موجة الغبار «المتقلبة» تحد من أداء قطاعات اقتصادية في الرياض

المطاعم توقف خدمات التوصيل خوفا من حوادث السير

TT

حدت موجة الغبار التي طالت العاصمة الرياض من النشاطات التجارية المختلفة فيها، حيث لوحظ إقفال بعض المحلات أبوابها حتى إشعار آخر، أي إلى حين تحسن الأجواء، أو على الأقل انخفاض الموجة الترابية إلى مستويات معقولة، يتمكن فيها المشتري من التحرك بحرية، إلى المجمع الذي يرغب في التبضع منه ذهابا وإيابا، خصوصا بعد أن أجبرت الموجة ذاتها المدارس على التوقف في المراحل الأساسية للتعليم.

وتنوعت الأسباب التي أدت إلى إقفال تلك المحلات أبوابها، فمنهم من فضل التوقف عن العمل نتيجة انخفاض الإقبال إلى مستويات قياسية، ومنهم من علل ذلك بحرصه على عدم اختلاط بضاعته بأكوام الغبار التي طغت على الأجواء العامة، وآخرون فضلوا إراحة العمالة في هذا اليوم الذي يعتبر الخروج فيه سببا في الإصابة بالربو ومشاكل التنفس.

وقال زاهد العطار الذي يمتلك سلسلة من متاجر الذهب، إن الإقبال على محلاتهم انخفض إلى مستويات قياسية، تجاوزت الـ90 في المائة نتيجة موجة الغبار، مما اضطره إلى إغلاق محله والاكتفاء بالربح البسيط الذي جناه خلال الساعات الأولى التي قضاها في مقاومة الأجواء السلبية والبحث عن الأرباح، مهما كانت الأسباب والمتغيرات، إلا أن قوة الرياح الغابرة تفوقت على عزيمته في الاستمرار بفتح المحل، واضطر في نهاية المطاف إلى إغلاقه.

ويضيف العطار أن لتقلبات الأجواء أثرا سلبيا على مبيعاتهم بشكل عام، وأن هذه المرة ليست الأولى التي اضطروا فيها إلى إغلاق تجارتهم بسببها، لافتا إلى أنهم يحاولون قدر المستطاع أن يبقوا محلاتهم تحت الخدمة، إلا أن بعض الظروف الطقسية تمنعهم من ذلك، مستشهدا بالطقس الذي حل أمس، والذي أجبرهم على إراحة العمال والجلوس بالقرب من عائلاتهم.

من جانبه، بين راجح المضبحي مدير أحد متاجر الملابس الجاهزة، أن الطقس انعكس بشكل مباشر على مبيعاتهم، حيث العزوف بدا واضحا من قبل المشترين عن ارتياد المتجر، بل على المجمع التجاري بشكل عام، كاشفا توجسهم من أن يستمر الطقس بهذا الشكل، مبينا أنهم سيجنون المزيد من الخسائر، خصوصا أن تقلبات الطقس سبق أن سببت لهم تقلصا في الإيرادات، في ظل عدم اتضاح الرؤية عن نوعية الملابس التي سيعرضونها، خصوصا أن فصل الشتاء قد ولى ودخل فصل الربيع، إلا أن ذلك لم يعط رؤية واضحة لخامة القماش التي سيبيعونها.

وحول الانعكاسات الحقيقية لهذه الموجة، أشار إلى أنهم وغيرهم أغلقوا محلاتهم، منذ أول من أمس في الساعات الأخيرة من الليل، وتم إخطار العمالة بأنه متى ما استمر الوضع على ما هو عليه، فلن يتم العمل حتى تحسنها بشكل ملحوظ، مبررا ذلك بأنهم يخافون بشكل كبير أن تختلط ذرات التراب مع ملابسهم، مما سيحدث كارثة حقيقية في المبيعات، خصوصا أن تركيزهم ينصب على بيع الماركات العالمية ذات المستوى المرتفع، وأن العميل لن ينظر إليها في حال شابها الغبار.

تجدر الإشارة إلى أن السعودية تشهد تقلبات كبيرة في مناخها العام، حيث لم تتوقف الموجات الغبارية على الحلول بين فترة وأخرى. وواصلت المطاعم عملها في العاصمة على الرغم من موجة الأتربة، إلا أنها عمدت إلى تغليف الأطعمة وغلق الأبواب.

وأكد خالد العبيد، صاحب سلسلة مطاعم، أنهم لم يعلقوا نشاطاتهم في المطعم، إلا أنهم توقفوا عن تقديم بعض الخدمات التي تسببت في انخفاض الأرباح، إذ إنهم امتنعوا عن خدمة توصيل الوجبات إلى المنازل نتيجة انعدام الرؤية، وتخوفهم من الربكة المرورية التي صاحبت سوء الطقس، كما أنهم أغلقوا قسم الجلسات المكشوفة، والتي يعتبرونها العمود الفقري لتحقيق الأرباح نتيجة عزوف العملاء عن تناول الطعام في الهواء الذي لم يعد طلقا، لافتا إلى أنهم اكتفوا بتقديم الطلبات التي يتم تناولها خارج المحل، أو الجلسات الداخلية التي اكتظت بالزبائن الذين حاد بهم الجوع إلى الخروج في مثل هذه الأجواء الخطيرة، مبينا أنهم فقدوا وما زالوا يفقدون المزيد من الأرباح التي تصل نسبتها إلى أكثر من 70 في المائة، مبينا أن الأجواء لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه، وأن لها انعكاسات اقتصادية خطيرة على اكتساب الإيرادات خلال الفترات المقبلة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.