القمة العربية تستأثر باهتمام الطبقة السياسية العراقية

تضارب المواقف بشأن عقد المؤتمر الوطني قبلها أو بعدها

TT

لا صوت يعلو الآن في العراق على صوت مؤتمر القمة العربية المزمع عقده في بغداد في التاسع والعشرين من الشهر الحالي. عدد من الوزراء العراقيين يجوبون منذ أسبوع العواصم العربية لتسليم الدعوات الخاصة بالقمة إلى الملوك والرؤساء العرب، وسط تأكيدات من وزارة الخارجية واللجنة الإعلامية العليا للقمة بتمثيل عربي جيد على مستوى القادة. ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه سلطنة عمان تعيين سفير غير مقيم لها في بغداد بعد أيام من إقدام السعودية على الخطوة ذاتها.

ويطغى الاهتمام الرسمي والجماهيري بهذا الحدث، لا سيما بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن على استضافة بغداد آخر قمة عربية (عام 1990) قبل شهور من إقدام صدام حسين على غزو الكويت، إلى حد كبير على الأزمة السياسية التي يمر بها العراق، والتي تم الاتفاق بين الرئاسات الثلاث على عقد مؤتمر وطني عام لحلها.

لكن اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني اصطدمت هذا الأسبوع بالإجازة الدورية للبرلمان العراقي، وهو ما جعلها تؤجل للمرة الثالثة عقد اجتماع لها بعد أن كانت عقدت خلال الفترة الماضية أربعة اجتماعات لم تتوصل إلى اتخاذ قرار نهائي بتوحيد أوراق العمل التي تقدمت بها الكتل الثلاثة الرئيسية (التحالف الوطني والقائمة العراقية والتحالف الكردستاني)، والتي لا تزال تمثل تباينا واضحا في وجهات النظر. كما أن راعي المؤتمر الرئيس جلال طالباني عاد الأسبوع الماضي إلى إقليم كردستان وسط أنباء عن انزعاجه وشعوره بالإحباط مما حصل، لكن قياديا بارزا في التحالف الكردستاني ومقربا من الرئيس طالباني أبلغ «الشرق الأوسط» بأن «الرئيس طالباني لم يأخذ عند عودته من ألمانيا بنصائح الأطباء بالخلود إلى الراحة لمدة لا تقل عن أسبوعين، حيث انهمك فور عودته في الاجتماعات واللقاءات، وهو أمر غير صحيح»، مشيرا إلى أنه «ذهب إلى إقليم كردستان للراحة ولن يعود قبل أن يستكمل فترة النقاهة، ولا علاقة لذهابه بأي متغير يتعلق بالمؤتمر الوطني، حيث إن القضية الآن في عهدة اللجنة التحضيرية المكلفة، وهي التي يتوجب عليها إنجاز عملها ليصار فيما بعد إلى تحديد موعد عقده».

من جهته، أكد عدنان السراج، القيادي بدولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء نوري المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «دولة القانون وكذلك التحالف الوطني، لا يرغبان في تأجيل المؤتمر الوطني إلى ما بعد القمة؛ لأننا نريد أن نذهب إلى القمة برؤية عراقية موحدة على كل المستويات والصعد». وردا على سؤال بشأن طغيان القمة العربية على اهتمامات السياسيين، قال السراج: «إننا لا نجد علاقة بين الأمرين، لا سيما أن لجان القمة تعمل بمعزل عن لجنة المؤتمر أو اللقاء الوطني، ومع ذلك فإننا لسنا مع التأجيل، لكننا في الوقت نفسه ضد التعجيل بعقده، مع أننا نرى أن عقد المؤتمر قبل القمة يمكن أن يوفر فرصة أفضل ويعطي رسائل أكثر إيجابية على كل المستويات في الداخل والخارج». وكان عدد من قادة الكتل السياسية وأعضاء البرلمان دعوا خلال اليومين الماضيين إلى تدارك أمر المؤتمر الوطني وعقد جلسة طارئة لقادة البلاد، من أجل توحيد أوراق العمل مع توجيه اتهامات للجنة التحضيرية للمؤتمر بوصفها هي من باتت تعرقل الوصول إلى تفاهمات سياسية. وبينما أعلن رئيس كتلة الفضيلة في البرلمان العراقي، عمار طعمة، أن اللجنة التحضيرية ستعقد اجتماعها اليوم في منزل نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي، فإن رئيس كتلة العراقية في البرلمان، سلمان الجميلي، اعتبر في تصريحات صحافية أن «عمل اللجنة التحضيرية للأسف يسير ببطء، ونشعر بأنه لا يوجد حماس من بعض الأطراف السياسية الممثلة في اللجنة لإنجاز جدول أعمال المؤتمر الوطني وإنجاحه».