الجيش الإسرائيلي يقتحم محطتي تلفزيون في رام الله ويصادر أجهزة البث

عباس يدين الاعتداء.. وفياض يتهم تل أبيب بالقرصنة

TT

دخلت إسرائيل مع السلطة الفلسطينية في حرب من نوع آخر، وهي حرب السيطرة على الفضاء الفلسطيني، بعدما اقتحم الجيش الإسرائيلي قلب رام الله في الضفة الغربية أمس، وداهم محطتين تلفزيونيتين، وصادر أجهزة البث الخاصة بهما، وأغلقهما، في تحد سافر لسيادة السلطة وهيبتها. وفوجئ العاملون في تلفزيون «وطن»، و«القدس التربوي»، بعشرات من الجنود الإسرائيليين يقتحمون مقراتهم لعدة ساعات قبل أن يصادروا أجهزة البث الخاصة بهاتين المحطتين، مما أدى إلى توقفهما. وقال تلفزيون «وطن» في بيان: «قوات الاحتلال احتجزت الموظفين المناوبين لأكثر من ثلاث ساعات داخل المقر وسحبت أجهزة الاتصال الخاصة بهم».

وقالت إدارة جامعة القدس إن قوات من الجيش الإسرائيلي المعززة بالسلاح والعتاد والآليات العسكرية، اقتحمت مقر تلفزيون «القدس» وقامت بمصادرة أجهزة البث التابعة للتلفزيون وجميع أجهزة الكومبيوتر والأوراق الرسمية وقامت بالاعتداء على موظفي الجامعة وطردهم من حرمها. ولم تعقب إسرائيل بشكل رسمي فورا على الأمر، غير أن ناطقة باسم الجيش أكدت أن الأمر متعلق بتأثير ترددات هاتين المحطتين على ترددات الاتصال في مطار اللد ومحطات إسرائيلية أخرى.

وهذه ليست أول مرة تقتحم فيها إسرائيل وتصادر أجهزة بث تلفزيونات وإذاعات محلية للسبب نفسه، أو بسبب تشويش على ترددات إذاعات للمستوطنين. وقال وكيل وزارة الاتصالات الفلسطينية سليمان زهيري، إن إسرائيل تسعى لاحتلال الفضاء الفلسطيني.

وخلفت العملية الإسرائيلية في قلب رام الله رد فعل واسعا، لما حملته من إهانة لسيادة وهيبة السلطة التي تتركز كل قياداتها في رام الله، وتعتبر مشرفة بشكل رئيسي على عمل هذه المحطات وكانت منحتها التراخيص اللازمة للعمل. ويعمل في الضفة الغربية وقطاع غزة أكثر من 100 محطة تلفزيونية وإذاعية، بترخيص من السلطة. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، العملية الإسرائيلية، معتبرا إياها اعتداء سافرا على حرية الإعلام والرأي اللتين كفلتهما كل المواثيق الدولية.

كما أدان رئيس الوزراء سلام فياض استمرار الاجتياحات الإسرائيلية لمناطق السلطة الوطنية، قائلا إنها تستهدف تقويض ما تبقى من مكانتها. وأضاف في تصريحات للصحافيين وهو يتفقد محطات التلفزة المغلقة: «هذه الانتهاكات الخطيرة تستهدف تقويض ما تبقى من مكانة السلطة الوطنية، وهي ممارسات مدانة بأشد العبارات ومرفوضة جملة وتفصيلا، وإن السلطة الوطنية ملتزمة بالوقوف إلى جانب مؤسساتنا الإعلامية التي تتعرض للمداهمة والتخريب والمصادرة من أجل تمكينها من العودة إلى البث بصورة فورية».

ووصف فياض الأمر «بالقرصنة»، وقال: «إنه يعيد إلى الأذهان ممارسات قوات الاحتلال في بداية الانتفاضة الثانية، حيث قامت بمداهمة وتخريب العديد من المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، بما في ذلك تلفزيون (فلسطين)، وإذاعة (صوت فلسطين)، وتلفزيون (وطن) نفسه».

وحمل رئيس الوزراء اللجنة الرباعية المسؤولية عن تمادي إسرائيل في انتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني ومؤسساته، وقال: «هذه الانتهاكات الخطيرة من قبل قوات الاحتلال تظهر مدى فشل وقصور اللجنة الرباعية التي نشأت أساسا لمتابعة تنفيذ الالتزامات بموجب خارطة الطريق والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين»، وأضاف: «ذلك كله يظهر فشلا صارخا وعجزا واضحا للجنة الرباعية عن القيام بمسؤولياتها».

من جهتها، اعتبرت وزارة الإعلام اقتحام جيش الاحتلال مقري تلفزيوني «وطن» و«القدس التربوي»، «إرهابا إعلاميا، ومحاولة يائسة لإسكات صوت الحقيقة». وأضافت الوزارة في بيان: «عملية الاقتحام والنهب تؤكد مرة أخرى الوجه الحقيقي البشع للاحتلال، الذي لم يكتف بنهب الأرض، وقتل المواطنين، وسرقة حريتهم، بل تعداها في محاولة التعتيم الإعلامي على ما يمارسه من اعتداءات، وقتل، ومخالفة للقانون الدولي».