تشيلسي يلتقي بنفيكا أملا في إنقاذ موسمه وفك عقدته الأوروبية

أبويل القبرصي في اختبار تاريخي أمام ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا اليوم

TT

يستقبل أبويل نيقوسيا في جزيرة قبرص المتوسطية ريال مدريد الإسباني حامل اللقب تسع مرات في مباراة غير متكافئة، فيما يتطلع تشيلسي الإنجليزي لفك عقدته الأوروبية، عندما يحل ضيفا على بنفيكا البرتغالي، اليوم، في ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

في المباراة الأولى، تبدو الأمور غير متكافئة لأن الفريق الملكي الإسباني يضم تشكيلة تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات، على غرار البرتغالي كريستيانو رونالدو أغلى لاعب في العالم والبرازيلي كاكا والأرجنتيني غونزالو هيغواين والفرنسي كريم بنزيمة والحارس ايكر كاسياس والمدافع سيرجيو راموس ولاعب الوسط شابي ألونسو والألماني مسعود أوزيل، في حين يملك أبويل أسماء مجهولة، لكن على الرغم من ذلك حقق مشوارا تعجيزيا من خلال ليبلغ ربع النهائي لأول مرة في تاريخ البلاد.

وفي بلاد تعرف بمتابعة مباريات الدوري اليوناني وتشجيع أندية باناثينايكوس وأولمبياكوس وايك أثينا، نزل الآلاف إلى أكشاك بيع البطاقات ووقفوا ساعات طويلة للحصول على فرصة مشاهدة كتيبة المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو، لكن محاولات معظمهم باءت بالفشل فعادوا أدراجهم خائبين. وتوقع المنظمون امتلاء ملعب «جي س بي» بسهولة لو كان يتسع لأكثر من 23 ألف متفرج، علما بأن عشاق الفريق الإسباني من البلدان المتوسطية المجاورة تهافتوا للحصول أيضا على بطاقات المباراة. وستتركز الأنظار على رونالدو، صاحب ستة أهداف، في النسخة الحالية الذي كلف النادي الأبيض 80 يورو، في حين كلف المهاجم البرازيلي ايلتون نادي أبويل 700 ألف يورو عند انتقاله من كوبنهاغن الدنماركي عام 2010 كما أن أكثر لاعبي الفريق القبرصي دخلا؛ الأرجنتيني استيبان سولاري، لا يتقاضى في سنة ما يتقاضاه رونالدو (13 مليون يورو سنويا) في أسبوع واحد، علما بأن معظم لاعبي الفريق القبرصي لا يتقاضون أكثر من 13 ألف يورو شهريا.

وقدم أبويل مستوى رائعا في الدور الأول، فتصدر مجموعة ضمت زينيت الروسي وبورتو البرتغالي وشاختار الأوكراني، قبل أن يقلب تأخره مع ليون الفرنسي ويخرجه بركلات الترجيح في الدور الثاني، ليحصل على جائزة بقيمة 22 مليون يورو من الاتحاد القاري جراء بلوغه ربع النهائي، ما يضمن استمراريته لثلاث سنوات إضافية على أقل تقدير، في حين تبلغ ديون ريال مدريد 170 مليون يورو على الرغم من نجاحاته العالمية.

وقال فيفوس ايروتوكريتو رئيس نادي أبويل قبل المباراة الأكبر في تاريخ النادي القبرصي: «لقد حققنا شيئا استثنائيا، شيئا قد لا يتكرر مرة أخرى». ويعود الفضل بنجاحات أبويل إلى المدرب الصربي إيفان يوفانوفيتش الذي عمد إلى مزج تشكيلة تضم لاعبين قبارصة وبرازيليين وبرتغاليين.

وانتهى «دربي» العاصمة الأخير بين أبويل وأومونيا بالتعادل السلبي ليبقى الأول ثالثا في ترتيب الدوري المحلي.

ويغيب البرازيلي غوستافو ماندوكا صاحب ثلاثة أهداف في النسخة الحالية على غرار ايلتون، عن مباراة ريال بعد نيله بطاقة صفراء ثانية في مباراة ليون، بيد أن لاعب الوسط البرتغالي المميز هيليو بينتو يعود إلى التشكيلة.

