اليوفي يعمق جراح الإنتر بثنائية كاسيريس وديل بييرو

ألحق به 3 هزائم متتالية هذا الموسم لم تحدث منذ عام 1996

TT

نجح يوفنتوس في الحفاظ على سجله هذا الموسم بلا هزيمة حتى الآن، بعدما تمكن من الفوز على خصمه اللدود الإنتر بثنائية أول من أمس (الأحد) على ملعب الاستاد الجديد للسيدة العجوز، في ختام الجولة 29 من دوري الدرجة الأولى الإيطالي. كان الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي، ومع بداية الشوط الثاني وتحديدا في الدقيقة 13، استطاع الأوروغوياني كاسيريس، لاعب اليوفي، إدراك هدف التقدم لأصحاب الأرض والجمهور، ثم ضاعف القائد ديل بييرو النتيجة في الدقيقة 26. وارتفع رصيد اليوفي إلى النقطة 59، محافظا على الوصافة ومستمرا في ملاحقته للميلان المتصدر بفارق أربع نقاط، بينما تجمد رصيد الإنتر عند النقطة 41 في المركز الثامن. جدير بالذكر أن الإنتر ظهر خلال الشوط الأول من اللقاء بأفضل أداء له هذا الموسم غير أن كونتي، مدرب يوفنتوس، نجح في إعادة تصميم فريقه وقلب مسار المباراة. وهكذا وصل اليوفي إلى النتيجة الإيجابية الـ29 على التوالي في الدوري المحلي.

ديل بييرو الهائل: بعد مرور خمسة أيام على تسجيل ديل بييرو في شباك الميلان في إياب نصف نهائي كأس إيطاليا يوم الثلاثاء الماضي، نجح قائد اليوفي أول من أمس في إدراك أول أهداف هذا الموسم في البطولة المحلية أمام جماهيره من أجل الاستمرار أيضا في مداعبة حلم الدرع الإيطالي. أليساندرو هائل، وكونتي بارع لأنه دائما ما دفع بديل بييرو إلى داخل الملعب في أكثر اللحظات سخونة في الموسم، حتى يفتح مورينهو إيطاليا (كونتي) أبواب اللقاء المغلق اختار ديل بييرو من على مقاعد البدلاء وليس كوالياريلا أو بوريللو. وقد صرح جيجي بوفون، حارس اليوفي، عقب انتهاء المباراة قائلا «أإنها الكفاءة الاحترافية لشخص عظيم. ديل بييرو لم يستسلم قط، ولم يثر أية مشكلات بعد المرات الكثيرة التي ظل فيها حبيس مقاعد البدلاء، دائما ما يكون جاهزا لاستدعاء. كونه لاعبا فذا هذا أمر تدركه أيضا الحوائط، غير أنه في الموسم الحالي أظهر كل سماكته الاحترافية والإنسانية». وأضاف مدرب الفريق كونتي: «أود تقديم الشكر إلى ديل بييرو. إنه يعمل من أجلي داخل الملعب وخارجه».

