مشعل يطلع غل في أنقرة على تطورات المصالحة والأوضاع في غزة

تجاهل أخبار زيارة الزهار في إعلام حماس الخارجي

الرئيس التركي عبد الله غل وإلى يمينه مشعل وأبو مرزوق وإلى يساره عزت الرشق ومحمد نصر في إسطنبول أمس (رويترز)
TT

استقبل الرئيس التركي عبد الله غل، أمس، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والوفد المرافق له، في إطار الزيارة التي بدأها مشعل لتركيا، أول من أمس، والتقى في اليوم الأول منها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو، لمدة ساعتين.

وتزامنت زيارة مشعل لأنقرة مع الزيارة التي يقوم بها محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة لإيران التي وصل إليها يوم الخميس الماضي، دون أن تحظى، حسب مصادر إعلامية، بأي تغطية من قبل الوسائل الإعلامية التابعة للحركة في الخارج.

وأطلع مشعل والوفد المرافق له، الذي يضم نائبه موسى أبو مرزوق وعزت الرشق عضو المكتب السياسي، القادة الأتراك على التطورات على الساحة الفلسطينية، بدءا بالمصالحة المتعثرة مع حركة فتح والأوضاع في سوريا التي غادرها منذ زمن ولم يعد إليها بسبب الأحداث التي تشهدها، وانتهاء بالعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، الذي أسفر عن مقتل 27 شخصا وعشرات الجرحى. واتهم مشعل إسرائيل بتلفيق الأسباب لمهاجمة غزة، وكذلك بتحويل القطاع إلى ميدان تجارب لأسلحتها، لا سيما القبة الحديدية المضادة للصواريخ.

وعقب الاجتماع قال الرشق إن مشعل شكر أردوغان على الدعم والتأييد التركيين للشعب الفلسطيني، وكذلك الجهود التي تبذلها أنقرة لرفع الحصار عن قطاع غزة واستقبالها لبعض الأسرى المحررين في إطار صفقة الجندي جلعاد شاليط. وحسب الرشق، فقد اتفق الزعيمان على ضرورة مواصلة إثارة موضوع الدولة الفلسطينية على الصعيد الدولي.

وأما الزهار الذي جاءت زيارته لطهران مفاجئة وبعد أقل من شهر على زيارة رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، ومباشرة عقب التهدئة التي توصل إليها مع إسرائيل عبر مصر، فقد التقى في العاصمة الإيرانية وزير الخارجية علي أكبر صالحي، وعبر له عن تقديره لـ«دعم الجمهورية الإسلامية الثابت للشعب الفلسطيني».

ورغم الاهتمام الذي أبدته وسائل الإعلام المحلية والعربية لهذه الزيارة، فإن وسائل إعلام حماس في الخارج تجاهلت هذه الزيارة ولم تشر إليها لا من قريب أو بعيد، حسب ما ذكر الموقع الإخباري «أمد». ومن وسائل إعلام حماس هذه، حسب «أمد»، المركز الفلسطيني للإعلام الذي يبث من العاصمة اللبنانية بيروت، تحت إشراف الرشق وأسامة حمدان ممثل الحركة في لبنان ومسؤول العلاقات الخارجية فيها.

يذكر أنه ليس هذه المرة الأولى التي يتجاهل فيها المركز الفلسطيني للإعلام، نشاطات الزهار، الذي أبدى أكثر من مرة معارضته للكثير من القرارات التي اتخذها مشعل، بدءا من قبوله في خطاب حفل توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة في 4 مايو (أيار) 2011، بالدولة في حدود عام 1967، وكذلك حديثه عن إعطاء فرصة للمفاوضات مع إسرائيل، وانتهاء بمعارضته لتفاهم الدوحة الذي وقعه مشعل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بشأن المصالحة، ويقضي بأن يشكل أبو مازن الحكومة الفلسطينية الانتقالية. ولا يكتفي المركز الفلسطيني بتجاهل أخبار الزهار بل هو أيضا المنبر الإعلامي الذي تتصدى فيه حماس الخارج للزهار.

وينقل موقع «أمد» عن كاتب فلسطيني في غزة لم يذكر اسمه القول إن عدم متابعة ونشر أخبار جولة الزهار لطهران من قبل بعض وسائل إعلام حماس بالخارج، يقطع الشك باليقين بأن هناك خلافات داخل الحركة، بدأت تظهر وتكبر، خاصة بين المكتب السياسي لحماس وقيادات الحركة في قطاع غزة.