الإيرانيون يتوجهون غدا إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد

الشباب يقاطع الإنتخابات وسط مطالبات رسمية مكثفة للمشاركة

TT

دعي نحو 48 مليون إيراني إلى صناديق الاقتراع غدا في انتخابات تشريعية تجري من دون رهان سياسي كبير بعدما تمكنت السلطة المحافظة من القضاء بشكل شبه كامل على المعارضة الإصلاحية منذ 2009.

وخشية إحجام الناخبين عن التوجه إلى صناديق الاقتراع، كثف المسؤولون ووسائل الإعلام الرسمية الإيرانية من الدعوات إلى المشاركة في الانتخابات الأولى التي تجري منذ إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل في 2009 والتي أدت إلى مظاهرات في كل أنحاء البلاد وأغرقت الجمهورية الإسلامية في واحدة من أخطر الأزمات السياسية في تاريخها.

وفي غياب إحصاءات ذات مصداقية، توقع عدد من المسؤولين مشاركة تفوق 60 في المائة غدا الجمعة. وتجاهلت الحملة الانتخابية بشكل كبير المسائل الاقتصادية والاجتماعية على الرغم من تضخم تجاوز 20 في المائة وبطالة مقدرة رسميا بنسبة 12%.

كما أنه لم يتم التطرق أبدا إلى مسائل السياسة الخارجية ولو أن العقوبات الغربية والعزلة الدولية المتنامية ضد إيران تلقي بثقلها على الحياة اليومية للسكان، وأن إسرائيل هددت بتوجيه ضربة عسكرية للمواقع النووية في البلاد.

وفي حين سمح لـ3444 مرشحا بخوض الانتخابات التشريعية لملء الـ290 مقعدا في مجلس الشورى (البرلمان)، فإن المعركة ستدور أساسا بين محافظين منقسمين داخل خليط من ائتلافات ظرفية مع برامج غامضة جدا.

إلى ذلك، قال شبان إيرانيون إنهم لن يشاركوا في الانتخابات البرلمانية، في دولة يمثل من هم دون الثلاثين من العمر ثلثي سكانها. وتمثل أصوات من وصفتهم وسائل إعلام غربية بـ«جيل (فيس بوك)» أهمية أكبر من أي وقت مضى، حسب «رويترز».

وقالت مارجان شمس (24 عاما)، وهي طالبة تدرس علم اللغويات: «كلا، ممن أراهم حولي، لن يصوت أحد. لكن من هم أكبر سنا في الخمسينات من العمر؛ نعم. رأيت كثيرين يريدون الذهاب.. من هم في الأربعينات والخمسينات من العمر.. لكن أناسا من فئتي العمرية؛ كلا».

وقالت طالبة أخرى لم تذكر اسمها للتلفزيون: «قررت أن لا أشارك في هذه الجولة. أعني أنني غير مهتمة بالمشاركة في هذه الانتخابات. أدليت بصوتي مرة، وكان هذا في الانتخابات في 2009. لكنني هذه المرة غير مهتمة بالمشاركة في الانتخابات».

ولم يتضح بعد عدد من سيعزفون عن المشاركة في الانتخابات، لكن هناك البعض مثل علي (27 عاما)، وهو مدير تسويق في طهران، يعتزمون المشاركة، وقال علي: «بالطبع نعم، لأنني مهتم بمستقبل بلادي، وأعتقد أن كل صوت يعني شيئا».

من جانبه، قال المخرج الإيراني ناصر تاغواي: «الذهاب (إلى الانتخابات) من عدمه لن يحدث أي فرق. النتيجة ستكون مشابهة لما حدث في الانتخابات السابقة. التصويت لا يؤثر على النتيجة».