رفات ضحايا 11 سبتمبر في أكوام نفايات وأيضا من قاموا بالهجوم

جمهوريون ينتقدون أوباما بسبب «الرفات المقدس»

TT

خلال هذه السنة الانتخابية، ومع زيادة هجوم المرشحين الجمهوريين على الرئيس باراك أوباما، أمس شن بعض هؤلاء هجوما عنيفا عليه بسبب تقرير كشف عن أن رفات بعض ضحايا هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 ألقي في أكوام للنفايات في أكثر من ولاية. وأن أجزاء من الرفات رميت في كوم نفايات في ولاية فرجينيا، وهم من ضحايا الهجوم على البنتاغون عام 2001، وأجزاء من رفات ضحايا الطائرة التي سقطت في شانكسفيل (ولاية بنسلفانيا) رميت في أكوام في مكان قريب.

جاءت هذه المعلومات في تقرير أصدره البنتاغون عن مركز تجميع الجثث في قاعدة دوفر العسكرية (ولاية ديلاوير)، وهو المركز الذي تجمع فيه جثث الجنود الأميركيين الذين قتلوا في حربي أفغانستان والعراق. وأشار التقرير إلى سوء إدارة في التصرف برفات بعض هؤلاء الجنود.

وبعد صدور التقرير، سارع البيت الأبيض، وقال في بيان إن أي رفات يعود لضحايا اعتداءات 11 سبتمبر «له أهمية خاصة بالنسبة للأميركيين». وأضاف أن الرئيس أوباما أصدر أوامر للبنتاغون بأن «يتخذ خطوات سريعة للحرص بعدم تكرار مثل هذه الأخطاء أبدا». وأردف البيان: «نحن قلقون جدا إزاء التقارير التي تشير إلى أنه، في عام 2001، ألقي بعض الرفات الذي يعود لعدد من ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر في أكوام للنفايات. وأيضا، نحن قلقون للتقارير عن سوء الإدارة غير المقبول في ترتيب الرفات في قاعدة دوفر».

سارع البيت الأبيض بإصدار البيان بعد تصريحات من ريك سانتورم، من مرشحي الحزب الجمهوري لرئاسة الجمهورية، قال فيها: «ها هو الرئيس أوباما يبرهن مرة أخرى على أنه ليس جديرا بأن يبقى في البيت الأبيض، ولا حتى أن يدخله أول مرة. إنه رئيس لا يعرف كيف يدير البلاد. وهذه المرة، برهن على ذلك بسبب عدم احترام إدارته لرفات ضحايا الهجوم الإرهابي. هذا الرفات مقدس. هؤلاء ضحوا في سبيل الوطن، وسبيل تأمين أمننا وسلامتنا».

وتعليقا على تقرير البنتاغون، قال مسؤولون أميركيون إنه لم يتضح عدد الضحايا الذين شملهم هذا الإجراء الإهمالي. وأيضا، إذا كان بعض الرفات للذين خطفوا الطائرات ونفذوا الهجمات واحترقوا مع الباقين. وكانت تقارير إخبارية، بعد الهجوم في سنة 2001، قالت إن رجال الإنقاذ فشلوا في تفرقة بقايا الخاطفين عن بقايا المسافرين وطاقم الطائرات والذين قتلوا في البنتاغون ومركز التجارة العالمي في نيويورك.

والجدير بالذكر أن 19 شخصا قاموا بخطف الطائرات الأربع، وقتلوا مع الذين قتلوا فيها.

في سنة 2008، كانت ضجة كبيرة أثيرت بعد أخبار بأن بعض أجزاء من رفات جنود قتلوا في حربي العراق وأفغانستان تركت مهملة في مشرحة قاعدة دوفر العسكرية. وأن بعضها أحرق، وأرسل إلى أكوام قاذورات ونفايات في ولاية فرجينيا. بعد الضجة، أمر البنتاغون بوقف هذه الممارسات. وفي الوقت الحاضر، يتخلص الجيش من رفات الجنود الذين لم تكتشف هوياتهم بحرقها ثم رميها في البحر.

غير أن تقرير البنتاغون، أول من أمس، عن الممارسات الخاطئة في قاعدة دوفر العسكرية يناقض تقريرا للبنتاغون سنة 2008 بأنه تم وقف الممارسات الخاطئة. وأول من أمس، قال المتحدث باسم القوات المسلحة، مايكل دونلي، إن لا علم له بموضوع رفات ضحايا هجوم 11 سبتمبر سنة 2001، قائلا «هذه المعلومات جديدة بالنسبة لي». وكان دونلي يتحدث خلال المؤتمر الصحافي اليومي في البنتاغون. لكن، قالت مصادر أميركية إن الجنرال المتقاعد في الجيش جون أبي زيد، قائد قوات القيادة الوسطى سابقا، هو الذي أعد التقرير. وإن الجنرال استغرب من نفي المتحدث باسم البنتاغون. وإن الجنرال قال إن تقريره وزع على كل الأقسام في البنتاغون، وإن مكتب المتحدث باسم البنتاغون لا بد أن يكون على علم به.