رصيد يستحق الأوسكار: إنه الهدف الشخصي رقم 287 لديل بييرو بقميص السيدة العجوز والهدف رقم 317 بشكل إجمالي (روبرتو باجيو سجل 318 هدف)، وهو أيضا الهدف رقم تسعة لقائد اليوفي في شباك الإنتر (ستة منها في دوري الدرجة الأولى الإيطالي)، كما حصد اللاعب بطولات من كل نوع (من كأس العالم مع المنتخب الإيطالي حتى بطولات الساحات تحت المنزل): إنه لاعب نموذج داخل الملعب وخارجه ويمتلك مسيرة كروية تستحق النشر والتدريس للأطفال. ديل بييرو بالفعل، أسطورة، ولكن في نهاية الموسم هذا البطل سيرحل عن أسوار السيدة العجوز ودوري الدرجة الأولى الإيطالي، وهو الأمر الذي سيترك أحزانا داخل كل شخص يعشق كرة القدم. وبعيدا عن المنافسة والإعلام، قال ديل بييرو عقب المباراة: «مستقبلي؟ هل سيكون في اليوفي؟ ليس هناك ما يكون إضافته في الوقت الحالي، مستقبلي هو مباراة نابولي يوم الأحد المقبل. وكفى. لا تقولوا إنني عقيم، بل ببساطة أنا لا أود أن أفقد أية لحظة من مغامرة الفريق الحالية. نحن نفعل كل ما بوسعنا للاستمرار في ملاحقة الميلان وقد وصلنا إلى نهائي كأس إيطاليا، إنها أهداف مهمة من أجل نضج الفريق. أي حديث آخر سيكون هناك وقت لاحقا للتفكير فيه ومناقشته. فلنستمتع الآن بليلة مثالية مثل هذه وننظر إلى إمكانية حصد إحدى البطولات في نهاية الموسم». حصد اليوفي من اللقاء ثلاث نقاط فحسب، غير أنها أمام الإنتر تعادل الضعف، بسبب الخصومة القديمة بين الناديين، وتزيد الآمال في إمكانية ملاحقة الميلان. وقد صرح جيجي بوفون المتألق قائلا «أنا أقف في حراسة المرمى، وأبذل مجهودا طيبا إلى حد ما حتى أظهر بشكل جيد. يروق لي كثيرا اللعب بعد الآخرين، ولا سيما لو حققنا الفوز. لقاء الإنتر ذو أهمية تاريخية، خاصة بالنسبة لنا. كانت لدينا آمال في مواصلة إزعاج المتصدر، ولو لم نتمكن من الفوز لتدمر ما نطمح إليه. هكذا بات لدينا حافز إضافي لإنهاء الموسم بشكل أفضل. الإنتر أعجبني، فقد قدم 60 دقيقة رائعة للغاية». يذكر أن التغيير الخططي الذي لجأ إليه كونتي في الشوط الثاني أسفر عن إحراز الفريق هدف التقدم، ليس هذا فحسب بل تحول اليوفي من طريقة لعب (4 - 3 – 3) إلى (3 - 5 – 2) منح السيدة العجوز الاستحواذ على الكرة في وسط الملعب وعلى المباراة أيضا. إن هدف هذا الانتقال الخططي كان واضحا، زيادة الكثافة في وسط الملعب وإجبار دفاع الإنتر لترك مساحات على أجناب الملعب، وقد أوضح كونتي عقب المباراة: «في الشوط الأول، بذلت مجهودا كبيرا للغاية لجعل لاعبي فريقي يدركون أنه، نظرا للرقابة المشددة ضد بيرلو، كان ينبغي لنا تغيير طريقة اللعب سريعا مستغلين الأجناب والظهيرين. في فترة الاستراحة بين الشوطين، قمنا بإعادة النظر في بعض المواقف، وأعلنت إلى اللاعبين أنه من المحتمل تغيير طريقة اللعب. لقد حالفني الحظ في ذلك الاختيار. الآن، سنتقدم للأمام مع التفكير في أن بطولة الدوري في قبضة الميلان الذي يقدم أداء رائعا للغاية رغم الإصابات الكثيرة التي يعانيها». يذكر أن كونتي حزين هذه الأيام بعض الشيء ولكن ليس بسبب كرة القدم: «السبت الماضي توفيت لي عمة كنت أعتبرها أمي الثانية. هذه الإنسانة ستكون دائما معي».

للأمام هكذا: ومع إطلاق صافرة نهاية المباراة، نزلت قطرات من الدمع على وجه أنطونيو الذي أهدى فوز فريقه أمام الإنتر إلى الجماهير ثم هرب متجها إلى غرفة خلع الملابس. وأثنى كونتي على أداء ديل بييرو خلال اللقاء: «ديل بييرو بحالة جيدة، وأنا أجعله يشارك مع الفريق، في كأس إيطاليا رد على ثقتي به بتسجيل هدف وأداء جيد، وأمام الإنتر كان أول تغيير قمت به. أنا سعيد للغاية من أجله. أنا أتحدث مع ديل بييرو كثيرا، هو يدرك دائما ما أفكر فيه، الآن نحن نفكر في الحاضر، ثم سيكون هناك وقت للتفكير في كل شيء».