إسرائيل تنقل لروسيا معلومات عن جورجيا وموسكو تنقل بالمقابل معلومات عن إيران

نتنياهو يسعى لدفع أوباما للإعلان عن استعداد بلاده لعملية عسكرية ضد إيران

TT

كشف موقع التسريبات المعروف «ويكيليكس» أن إسرائيل وروسيا تبادلتا معلومات حساسة ورموز شيفرات مهمة لكل منهما ولكن على حساب حليفتين للبلدين؛ هما جورجيا وإيران. وبناء على ذلك، فقد حضر وزير خارجية جورجيا إلى إسرائيل في زيارة سرية، أمس، ليتحقق من هذه المعلومات ويفحص مدى صدقها.

وكان موقع «ويكيليكس» قد سرب أمس وثيقة تقول إن إسرائيل تلقت من موسكو شيفرات ورموز منظومات الدفاع الجوي الروسية «تور ميس»، التي باعتها لإيران وذلك مقابل رموز وشيفرات الاتصال الخاصة بالطائرات من دون طيار التي باعتها إسرائيل إلى جورجيا. واستند الموقع في تسريباته لوثائق وصلت إليه من موقع إلكتروني تابع لشركة الاستخبارات الأميركية المدنية «ستراتوفر». وتشير الوثيقة إلى أن الصفقة قد عقدت قبل الحرب التي اندلعت بين روسيا وجورجيا في أغسطس (آب) 2008، حيث دخلت روسيا إلى عمق الأراضي الجورجية. وفي حينه، تحدثت تقارير عن استخدام جورجيا أسلحة إسرائيلية. كما تشير الوثيقة إلى أن جورجيا أدركت في حينه أن الطائرات من دون طيار الموجودة بحوزتها تواجه خطرا كبيرا من جانب روسيا، وبدأت تبحث عن طائرات أخرى غير تلك التي زودتها بها إسرائيل. وأشارت الوثيقة إلى أنه تم التطرق إلى صواريخ «إس 300» التي حاولت إسرائيل والدول الغربية إقناع روسيا بعدم بيعها لإيران. وأشارت إلى أن إسرائيل وتركيا تعاونتا بشكل وثيق على تحليل الرموز السرية لهذه الأنظمة الدفاعية بعد أن قامت روسيا بتزويد اليونان بها. وفي الوقت الذي سيقول فيه الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، للرئيس الأميركي باراك أوباما، إنه يعارض التهديدات الصاخبة بتوجيه ضربة عسكرية لإيران حتى توقف مشروعها النووي، أعلن مسؤول إسرائيلي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيطلب من أوباما تصعيد اللهجة في الخطاب الأميركي والتهديد بتوجيه ضربة عسكرية بشكل علني. وقالت مصادر إسرائيلية، أمس، لصحيفة «هآرتس»، إن تكلم أرفع مسؤولين في إسرائيل بخطابين متناقضين في الولايات المتحدة هو أمر مخز، وسينعكس في قلة احترام أميركي للقيادة الإسرائيلية. أما نتنياهو، فإن مسؤولا إسرائيليا مقربا منه، قال إن «إسرائيل معنية أن يذهب أوباما إلى حد بعيد في تصريحاته مقارنة بالموقف التقليدي الأميركي (كل الخيارات على الطاولة). وسيطالب بأن يصرح (أوباما) بأن (الولايات المتحدة تجري استعدادات لعملية عسكرية في حال تجاوزت إيران ما يعتبر خطا أحمر) في نظر الولايات المتحدة، وذلك بهدف زيادة الضغط حتى تتخلى عن مشروعها النووي». وأشارت «هآرتس» إلى أن هناك «فجوات كبيرة بين موقفي إسرائيل والولايات المتحدة بشأن إيران». ونقلت عن مسؤول أميركي قوله إنه يجري العمل بشكل مكثف على ضمان نجاح لقاء نتنياهو - أوباما، ولكن ليس بأي ثمن. وأن البيت الأبيض توجه إلى مكتب نتنياهو، أمس، باقتراح إصدار بيان مشترك في نهاية اللقاء المرتقب، بهدف إظهار موقف إسرائيلي - أميركي واحد بصفته رافعة للضغط على إيران من دون تهديدها عسكريا.

وفي سياق آخر رفضت أذربيجان انتقادات إيران بعدما اشترت باكو أسلحة بقيمة 1.5 مليار دولار من إسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية. وأكدت وزارة الخارجية الأذربيجانية أن شراء هذه الأسلحة الذي أعلنته وكالات الأنباء الإيرانية ولم تؤكده باكو، لا يهدد إيران. وقال المتحدث باسم الوزارة الأذربيجانية علمان عبد ولاييف إن «سياستنا الخارجية ليست موجهة ضد أحد». وكان سفير أذربيجان في طهران استدعي أول من أمس إلى وزارة الخارجية الإيرانية حيث تلقى تحذيرا بأن إيران لن تسمح لإسرائيل باستخدام أذربيجان للقيام بـ«أعمال إرهابية» ضد إيران، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقد اتهمت إيران في 12 فبراير (شباط) أذربيجان بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وتسهيل عمليات اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين في السنوات الأخيرة. وذكرت وكالات الأنباء الإيرانية أن سفير أذربيجان جوانشير اخوندوف اعترف بشراء أسلحة، قائلا إنها ستستخدم «لتحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة»، ملمحا بذلك إلى النزاع مع أرمينيا للسيطرة على منطقة ناغورني قره باخ.

وقالت الصحيفة إن هناك أزمة ثقة شديدة بين الطرفين؛ بين أسبابها الشعور المتبادل بأن كل طرف يتدخل في السياسة الداخلية للطرف الثاني، حيث يشتبه نتنياهو أن الإدارة الأميركية تعمل على تجنيد الرأي العام الإسرائيلي ضد الهجوم على إيران، في حين تشتبه الإدارة الأميركية بأن نتنياهو يقوم بتفعيل الكونغرس واستغلال الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري للضغط على أوباما.