زوجة مؤرخ «القاعدة» تبحث عن ابنها المفقود في إيران

نجل «أبو الوليد» اختفى منذ 6 سنوات وسط شكوك حول مصيره

TT

فيما تستعد ملايين الأمهات لاستقبال هدايا أبنائهن احتفالا بعيد الأم الذي يحل في مصر والكثير من البلدان العربية بعد ثلاثة أيام، فإن الأم المصرية، وفاء علي الشامي، لا تنتظر هدية في هذا اليوم المميز سوى كشف الحقيقة عن اختفاء ابنها الأصغر محمد في إيران قبل سنوات.

فقبل ست سنوات فقدت الشامي ابنها محمد مصطفى، البالغ من العمر 21 عاما آنذاك، بعد أن اختفى في ظروف غامضة. وكانت الشامي قد اعتصمت في السفارة المصرية في طهران خلال شهر رمضان الماضي من أجل إطلاق سراح زوجها مصطفى حامد (المعروف بأبي الوليد المصري) الموقوف قيد الإقامة الجبرية منذ نحو عشر سنوات.

وخضع المصري في إيران للإقامة الجبرية هو وأسرته منذ أن دخل طهران عام 2002 قادما من أفغانستان إبان الغزو الأميركي لها. واعتقلت الأجهزة الإيرانية أبو وليد ووضعته رهن الإقامة الجبرية مع زوج ابنته محمد صلاح زيدان (سيف العدل).

ومصطفى حامد هو من أبرز من أرخوا لـ«الجهاد الأفغاني» وشارك في المعارك ضد الوجود السوفياتي لأفغانستان منذ عام 1979، وعاد حامد إلى مصر في نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي مع محمد شوقي الإسلامبولي القيادي بالجماعة الإسلامية.

وتقول الشامي في رسالة تنقلها «الشرق الأوسط» عبر «المرصد الإعلامي الإسلامي» وهو هيئة حقوقية تهتم بأخبار الأصوليين حول العالم في لندن: «محمد أصغر أولادي.. ولا أعلم عنه أي شيء ووكلت أمري لله سبحانه وتعالى وأسأل الله أن يطمئنني عليه أو أعرف أي خبر عنه».

وتابعت الأم المكلومة في رسالتها: «لقد نسيت النوم والراحة ويصيبني القلق باستمرار»، ثم أضافت: «أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يربط على قلبي الجريح والمليء بالحزن وقلب كل الأمهات ويعطيني ويعطي كل الأمهات الأجر في مصيبتهن ويرزقهن الخير».

بدوره وجه المرصد الإعلامي الإسلامي نداء إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية وإلى السلطات الإيرانية والمصرية من أجل العمل على كشف مصير المواطن المصري المختفي في إيران، وناشد الحرس الثوري الإيراني والسلطات الإيرانية الكشف عن مصير المواطن المصري محمد مصطفى حامد المختفي منذ ست سنوات.

وقبل نحو ثلاثة أسابيع، قال مسؤولون بوزارة الخارجية المصرية أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان المصري) إن الخارجية المصرية تكثف جهودها للبحث عن كل مواطنيها المفقودين بالخارج متى وصلتها معلومات عنهم. وكشف مسؤول بالقسم القنصلي بالوزارة أن الدبلوماسيين المصريين نجحت في توفير معلومات عن الكثير من المبلغ عنهم.

واعتبر المرصد في بيان له اختفاء المواطن المصري محمد مصطفى حالة اختفاء قسري وفقا للمعلومات المتوفرة لديه، مؤكدا أن كل عمل من أعمال الاختفاء القسري يُعد جريمة ضد الكرامة الإنسانية، كما ينتهك الحق في الحياة أو يشكل تهديدا خطيرا له، كما أن الاختفاء القسري يحرم الشخص الذي يتعرض له، من حماية القانون، وينزل به وبأسرته عذابا شديدا.

وقال المرصد في بيانه: «سنضطر إلى الوقوف بجانب الأم ومساندتها ونصرتها واتخاذ كافة الوسائل الممكنة للكشف عن مصيره حتى إعادته إلى أحضان أمه».