من جهته، يتصدر ريال مدريد الذي أقصى سسكا موسكو الروسي في الدور الثاني، ترتيب الدري الإسباني بفارق ست نقاط عن غريمه التقليدي برشلونة الذي يلتقي ميلان الإيطالي في مباراة قمة غدا، وهو يعول على رونالدو الذي سجل في نهاية الأسبوع هدفه رقم 101 في 92 مباراة مع ريال.

وقال اميليو بوتراغوينيو مدير النادي: «الجمهور في نيقوسيا في غاية الشغف، علينا الانتباه إلى ذلك. آمل تحقيق نتيجة طيبة هناك».

ويعد الهداف البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفاقه المرشحين لتحقيق الفوز، على الرغم من أن ريال مدريد يفتقد إلى جهود تشابي ألونسو للإيقاف ولاسانا ديارا للإصابة، ولكن مدير النادي بوتراجوينو الموكل بالتصريح للإعلام في ظل مقاطعة الجهاز الفني واللاعبين، ظل محتفظا بنفس دبلوماسيته المعتادة. وقال بوتراجوينو: «لا يمكن أن تعرف؛ كرة القدم لا يمكن التنبؤ بها ومن الصحيح أن هناك بعض الفرق القوية للغاية التي رغبنا في تفاديها في هذه البطولة، وينبغي أن نتحلى بالاحترام البالغ (اتجاه المنافس)». وأشار: «لقد وصلوا (أبويل) إلى دور الثمانية، وهو ما يعني أنه فريق قوي للغاية، لذا ينبغي أن نركز على كل التفاصيل، وأن نتحلى بالحذر».

وفي المباراة الثانية يبحث تشيلسي (وصيف نسخة 2008) عن فك عقدة المسابقة الأوروبية التي يركز مالكه الروسي رومان أبراموفيتش على إيجاد حل لها من خلال قطع رؤوس مدربي الفريق اللندني العاجزين عن التتويج أوروبيا، عندما يحل على بنفيكا البرتغالي على ملعب «النور».

وحقق تشيلسي نتائج جيدة منذ إقالة البرتغالي أندريه فيلاس - بواس وتسيير أمور الفريق من قبل مساعده الإيطالي روبرتو دي ماتيو، حيث قلب تأخره 1 - 3 أمام نابولي الإيطالي في الدور الثاني إلى فوز كبير 4 - 1 على ملعبه «ستامفورد بريدج».

من جهته، يخوض بنفيكا ربع النهائي لأول مرة منذ عام 2006 ساعيا للتأهل إلى نصف النهائي لأول مرة منذ 22 عاما، وقد تخطى زينيت الروسي 4 - 3 بمجموع المباراتين في الجولة السابقة، علما بأنه يتصارع على جبهة الدوري المحلي مع بورتو وسبورتينغ براغا وتعادل مع مضيفه أولهاننسي من دون أهداف الجمعة الماضي.

ويعول تشيلسي بشكل خاص على مدافعه البرازيلي ديفيد لويز ومواطنه لاعب الوسط راميريس نجمي بنفيكا سابقا، قبل انضمامهما إلى تشيلسي.

وقال دي ماتيو: «يستعدان للعودة وبإمكانهما المساعدة. يعرفان الأجواء جيدا والفريق. أنا مستعد لمواجهة بنفيكا، لقد شاهدتهم في مباريات كثيرة ولدي معلومات كثيرة عنهم».

وعن أخذه برأي البرتغالي فيلاس بواس، قال دي ماتيو: «أود إبقاء هذا الأمر سريا».

وجمع تشيلسي بعض المعلومات عن بنفيكا من خلال نجمي الفريق ديفيد لويز وراميريس، لاعبي الفريق البرتغالي سابقا، وقد تكون هذه المعلومات حاسمة في ظل سعي الفريق الإنجليزي للعبور إلى المربع الذهبي للبطولة. وقال دي ماتيو، المدير الفني لتشيلسي: «أتذكر حين التقى تشيلسي مع لاتسيو (الإيطالي)، يمكنك أن تعطي زملاءك الكثير من المعلومات». وتابع: «كلاهما يعرف الأجواء هناك، وكلاهما يعرف الفريق، لذا فإن ذلك سيساعدنا».

