كلينتون: الوضع السوري مختلف عن ليبيا لأن الجيش يملك أفضل الأنظمة الدفاعية

أنان إلى نيويورك ثم القاهرة.. ودمشق ترفض السماح لمسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بزيارتها

سوريون يؤدون صلاة الميت خلال جنازة احد عناصر الجيش السوري الحر في ادلب أمس (رويترز)
TT

في الوقت الذي استدعت فيه الولايات المتحدة الأميركية أمس القائم بالأعمال السوري في واشنطن للإعراب له عن «استيائها الشديد» من الهجمات التي يشنها النظام السوري على مدينة حمص منذ ما يقارب الشهر، أكدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أنه لا يجوز مقارنة الوضع السوري بما حدث في ليبيا، قائلة إن الجيش السوري يملك أفضل الأنظمة الدفاعية، مما لا يسمح بسرعة الاستجابة للتدخل على الأرض.. فيما يجري كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا محادثات في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والدول الأعضاء حول الشأن السوري قبل التوجه يوم غد الجمعة إلى القاهرة للقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وعقب انتقاد أحد النواب بمجلس النواب الأميركي أمس لموقف الإدارة الأميركية الصامت تجاه المذابح في سوريا، ومقارنته بين سرعة استجابة الولايات المتحدة للتدخل في ليبيا وبطء استجابتها لمساعدة السوريين، أوضحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الموقفين مختلفان، وقالت: «في ليبيا اجتمع المجتمع الدولي بأكمله وأصدر التفويض بالتصرف، وقامت الولايات المتحدة والناتو بذلك. وبدون هذا الإجماع الدولي والتفويض بالقيام بتصرف فإن الموقف صعب، ولا تملك ليبيا جيشا بينما يعد الجيش السوري من أفضل الجيوش تنظيما وعدة ولديهم نظام دفاع جوي عالي التقدم. كما أن المعارضة الليبية كانت مركزة في بنغازي وأمكننا التواصل معهم».

وأضافت كلينتون «عندما يخرج الظواهري ويعلن تأييده للثورة السورية، فهذا يجعلنا نسأل: من نساند، وما يحدث في سوريا مروع ويجب محاسبة النظام عنه»، وأوضحت أن ما تقوم به الولايات المتحدة هو محاولة توصيل المساعدات الإنسانية والطبية والعمل مع المعارضة والدفع لتحقيق الانتقال للسلطة ومساعدة السوريين، وقالت «لقد أخذ الأمر عاما في اليمن حتى يحدث الانتقال في السلطة لكنه حدث في النهاية».

وفي غضون ذلك، استدعت الولايات المتحدة أمس القائم بالأعمال السوري في واشنطن للإعراب له عن «استيائها الشديد» من الهجمات التي يشنها النظام السوري على مدينة حمص منذ ما يقارب الشهر. وفي محادثات أجراها مع القائم بالأعمال السوري زهير جبور في وزارة الخارجية، دعا مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان سوريا إلى الوفاء بالتزامها للجامعة العربية في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بإنهاء العنف.

من جهة أخرى، وبينما قال مبعوثون غربيون إن الولايات المتحدة أعدت مسودة قرار جديد لمجلس الأمن بشأن سوريا يطالب بالسماح بدخول عمال المساعدات الإنسانية إلى البلدات التي دمرها الصراع وإنهاء العنف. يجري كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا محادثات في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والدول الأعضاء حول الشأن السوري قبل التوجه يوم غد الجمعة إلى القاهرة للقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إلى جانب دول أخرى في المنطقة طبقا لما ورد في بيان مقتضب صادر عن كوفي أنان يوم أمس. وأعلنت دمشق أن أنان اتصل بوزير الخارجية السوري وليد المعلم بعد تعيينه موفدا لسوريا، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، إن دمشق «طلبت توضيحات عن مهمة كوفي أنان إلى سوريا»، وأن «المعلم طلب منه توضيحات خطية عن مهمته»، مشيرا إلى أن «دمشق بانتظار هذه التوضيحات التي لم تصل بعد».

إلى ذلك، قالت فاليري أموس مسؤولة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة أمس إنها تشعر «بخيبة أمل شديدة» لرفض سوريا السماح لها بزيارة البلاد، حيث كانت تأمل في تقييم حاجة السكان للإغاثة الطارئة في بلدات محاصرة.

وقالت أموس في بيان إن الرفض جاء «رغم طلباتي المتكررة لمقابلة مسؤولين سوريين على أعلى مستوى لبحث الوضع الإنساني وضرورة السماح بالوصول إلى المتضررين من العنف دون معوقات». وأضافت «في ضوء التدهور السريع للوضع الإنساني مع زيادة الحاجة إلى المساعدة الطبية والأغذية والإمدادات الأساسية، فإن تسهيل الدخول، حتى يمكن أن تصل المساعدات إلى من تمس حاجتهم إليها، مسألة لها الأولوية القصوى».

وقال دبلوماسي غربي كبير، مشترطا عدم الكشف عن اسمه، إن رفض السماح لأموس بزيارة سوريا يأتي «رغم جهود روسيا من أجل السماح لها بالدخول». ولم يتضح على الفور تأثير الرفض السوري على موقف روسيا التي شجعت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسبوع الماضي على إرسال ممثل للتواصل مع كل الأطراف من أجل المرور الآمن لقوافل المساعدات.

وقال الدبلوماسي إنه من الواضح أن سوريا لا تريد أن تشاهد أموس العنف في حمص وغيرها من المناطق، وأضاف «كل الدلائل القادمة من حمص تشير إلى أنهم يحاولون الإجهاز عليها. من الواضح أنهم يشعرون أن السماح لها بالدخول الآن سيدمر صورتهم».