نجاح دبلوماسي كبير لأوباما: كوريا الشمالية توافق على تعليق برنامجها النووي

البلدان يعلنان عن التطور بشكل متزامن.. وأميركا تعد لإرسال مساعدات غذائية

كلينتون تعلن قبول بيونغ يانغ تعليق برنامجها النووي أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب أمس (أ.ب)
TT

وافقت كوريا الشمالية على تعليق تجاربها النووية والصاروخية ونشاطاتها لتخصيب اليورانيوم، في إطار اتفاق مع الولايات المتحدة ترسل بموجبه واشنطن مساعدات للدولة الفقيرة. واعتبر هذا الاتفاق بمثابة نجاح دبلوماسي كبير لإدارة الرئيس باراك أوباما، خاصة أنه جاء بعد محادثات جرت بين الجانبين في بكين الأسبوع الماضي، وأُعلن عنه بشكل متزامن أمس من قبل واشنطن وبيونغ يانغ. ويعد هذا أيضا أول قرار كبير تتخذه بيونغ يانغ منذ تولي نجل الزعيم السابق، كيم جونغ - أون الذي يفتقر إلى الخبرة، زعامة البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيونغ يانغ إن واشنطن وعدت بإرسال 240 ألف طن من «المساعدات الغذائية» مع احتمال إرسال مزيد من المساعدات الغذائية إلى الدولة الشيوعية التي تعاني من نقص حاد في الأغذية منذ المجاعة التي اجتاحتها في التسعينات. وأكدت كوريا الشمالية موافقتها على تعليق تجاربها النووية والصاروخية وبرنامج تخصيب اليورانيوم مقابل الحصول على مساعدات غذائية أميركية. وأعلنت كوريا الشمالية كذلك السماح للمفتشين الدوليين بمراقبة تعليق تخصيب اليورانيوم. ويمكن لبرنامج التخصيب الذي كشف عنه أول مرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010، إضافة إلى برنامج البلوتونيوم الذي تملكه، أن يمنح الدولة الشيوعية القدرة على صنع أسلحة نووية. ويعتقد أن برنامج البلوتونيوم أنتج ما يكفي لصنع ستة إلى ثمانية أسلحة نووية.

وقالت كوريا الشمالية إن الولايات المتحدة عرضت مناقشة رفع العقوبات وتزويد كوريا الشمالية بمفاعلات تعمل بالماء الخفيف لتوليد الكهرباء بوصفه أولوية، عند استئناف المحادثات السداسية المتوقفة والمتعلقة بتفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي.

وهدفت محادثات بكين إلى إقناع كوريا الشمالية بالعودة إلى المحادثات السداسية التي تخلت عنها في أبريل (نيسان) 2009. وأجرت بيونغ يانغ تجربتها الثانية على الأسلحة النووية بعد ذلك بشهر، بعد أن أجرت التجربة الأولى عام 2006. وانتشرت تقارير في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بأن الجانبين يقتربان من التوصل إلى اتفاق، إلا أن الوفاة المفاجئة لكيم جونغ - إيل أعاقت ذلك.

وتبنت القيادة الكورية الشمالية الجديدة لهجة متشددة في البداية، وانتقدت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والمناورات العسكرية المشتركة التي بدأت يوم الاثنين الماضي ووصفتها بأنها استعدادات للحرب.

وتلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس نص بيان كانت نشرته وزارة الخارجية، من هاتفها الجوال، في بداية جلسة اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي. وقالت كلينتون إن وفدا أميركيا عاد من بكين بعد الجولة الثالثة من المحادثات الثنائية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، محققا نجاحا في المحادثات. واعتبرت كلينتون أن هذا التطور يعد بمثابة «خطوة أولى متواضعة على الطريق الصحيح»، مؤكدة أن الولايات المتحدة «ستراقب الأمر عن كثب، وستحكم على قادة كوريا الشمالية الجدد من خلال أفعالهم».

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قالت في بيان إنه «لا تزال لدى الولايات المتحدة مخاوف عميقة بشأن سلوك كوريا الشمالية في عدد من المجالات، إلا أن إعلان اليوم (أمس) يعكس تقدما مهما رغم محدوديته، في معالجة بعض هذه المخاوف».

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في بيان مقتضب إن «إعلان الولايات المتحدة المتعلق بالمحادثات الأخيرة مع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية يشكل خطوة مهمة إلى الأمام». وقالت كوريا الشمالية إنها «وافقت على تعليق إطلاق صواريخ طويلة المدى والتجارب النووية والنشاطات النووية في يونغبيون بما فيها نشاطات تخصيب اليورانيوم، للسماح للوكالة الدولية بمراقبة تعليق تخصيب اليورانيوم فيما تستمر الحوارات المثمرة». وقالت إن الجانبين أكدا التزامهما باتفاق سبتمبر (أيلول) 2005 الذي جرت الموافقة عليه في المحادثات السداسية التي تشارك فيها الكوريتان واليابان وروسيا والصين والولايات المتحدة. ويقضي الاتفاق بتخلص كوريا الشمالية من برامجها النووية مقابل مزايا دبلوماسية واقتصادية كبيرة، والتوصل إلى معاهدة سلام تنهي رسميا الحرب الكورية (1950 - 1953). وبموجب الاتفاق، وافقت الدول الست على «احترام» رغبة كوريا الشمالية في امتلاك مفاعلات تعمل بالماء الخفيف لتوليد الكهرباء، وهي المفاعلات التي يصعب استخدامها لأغراض عسكرية.

وقالت بيونغ يانغ في بيان بثته وكالتها الرسمية للأنباء إن الجانبين أقرا بأن وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الكورية هو «حجر الزاوية للسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية إلى حين التوصل إلى معاهدة سلام». وقالت نولاند في بيانها إن الولايات المتحدة «تؤكد مجددا أنه ليست لديها أية نوايا عدوانية تجاه كوريا الشمالية، وأنها مستعدة لاتخاذ خطوات لتحسين العلاقات الثنائية بروح من الاحترام المشترك والسيادة والمساواة». كما دعت نولاند كذلك إلى مزيد من التواصل بين شعبي البلدين.