أسبوع لاكمي للأزياء.. احتفالية بالمنسوجات والصناعات الهندية

تنوعت الأقمشة ما بين الصافية المحضة والكريب جورجيت المغري والكتان الفاخر والفوال الناعم والباشمينا الفاخرة

TT

بعد نيويورك وميلانو وباريس، غزت الموضة مدينة مومباي الهندية في شهر مارس (آذار)، حيث عرض 83 مصمم أزياء مجموعات الأزياء الخاصة بهم لربيع وصيف 2012.

وعلى الرغم من اعتبار موسم الصيف الوقت الأنسب لارتداء الملابس الخفيفة، حيث ترتفع درجات الحرارة وتنخفض الملابس للحد الأدنى، فإن صيحات الموضة لصيف 2012 كانت مختلفة قليلا في أسبوع لاكمي للموضة (المؤشر الأهم للموضة في الهند) الذي يعقد مرتين في العام. عرض الأسبوع أقمشة هندية للتغلب على حرارة الصيف في تصميمات تقليدية. واحتلت المنسوجات التي صنعت من كل أنحاء الهند مكانا مميزا في مهرجان الموضة، مما جعله مكرسا للمنسوجات الهندية، في احتفالية بالمنسوجات والصناعات الهندية.

وقدم المصممون كريشنا ميهتا وديبيكا جوفيند وأنيتا دونجري ابتكارات رائعة على منصة العرض. وهي تصميمات مزجت بين الاتجاهات العالمية والحرف الهندية، وأوضحت كيف يمكن للموضة أن تكون ذكية ومعاصرة في نفس الوقت.

فكريشنا ميهتا قدم بعض التفاصيل الجميلة والتصاميم الماهرة إلى جانب عدد من الأقمشة المقصبة والأقطان المطرزة وطرق صباغة محلية وتقنيات طباعة على الكرتا والأثواب الفضفاضة الطويلة والسترات والبلوزات والمعاطف القصيرة والساري وأزياء الشرارة (طراز من الأزياء ظهر لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بين أفراد الطبقة الارستقراطية المسلمة في شمال شبه الجزيرة الهندية. وهو عبارة عن تونيك يصل إلى حد الركبة وسروايل فضفاض). وباستخدام الأنوال التي تشتهر بها مدينة إيكال بولاية كارناتاكا جنوب الهند، قدم ديبيكا جوفيند مجموعة تدعى «المرأة التي ترتدي قماشا ذا ترابيع - حكاية نهر كوفيري». ركز جوفيند على مجموعة من الأقمشة مثل القطن والحرير ذي الترابيع أو المخطط. وكانت الرسومات التي زانت الأردية الفضفاضة الطويلة والفساتين والساري، حديثة ومعاصرة. وكانت مجموعة «موجات المتعة» لأنيتا دونجري بمثابة وصفات منتقاة بنكهة الحرير والقطن من مدينة بيناريس والمنسوجات القطيفة التي تمت صباغتها باستخدام عملية الصباغة بالربط، مع الحرير المنقوش باليد من جايبور والإيكات من ولاية أندرا براديش وشيكانكاري من لاكناوي. قامت أنيتا بغزو عالم الملابس الرجال، حيث قدمت قمصانا خفيفة من الكتان بظلال من اللون الوردي والفيروزي والأخضر المائل للصفار وبعض السترات غير الرسمية بألوان محايدة وسراويل نابضة بالحياة بألوان برتقالي وأصفر وسترات باللون الأبيض والأسود. كانت الخطوط مريحة وجاءت القصات ذكية وحادة لتثير شغف الرجال الهنود بشكل ملحوظ خلال شهور الصيف الحارة.

الألوان الأساسية في هذا الموسم هي اللونان الأسود والذهبي. وكانت الألوان الفاتحة حاضرة أيضا. كما جاءت الفساتين التي تخاطب السيدة الكلاسيكية بأكتاف بارزة، مثلما هو الحال في التنورات ذات الخصر العريض بتموجات تصل حتى الكاحل. وكانت السراويل الضخمة والأحذية العملية الجذابة في الوقت ذاته. تم استخدام زجاج الفوانيس الزاهية في الانحناءات مع باقات ذهبية بحافة كريستالية وباقات فضية مستوحاة من قاعة الرقص في فندق جراند هيا في مومباي. وكانت خلفية منصة العرض عبارة عن مجموعة من المرايا على شكل قوس وتم تنظيم العرض بصورة رائعة.

ومن أهم أحداث أسبوع الموضة الهند مجموعة الأزياء التي قدمها مصمم بوليوود الشهير فيكرام فادنيس، بإضافة سحر رائع على المنحنيات عندما أطلق خط الموضة الخاص به في أسبوع لاكمي للموضة موسم الصيف والمصايف 2012. كانت هناك غزارة في الألوان والأقمشة والأشكال والرسومات، حيث ابتكر فيكرام مجموعة، مزج فيها ما بين الطابع الهندي التقليدي والثقافة الغربية، نابضة بالحيوية للملابس الشاطئية للعرائس. وبسبب اختياره لخليط من الألوان، اختار فيكرام كريمات محايدة وألوانا ذهبية جذابة وخاصة اللون الأسود الغامق مع لمسة بسيطة من الصور لإضافة الإثارة.

