مقتل «أبو حفص المصري» في الغارات الأميركية.. والملا عمر يسلم قندهار

البنتاغون: قوات أميركية تشارك في المعارك ضد طالبان * مقتل خمسة بريطانيين مسلمين مع عشرات من «الأفغان العرب» قبل استيلاء المعارضة على مزار الشريف

TT

اعلن مسؤول اميركي امس ان محمد عاطف ابو ستة (ابو حفص المصري) صهر اسامة بن لادن واحد كبار قادة تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه بن لادن قتل في غارة جوية اميركية في افغانستان. واضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: «نعتقد انه قتل فعلا في القصف الاميركي للمناطق حول كابل». وامتنع المسؤول عن تحديد الوقت الذي ربما قتل فيه عاطف لكن وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ذكرت في وقت سابق من الاسبوع ان عدة مسؤولين كبار في طالبان وربما القاعدة ايضا قتلوا في ضربة استهدفت منزلا في كابل يوم الثلاثاء الماضي، وآخر في قندهار.

ومن جهتها رفضت مصادر طالبان في العاصمة اسلام اباد التعليق على الانباء، وقالت ان مقتل «ابو حفص المصري» ربما يكون صحيحا الا انه ايضا يدخل ضمن الحرب الاعلامية الموجهة ضد كوادر الحركة. واكد مسؤول مقرب من سفارة طالبان في العاصمة الافغانية مقتل مسؤولين من طالبان في الغارات الجوية على العاصمة كابل خلال عملية انسحابهم الى قندهار، الا ان المصادر اشارت الى ان «هؤلاء المسؤولين ليسوا وزراء في حركة طالبان». ونفت المصادر وجود الملا محمد عمر وبن لادن في باكستان، واكدت وجودهما داخل الاراضي الافغانية.

وكانت «الشرق الأوسط» قد اشارت في بداية الشهر الجاري نقلا عن مصادر طالبان الى حدوث تغييرات في هيكلية «القاعدة» بعد الغارات الجوية الاميركية على افغانستان، ادت الى تعيين المصري سيف العدل المطلوب في قضية تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام في قيادة تنظيم «القاعدة» مكان «ابو حفص» الذي عين نائبا له. يذكر ان ابو حفص المصري هو الرجل الثالث الذي تطلبه اميركا بعد حليفيه بن لادن والظواهري.

ومن جهته اعلن حسن بت مسؤول جماعة «المهاجرون» الاصولية في اسلام اباد ان عشرات من «الافغان العرب» وخمسة بريطانيين مسلمين قتلوا في الغارات الجوية التي مهدت لاستيلاء التحالف الشمالي على مدينة مزار الشريف. وقال بت ممثل «المهاجرون» ان البريطانيين كانوا يحاربون تحت اشراف «الافغان العرب» وهم عبد السلام (25 عاما) من لندن، وذو الفقار احمد (28 عاما) من مدينة ليستر، وعبد الواحد (26 عاما) من كراولي بشمال انجلترا. ورفض بت الكشف عن شخصية البريطانيين الاخرين. وكانت الحركة الاصولية، ومقرها الرئيسي لندن، كشفت عن مقتل ثلاثة اعضاء من حركتها في كابل بداية الشهر الماضي. واضاف بت «ان طالبان لم تندحر بعد، وسنواصل ارسال اصوليين للقتال في صفوفها، ونجمع تبرعات لمساعدتها». والى ذلك اعلن البنتاغون امس ان القصف الاميركي تواصل امس، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع ريتشارد ماكغرو «نفذنا عمليات قصف اليوم» مضيفا «لا تغيير في عملياتنا بسبب رمضان وفي غضون ذلك اعلنت وكالة الانباء الاسلامية امس ان مبنى لوزارة خارجية طالبان في قندهار بجنوب شرقي افغانستان دمر من جراء القصف الاميركي.

ومن جهته اعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان قوات اميركية خاصة تشارك في افغانستان في المعارك التي تشنها القوات المعارضة لطالبان.

وقال ردا على سؤال «نحن قريبون جدا من القوات التي تهاجم او تنسحب، والقوات الخاصة تشارك» في العمليات العسكرية.

