحق انتفاضة مستمرة منذ 11 شهرا.

ولكن رغم التوتر وتبادل الاتهامات العلنية بين الزعماء السنة الذين يؤيدون إلى حد كبير الانتفاضة في سوريا، وجماعة حزب الله الشيعية التي تدعم الأسد، قال السنيورة: إن الأطراف في لبنان ستسعى لاحتواء الخلافات بينها.. وإن «المخاطر كبيرة جدا، الذين يحاولون استغلال الخلافات بين السنة والشيعة.. لن يؤتي ذلك ثماره».

وحول دعم طهران للأسد، قال السنيورة: إنه ليس في مصلحة النظام الإيراني مواصلة الإصرار على إبقاء لبنان وسوريا يسيران في فضاء هذه البلدان، وأضاف أن هذه علاقة غير مستدامة وستؤدي إلى مزيد من المواجهات في المنطقة.

إلى ذلك، اعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن «الانتقادات التي توجه لسياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة اللبنانية في التعاطي مع الأزمة السورية هي لأسباب داخلية، وأنه لو أتى الذين ينتقدونها إلى السلطة لساروا بها»، مشددا على أن «لبنان لا يستطيع أن يؤثر فيما يجري بالمنطقة؛ ولكنه بالتأكيد يتأثر بها، ومن هنا، جاءت فكرة النأي بالنفس التي يستفيد منها كل اللبنانيين، وينتقدونها في آن كعادة اللبنانيين». معربا عن تخوفه من «محاولات خلق فتنة مذهبية والعمل على تقسيم سوريا». ورأى أن «المسلك الذي تسير به الدولة اللبنانية لتحصين لبنان هو مسلك عاقل وحكيم، وهو لمصلحة العرب ولمصلحة السوريين؛ وأولا وآخرا لمصلحة اللبنانيين».