تنوعت الأقمشة ما بين الأقمشة الصافية المحضة والكريب جورجيت المغري والكتان الفاخر والفوال الناعم والباشمينا الفاخرة. وللالتزام بالمفهوم الخاص به، وقد قام فيكرام باستخدام مجموعة من الرسومات على مجموعة من السراويل الضيقة بناطيل البلازو والتنورات والكاليداس الذي يتم ارتداؤه مع بانديس ذي تصميم رائع أو سترات وأغطية رأس رائعة. طرزت أطراف الساري بحواف ذهبية عريضة، بينما تم استخدام الدانتيل الفاخر ليضفي عليه نكهة نسائية على أطراف الثياب وأساور الأكمام والصدريات وحتى الليهنجا والكرتا. كانت الكرتا ذات الدائرة الكاملة ومعاطف الراجا ذات التطريز المزخرف والتشولي المزخرف والجمبسوت ذات الأرجل الواسعة والساري الذي يحتوي على الكورسيهات مع الدانتيل والكرتا مع المعاطف القصيرة ذات الأكمام الطويلة والأناركل المتنوع بمثابة النظرة الجمالية لهذا العرض.

وتم تجسيد الشخصيات الكرتونية التقليدية، ميكي ماوس وميني ماوس، بصورة جديدة في الأزياء الهندية في أسبوع لاكمي للموضة، حيث قام المصممان ليتل شيلبا ونيتين بال شتاوهان بعرض مجموعاتهم من الأزياء. فاحتوت مجموعات شيلبا على بعض الأقواس والنقاط المستوحاة من رقصة البولكا والنجوم والقلوب التي صاحبها جمعيا رسومات لميكي وميني ماوس. وزاوجت شيلبا بين الملابس المذهلة مع أغطية الرأس والقلادات والأحذية والحقائب للمرة الأولى. وذكرت شيلبا: «ذكرياتي عن ميكي وميني ماوس كلها بالأبيض والأسود. كان من المثير أن أستمد الإلهام من قصص ديزني لعمل مجموعة من التصميمات الهندية بهذا الشكل على الإطلاق».

وقدم نيتين تصميمات للرجال والنساء على حد سواء. تضمنت مجموعة الأزياء سراويل الجينز وتي شيرتات عليها صور ميكي ماوس. تمثل الحدث الأبرز في هذا العرض عندما صعدت ميني ماوس بنفسها على منصة العرض موزعة القبلات على الحضور، الذين كان ظهور ميني ماوس بالنسبة لهم مفاجأة سارة.

وعلى الساحة العالمية، دخلت ديزني في شراكة ناجحة مع مصممين أزياء بارزين، مثل دي أند جي وألفريد أنجلو وهارنيت هايدن لتوفير منتجات للشباب المولعين بالموضة. قامت شركة «ديزني» بعمل مجموعة من شخصيات ديزني المتماشية مع الموضة في الساحة المحلية والتي سيتم إطلاقها في الهند في القريب العاجل.

كان اليومان الأخيران من أسبوع لاكمي للموضة مليئين ببعض العروض المثيرة الجديرة بالمشاهدة، بينما كانت بعض العروض الأخرى فاشلة. قام المصمم ناريندرا كومار، المعروف بمهارته في الملابس الرجالي، بعرض تشكيلة كبيرة من البدلات والأحذية الرجالي على خشبة المسرح. لعب ناريندرا دور الدي جي، حيث وقف على جانب المنصة وقام بتشغيل الموسيقى الخاصة به بينما كان عارضوه يختالون في المشي على المنصة، وكان معظمهم يحاولون عمل ما لا يستطيعون عمله. كان من المفروض أن يكون هذا العرض ممتعا، ولكن للأسف لم يكن كذلك.

خصصت المصممة بريادارشاني راو «مجموعة أزياء مينيرال» لسيدات المناطق الحضرية، حيث جاءت المجموعة بفواصل منسقة بعناية، والتي يمكن ارتداؤها والخلط بينها بطرق متعددة. وقفت هذه المجموعة على مفترق الطرق بين الملابس الرسمية والرياضية بصورة بارعة، حيث يمكن ارتداء تلك الملابس الرسمية أو الرياضية بحسب المزاج أو المناسبة. وكانت التصاميم متأنية وبسيطة، مع التأكيد على الراحة والأناقة. وكان هناك خلط واسع بين الملابس البيضاء والألوان، والتي تم تنفيذها جميعا ببساطة غير متوقعة، وكان أبرز ما في العرض هو الملابس التي تتنفس والأقمشة المتدفقة والدانتيل المزخرف والغياب الرائع للتطريز من على الملابس.

وبخلاف الملابس، تم عرض بعض الإكسسوارات أيضا. كان عرض إكسسوارات المصممة إينا أهلواليا بمثابة الألم في رقاب العارضات اللاتي قمن بارتدائها على الممر. مالت مجموعة المصممة بايال سينجال إلى التعارض أكثر من الجمال، حيث حاولت استخدام الحلي بصورة مكثفة. وعلى الرغم من ذلك، قامت المصممة نوبور كانواي بتقديم عرض أنيق باستخدام شرائط طويلة من الأقمشة بشكل متناغم لمعالجة أسطح إبداعاتها.

عندما تم إسدال الستار على موسم الصيف في أسبوع لاكمي للموضة، أثبت المعلم روهيت بال مرة أخرى أنه لم يكتسب تلك الشهرة من فراغ. جاءت الرسومات على إبداعات بال متدفقة وحملت تفاصيل كبيرة لذكريات بعض الأعمال الفنية. كان هناك بعض التطريز اليدوي والتطريز وتفاصيل الخيوط والزاري والريشما والتطريز الكريستالي الموجود على مجموعة كبيرة من الأقمشة في شكل بعض الطيور والطواويس والزخارف الهندسية والأشكال المصنوعة من العاج وحتى الألوان الغامقة من اللون البيج والبني والكستنائي والخمري والأزرق المخضر والأحمر والأرجواني. لم يكن هذا مجرد حفل ختامي، وإنما كان بمثابة تجربة منفصلة. ونتيجة الاستخدام الاستثنائي للملابس المزخرفة بالألوان العاجية والنيلية ولون الجواهر، فتن الحضور بمجموعة بال تلك.