الأنبا بيشوي أبرز المرشحين لخلافة البابا شنودة

القيادات السياسية والحزبية والدينية في مصر نعت بطريرك الأقباط

البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية (أ.ب)
TT

نعى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر، والقيادات السياسية والحزبية والدينية، البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي توفي أمس عن عمر يناهز 89 عاما، وقالت مصادر كنسية مطلعة إن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، من أبرز المرشحين لخلافة البابا. وأعلنت الكنيسة المصرية أمس، وفاة البابا شنودة الثالث، وقال الأنبا بيشوي في بيان رسمي إن «المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع».

ويقول مراقبون إن وفاة البابا شنودة تأتي في ظروف سياسية دقيقة تمر بها مصر في أعقاب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) وما تبعها من تنامي التيار الإسلامي في البلاد وهيمنته على البرلمان.

وأعلن المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية أن البابا شنودة الثالث توفي إثر أزمة قلبية. وأعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الحداد على وفاة البابا. وقال الأنبا أرميا الأسقف العام إنه تم نقل البابا إلى المستشفى بعد أن فاجأته أزمة قلبية حادة أدت لوفاته. وأضاف الأنبا أرميا أنه من المنتظر أن يتم الإعلان عن إجراءات العزاء بشكل رسمي خلال الساعات المقبلة.

وتوفي البابا شنودة، وهو البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة في القاهرة، أمس، بعد صراع طويل مع المرض، استمر عدة سنوات، حيث كان يعاني من أمراض مزمنة، منها الفشل الكلوي وأورام بالرئة.

وفور الإعلان عن خبر الوفاة نعى المشير حسين طنطاوي، القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لشعب مصر فقيدها الكبير قداسة البابا شنودة، وتقدم المشير طنطاوي لكل شعب مصر بصفة عامة، والأقباط بصفة خاصة، بكل التعازي. وتوافد آلاف المسيحيين إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (شرق القاهرة)، وسادت حالة من الحزن في الشارع المصري، ونعى الدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء، في بيان مساء أمس، «فقيد الأمة البابا شنودة الثالث». وقدم الجنزوري خالص تعازيه للأقباط داخل مصر وخارجها، مؤكدا أن الفقيد حرص على ترابط الوحدة الوطنية بجمهورية مصر العربية طيلة اعتلائه للكرسي البابوي.

وتتعلق الأنظار حاليا بالكرسي البابوي لمعرفة من سيجلس عليه، وإن كان من أبرز المرشحين الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا يؤانس والأنبا أرميا سكرتيرا البابا شنودة، والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة ورئيس لجنة الإعلام بالكنيسة.

ومن جانبه نعى الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة المصري، رحيل البابا شنودة الثالث، ووصف عبد الحميد موته بـ«الفاجعة» التي ألمت بالوطن، مؤكدا في تصريح لموقع «اليوم السابع» الإخباري المصري، أن شخصية البابا جعلت منه محط أنظار الجميع، وروحه المتسامحة المحبة أحاطت بالجميع، نظرا لما يتمتع به البابا من ثقافة ووعي وروح مصرية أصيلة تجلت في معظم مواقفه.

وأضاف عبد الحميد: «لقد شرفت بمقابلته ليلة عيد الميلاد المجيد، وطلبت منه ديوانا من أشعاره لنطبعه في الوزارة، ولكن حالت ظروف مرضه دون تحقيق ذلك، ولكننا سنحاول أن نحقق هذا لاحقا».

وقال الأزهر الشريف إنه تلقى وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والمجلس الأعلى للأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية، وبيت العائلة المصرية، بمزيد من الأسى نبأ وفاة البابا شنودة، وأضاف في بيان له أمس: «الأزهر إذ ينعي قداسته، يقدم أسمى آيات التعازي للكنيسة ورجالها، وإلى كل الإخوة المسيحيين في مصر والعالم، ويتمنى للكنيسة المزيد من التماسك والتضامن مع الأزهر ومؤسساته في ظل وطننا العزيز، المتوجه نحو الحرية والديمقراطية والعدالة لكل مواطنيه».