ولا توجد إصابات مؤثرة في صفوف تشيلسي، ولكن دي ماتيو سيكون مضطرا للاختيار بين العاجي ديديه دروغبا والإسباني فرناندو توريس في خط الهجوم، في الوقت الذي سيكون فيه جاري كاهيل مرشحا للعب بجوار جون تيري في خط الدفاع.

وأوضح دي ماتيو: «أعتقد أننا سنكون جيدين (على المستوى الدفاعي) لقد غيرنا تجهيزنا بعض الشيء، والعقلية الدفاعية لنا، أعتقد أننا سنكون على ما يرام».

ولمح دي ماتيو إلى أنه يحب اللاعبين أمثال فرانك لامبارد، الذي تراوحت مشاركته في الفترة الأخيرة بين اللعب والاستبعاد، مشيرا إلى أنه سيشارك منذ البداية.

وأشار إلى أن «الخبرة التي يمتلكها بعض لاعبينا الكبار ستساعدنا، هؤلاء اللاعبون لن يكونوا مرتبكين وسيعبرون عن نفسهم بأقصى قدر ممكن». وكان تشيلسي نجح في تجاوز هزيمته 1/ 3 أمام نابولي الإيطالي في دور الستة عشرة للبطولة ليتأهل إلى دور الثمانية عبر التفوق في مجموع المباراتين 5/ 4، ويصبح الفريق الإنجليزي الوحيد المتبقي في دوري أبطال أوروبا، ولكن بنفيكا أيضا نجح في تعويض هزيمته أمام زينيت سان بطرسبورغ الروسي، والتأهل إلى دور الثمانية.

ولم يتعرض بنفيكا للهزيمة على أرضه خلال عشر مباريات أوروبية، ويبحث الفريق عن التأهل إلى المربع الذهبي للمرة الأولى منذ 22 عاما.

وكانت المرة الثانية والأخيرة التي توج فيها بنفيكا باللقب الأوروبي قبل 50 عاما، على الرغم من أنه تأهل إلى المباراة النهائية خمس مرات أخرى.

على الصعيد المحلي، يجد تشيلسي صعوبة كبيرة في التأهل إلى النسخة القارية المقبلة، بعد خسارته أمام مانشستر سيتي وتعادله سلبا مع توتنهام، ليحتل المركز الخامس في الدوري الإنجليزي، بفارق خمس نقاط عن توتنهام الرابع، علما بأنه في حال تخطيه بنفيكا سيواجه الفائز من موقعة ميلان وبرشلونة، ما يعني صعوبة تكملة مشواره أيضا في المسابقة الأولى.

في الطرف الآخر الذي أسهم في إقصاء مانشستر يونايتد في الدور الأول، عبر مدرب بنفيكا، جورج جيسوس، عن ثقته بقدرة اختراق دفاع تشيلسي، من خلال الهداف الباراغواياني أوسكار كاردوسو والأرجنتيني المخضرم بابلو ايمار.

وقال جيسوس: «أظهرنا أنه يمكننا التعامل جيدا مع الكرة الإنجليزية بعدما أقصينا مانشستر يونايتد، وهناك أربعة لاعبين في تشيلسي نعرفهم جيدا، ساعدوني أن أصبح مدربا أفضل»، مشيرا إلى لويز وراميريس وباولو فيريرا والحارس الاحتياطي هيلاريو.

ولم يتعرض بنفيكا للهزيمة على أرضه خلال عشر مباريات أوروبية، ويبحث الفريق عن التأهل إلى المربع الذهبي للمرة الأولى منذ 22 عاما. وكانت المرة الثانية والأخيرة التي توج فيها بنفيكا باللقب الأوروبي قبل 50 عاما، على الرغم من أنه تأهل إلى المباراة النهائية خمس مرات أخرى.

وهذا اللقاء الأول الذي يجمع أبويل مع ريال مدريد وبنفكيا مع تشيلسي. ويقام إياب ربع النهائي في 3 و4 أبريل (نيسان) المقبل. أما مباريات الذهاب من نصف النهائي فتقام يومي 17 و18 أبريل، والإياب في 24 و25 منه. وسيكون ملعب اليانز ارينا في ميونيخ مسرحا للمباراة النهائية في 19 مايو المقبل.