وقال رامسفيلد ان قوات خاصة من بلدان اخرى موجودة في جنوب افغانستان، من دون ان يحدد هويتها. وافاد خبراء عسكريون ان بريطانيا وفرنسا ارسلتا قوات الى افغانستان. وقال رامسفيلد ان المعارضة الافغانية تحتجز عددا من كبار شخصيات طالبان والقاعدة وسوف تستجوبهم القوات الاميركية. ورفض رامسفيلد الكشف عن تفاصيل اخرى عن المحتجزين لكنه قال: «لدينا بعض الاسماء.. بعضهم ليسوا من ذوي الرتب الصغيرة». واضاف ان المطاردة مستمرة لقادة طالبان والقاعدة. وقال: «انهم يظهرون فجأة ويتحركون في طرق متعرجة. انهم يتنقلون كثيرا ومن الواضح اننا نقلص المساحة المتاحة لهم للعمل بها».

وفي غضون ذلك نفت اسلام اباد امس الجمعة تقريرا للراديو الايراني بان بن لادن فر على الارجح من افغانستان الى باكستان، واصفة التقرير بانه «مناف للعقل» وقال الميجر جنرال رشيد قريشي المتحدث باسم الحكومة: «تبدو هذه محاولة لخلق القلاقل والاضطرابات. انه مناف للعقل». وكان راديو ايران الحكومي قد نقل عن مصدر مطلع لم يذكره قوله ان بن لادن فر على الارجح عبر الحدود قرب اقليم تيراه النائي في شمال غربي باكستان والذي يتعذر الوصول اليه. وقال الراديو من المرجح ان اسامة بن لادن هجر افغانستان الى مناطق الزاد في باكستان لينجو بحياته، ومناطق الزاد اقليم قبلي في باكستان يتمتع بشبه الحكم الذاتي ويتاخم افغانستان.

وتمكن المقاتلون البشتون المعارضون لحركة طالبان من السيطرة تماما على ولاية اوروزجان (الوسط) المتاخمة لولاية قندهار المعقل الجنوبي لطالبان، وفق ما اعلن احد قادتهم لوكالة فرانس برس اول من امس. وقال حميد كرزاي الزعيم البشتوني الموالي للملك السابق محمد ظاهر شاه ان «ولاية اوروزجان تم تحريرها بالكامل من طالبان». وقال ان «طالبان كانت موجودة في بعض الاقاليم من الولاية قبل يومين او ثلاثة ايام لكننا بتنا نسيطر على هذه الاقاليم فضلا عن تيرينكوت كبرى مدن الولاية». وقال ان طالبان استسلمت «بفضل المفاوضات ومن دون اراقة دماء».

وقال «لدي امل كبير بانني سأحقق هدفي في النهاية. لدي اتصالات مع سكان في قندهار وفي مدن اخرى في الولاية ومع مسؤولين وعلماء».

وفي طالوقان (افغانستان) اعلن احد قادة تحالف الشمال الجنرال محمد داود امس ان قوات التحالف تجري حاليا مفاوضات حول استسلام عناصر طالبان المتحصنين في مدينة قندوز، اخر معقل للحركة الاصولية في شمال افغانستان.

وقال الجنرال داود المكلف العمليات العسكرية في قندوز ان «ثمة مفاوضات جارية حول استسلام قوات طالبان. والذين يرفضون الاستسلام سيقتلون».

وتابع الجنرال ان حاكم قندوز عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه طلب من قوات التحالف الشمالي اول من امس امهاله يومين قبل شن هجومها. واوضح الجنرال داود «عند انتهاء هذه المهلة سوف نشن هجومنا. ننوي دخول قندوز قبل الشتاء». واشار الى ان حلول شهر رمضان الذي بدأ امس في افغانستان لن يحول دون مواصلة المعارك.

واضاف محمد داود ان ثلاثين الف عنصر تقريبا من حركة طالبان، من بينهم عشرة الاف مقاتل اجنبي من اصل شيشاني وباكستاني وعربي، يسيطرون على جيب محيطه حوالي عشرين كلم حول قندوز.

وسئل عن احتمال صدور عفو عن عناصر طالبان والمقاتلين الاجانب الذين يقررون تسليم سلاحهم، فقال الجنرال داود باختصار ان «الذين ارتكبوا جرائم سيحالون الى القضاء».