وتابع البيان أن الأزهر «يعرف له تاريخه العلمي والروحي، ووطنيته الصادقة، وانفتاحه العقلي على الحوار الجاد، والصداقة المخلصة، والثقة المتبادلة بينه وبين الإمام الأكبر، وبين الكاتدرائية والأزهر، والعمل بتفان في هذه المرحلة الدقيقة من أجل رفعة مصر».

وقال الأزهر في بيانه: «لقد فقدت مصر بفقدانه أحد رجالاتها المعدودين في ظروف دقيقة تحتاج فيها لحكمة الحكماء وخبراتهم وصفاء أذهانهم».

وأضاف البيان: «لقد كان قداسة البابا واسع الثقافة، غزير العلم، عالي الخلق، حاضر البديهة، وكان يقود الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تفاعل وتعاون وتفاهم عميق من خلال بيت العائلة المصرية».

وقال البيان إن شيخ الأزهر قد أجرى اتصالا في نهاية الأسبوع الماضي بالكاتدرائية، وأوصى عددا من مساعديه بالاطمئنان على صحته ونقل تمنياته له بالشفاء.

ومن جانبه أرسل الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية، برقية عزاء في وفاة البابا شنودة، أكد فيها أنه تلقى نبأ الوفاة ببالغ الحزن والأسى. وأضاف مفتي الديار أن «وفاة البابا تمثل فاجعة ومصابا جللا تعرضت له مصر كلها وشعبها الكريم، مسلمين ومسيحيين، على حد سواء».

وعبر مفتي الديار عن حزنه الشديد في وفاة رمز كبير من الرموز الدينية في مصر والعالم، وقامة وطنية كبيرة بذلت كل ما بوسعها للعمل من أجل وحدة الوطن، داعيا المولى عز وجل أن يلهم جميع المصريين الصبر والسلوان، وأن يديم على مصر الأمن والأمان، وأن يحفظها دائما، مسلمين ومسيحيين. كما نعت وفاة البابا شنودة الكثير من المؤسسات الدينية والاجتماعية في مصر، منها المشيخة العامة للطرق الصوفية برئاسة الدكتور عبد الهادي القصبي، ونقابة الأشراف بقيادة محمود الشريف.

ومن جانبه نعى مرشد جماعة الإخوان المسلمين البابا شنودة الثالث، وقال في بيان له أمس: «باسمي وباسم الإخوان المسلمين نتقدم إلى إخواننا في الوطن والإنسانية، أقباط مصر، فردا فردا، بأخلص التعازي القلبية والمشاركة الوجدانية في مصابهم الأليم، ومصاب الوطن بفقدان غبطة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية».

واعتبر الأنبا متياس إلياس، راعي كنيسة العذراء بإمبابة، موت الباب خسارة لا تعوض، لكنه قال: «من رحمة الله أنه ارتاح من آلامه، وهذا ما يعزينا»، لافتا إلى أنه «ليس قدوة للمسيحيين فقط، بل قدوة للجميع، بل للعالم».

ونعى صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية، وفاة البابا، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «تعازينا لكل الشعب المصري ولكل محبي البابا والإنسانية في العالم»، مضيفا: أن «القلب يتمزق لفراقه». وتلاحقت تعازي مرشحي الرئاسة المحتملين، من بينهم عمرو موسى، وأحمد شفيق وحمدين صباحي، وأبو العز الحريري. كما قدم رئيس وزراء مصر السابق الدكتور عصام شرف خالص العزاء لكل الشعب المصري، أقباطا ومسلمين، في وفاة البابا شنودة الثالث، وقال عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن البابا «كان حبرا ورعا ومواطنا صالحا وقائدا قديرا، فقدت مصر الكثير برحيله، ولكن ذكراه ستبقى، فطالما كانت نظرته لمصر أنها وطن يعيش فينا وليست وطنا نعيش فيه».