سحب سفينة البتروكيماويات المنكوبة إلى وسط الخليج العربي

المتحدث باسم حرس الحدود لـ «الشرق الأوسط»: النيران زادت حدتها خلال الـ24 ساعة الماضية

النيران تتصاعد من السفينة المحملة بشحنات من البتروكيماويات في عرض الخليج العربي منذ صباح الخميس الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

وصف مسؤول في حرس الحدود السعودي عملية إطفاء حريق اندلع منذ 3 أيام في سفينة محملة بشحنات ضخمة من البتروكيماويات يبلغ حجمها قرابة الـ12.7 ألف طن، بأنها صعبة، لكنه أكد أن المياه الإقليمية والشواطئ السعودية والمنشآت والمصانع ومحطات التحلية باتت في أمان من الحادث، بعد أن نقلت السفينة إلى منتصف الخليج.

وتواصل فرق بحرية سعودية، بقيادة حرس الحدود بالمنطقة الشرقية، ونحو 3 قطع بحرية تابعة لشركة هولندية متخصصة في التعامل مع الكوارث الكيميائية، إطفاء السفينة الليبيرية التي تشتعل فيها النيران في عرض الخليج العربي منذ صباح الخميس الماضي.

أمام ذلك، قال العقيد بحري، عبد الله العرقوبي: إن سفينة «استالت فلور» تحمل نحو 12.7 ألف طن من مادتي «اي بال وإم تب»، موضحا أن النيران زادت حدتها خلال الـ24 ساعة الماضية، إلا أن فريق حرس الحدود والشركة الهولندية التي تباشر الحادث نجحا في سحب السفينة إلى منتصف الخليج، وإبعادها عن شواطئ جزيرة أبو علي نحو 60 ميلا بحريا.

وأكد العقيد العرقوبي أن النيران تتركز في منتصف السفينة المكونة من 28 خزانا؛ حيث يمتلئ نحو 19 خزانا منها بالمواد الكيميائية التي وصفها المتحدث باسم حرس الحدود بأنها خطيرة لما قد تسببه من تلوث للبيئة البحرية وكذلك لسرعة اشتعالها.

وقدر العرقوبي تكلفة إطفاء السفينة بنحو مليون دولار (3.75 مليون ريال)؛ حيث قال إن النيران تزيد حدتها في الفترة الراهنة، بينما يتوقع أن تتم السيطرة على الحريق في غضون 48 ساعة المقبلة.

وتوقع العرقوبي أن تغرق السفينة في مياه الخليج إذا لم تتم السيطرة على الحريق؛ حيث تعمل فرق الإطفاء على مستويين: مقاومة النيران وتبريد جسم السفينة، حتى لا تتسبب الحرارة بانفجارها، وبالتالي تسرب كميات ضخمة من المواد الكيميائية في مياه الخليج.

كما أكد المتحدث باسم حرس الحدود أن اختبارات تجريها الجهات البيئية للمياه الإقليمية السعودية كل 12 ساعة بعد أن نجحت القطع البحرية في سحب السفينة المشتعلة وإزاحتها بعيدا عن المياه السعودية.

يُشار إلى أن الأحوال الجوية حركت السفينة أول من أمس باتجاه المياه السعودية، إلا أن فرق حرس الحدود والفرق البحرية المشاركة نجحت في إبعاد السفينة إلى المياه الدولية.

وأكد العرقوبي أن 34 جهة حكومية سعودية شكلت فريقا لمباشرة الحادث، وينتظر وصول 3 قطع بحرية جديدة تابعة للشركة الهولندية التي تباشر الحادث، وقال إن الشركة المتخصصة في تعويم السفن وإطفاء ومعالجة الحرائق حاليا تقوم بعمليات تبريد خارجي للبدن للتقليل من تبعات الحادث.

وأوضح العرقوبي أن حرس الحدود تواصل مع مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ (المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية بالخليج)؛ حيث أوصى المركز بالاستعانة بشركة متخصصة في تعويم السفن وإطفاء ومعالجة الحرائق؛ نظرا لوجود مواد كيميائية على متن السفينة المنكوبة، وكذلك الحاجة للتعامل مع تلك المواد بمعايير واحتياطات دقيقة، مشيرا إلى أن الوضع مستقر حتى الآن، مضيفا أن نحو 15 قطعة بحرية تباشر الحادث بالإضافة إلى حوامتين تابعتين لحرس الحدود تقومان بمهام، منها إبعاد الصيادين عن الموقع حفاظا على سلامتهم ومسح وإخلاء المنطقة.

وأضاف أن السفينة لم يحدث بها أي تسرب للمواد الكيميائية، كما لم يتم تسجيل أي مستوى من التلوث الكيميائي في المياه، مضيفا أن مركز التنسيق البحري بحرس الحدود ما زال يراقب الحادث عن كثب.