«المجلس الوطني» السوري يلتقي أوغلو غدا بطلب للتدخل

سرميني لـ«الشرق الأوسط»: لواء كامل في إدلب مستعد للانشقاق إذا أقيمت المنطقة العازلة

طفل من بلدة سارمين القريبة من الحدود التركية يتجول في منزل عائلته المهدم جراء قصف القوات السورية (أ.ب)
TT

يجتمع غدا وفد من «المجلس الوطني السوري» مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في العاصمة التركية لبحث التحضيرات الجارية للمؤتمر الثاني لأصدقاء سوريا.. وهو لقاء سوف تستغله المعارضة السورية لمطالبة الجانب التركي بـ«خطوات عملية لدعم الثورة السورية وعدم اقتصارها على المواقف المشكورة»، كما أكد عضو المجلس محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط»، في وقت دافع فيه الوزير داود أوغلو عن موقف بلاده، معتبرا أن «أيا من الدول لم تبذل جهودا بقدر تركيا لحل الأزمة السورية».

ونفى داود أوغلو أن «يكون لدى بلاده أجندة سرية حيال سوريا»، وأشار في حديث إلى قناة «TRT» التركية، ردا على كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى أن اختلاف وجهة نظر دمشق وأنقرة بشأن جماعة الإخوان المسلمين هو سبب التوتر بين الجانبين، إلى أن «العرب السنّة والإخوان المسلمين ليسوا بندا واحدا على جدول الأعمال»، مؤكدا أن «بلاده لم تجر مشاورات مع أي دولة أو جماعة سياسية ضد مصلحة سوريا»، مشيرا إلى أنه «عندما نطوّر موقفا من أي مسألة، نفعل ذلك في إطار القيم الأخلاقية».

وعن التدخل في الأحداث السورية شدد أوغلو على أنه «لم يكن بالإمكان البقاء في موقف المتفرج أمام الظلم»، معتبرا أن «أيا من الدول لم تبذل جهودا بقدر تركيا لحل الأزمة السورية»، واصفا في سياق آخر الاستفتاء حول الدستور في سوريا بـ«المبادرة المتأخرة».

ومن المتوقع أن يحمل وفد المعارضة السورية لائحة مطالب إلى الوزير التركي، بينها إقامة منطقة عازلة على الحدود قرب منطقتي إدلب وجبل الزاوية، كما كشف سرميني، مشيرا إلى وجود لواء كامل في تلك المنطقة مستعد للانشقاق عن النظام والانضمام إلى الثورة بمجرد إعلان المنطقة العازلة. معتبرا أن هذه الخطوة من شأنها «كسر ظهر النظام وإحداث تحول استراتيجي في الصراع معه».

وفي إشارة إلى ضيق صدر المعارضة السورية، أشار سرميني إلى أن تعمد النظام السوري إبادة مدن وقرى بأكملها هو رد صريح على تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي حذر فيها النظام من حصول «حماه ثانية»، قائلا إنه «رغم التحدي الصريح من قبل النظام لتركيا، فإنها لم تتحرك على أرض الواقع بعد».

وأضاف: «رسالتنا إلى تركيا، أن هناك مسؤولية تاريخية عليها، مستمدة من تاريخ طويل»، مشيرا إلى أن «المطلوب منها القيام بتحرك على الأرض لتوفير ممرات آمنة في المناطق المنكوبة المحاذية للحدود التركية»، وموضحا أن «مدينة عندان المحاذية للحدود التركية قصفت بالطيران الحربي، وهي رسالة واضحة لأردوغان».

وأشار سرميني إلى أن «أهالي بابا عمرو سوف يسلمون مدينتهم للنظام وأردوغان لا يزال ينتظر.. وسؤالنا هو ما الذي ينتظره؟»، وأضاف: «كنا نتوقع من الحكومة التركية أن تكون أول دولة تعترف بالمجلس الوطني، ولم تفعل. وكنا نتوقع منها أن تكون أول دولة تقدم الدعم المالي والإغاثة ولم تفعل».. معددا مطالب المجلس من الحكومة التركية بالاعتراف بالمجلس الوطني، وقطع العلاقات مع النظام، وسحب السفير من دمشق، وإقفال القنصليات التركية وطرد السفير السوري من أنقرة، وتنفيذ حملة إغاثة فورية وضخمة وتقديم الدعم المالي والإغاثي لإنقاذ المناطق المنكوبة وتسهيل أمور الناشطين في الأراضي التركية.

وردا على ما يقوله المسؤولون الأتراك من أن بلادهم تتصرف كدولة، قال: «في الثورات لا يمكن التعامل بالنفس الطويل والحكمة، وعلى من يريد أن يماشي الثورات أن يمشي بنبضها»، وأضاف متوجها إلى أوغلو: «إن سياسة النفس الطويل لا تنفع مع النظام (السوري)، والدماء التي تسيل يتحمل مسؤوليتها كل من يساهم في إعطاء المزيد من العمر للنظام».

وكان أوغلو تلقى أمس اتصالا هاتفيا من المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، شرح فيه الوزير التركي موقف بلاده من الأزمة السورية، وتبادل معه الرأي حول تطورات الوضع واجتماع «أصدقاء سوريا» في تونس والاجتماع المقبل في اسطنبول.. كما اتصل هاتفيا برئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن مصادر دبلوماسية تركية أن «البحث تناول نتائج مؤتمر تونس والتحضيرات لمؤتمر اسطنبول».