ملح الطعام!!

أحمد صادق دياب

TT

لا يستطيع أحد الحكم على قوة أو ضعف الدوري إلا من خلال معايير معينة مرتبطة كلية بعوامل أهمها التنافسية في القمة والقاع، الحضور الجماهيري، تباين النتائج، المتابعة الإعلامية، الحضور الإقليمي أو القاري أو الآسيوي، المشكلة أن كل من حكم على الدوري حكم عليه بمنظور عاطفي تماما، ولم يشر إلى أي من العوامل التي فرضت حكمه.

ما يحدث في الإعلام الرياضي حاليا، تنبه له البعض وحذر منه منذ سنوات، دون أن يجد آذانا صاغية، واتهمه البعض بالمثالية، وكأن المثالية أصبحت هي (العيب) الذي يجب أن نتخلص منه، لا أن نبحث عنها في كل مكان ونحاول تعميمها.

تعصب الإعلامي الأعمى لناديه هو الشرارة التي أدت بنا إلى ما نحن فيه الآن... فمن العيب – من وجهة نظري - أن يخرج الإعلامي من «جبة» مهمته التي تعتمد على نقل وتقبل الواقع، ليتحول إلى محامي نقض لنادٍ معين، ومهاجم صريح لكل الأندية الأخرى.

ليس هناك نادٍ هو الأفضل والأميز في كل شيء، وفي كل الأوقات، وعلينا تقبل هذا، لأن تجسيد صورة النادي على أنه الأفضل كلية، هي نوع من الدعاية للتعصب من قبل الآخرين لأنديتهم، وتعم الفوضى العاطفية على العقل، وتفقد الرياضة هويتها.

أصبح اتحاد الكرة – مع الأسف - كملح الطعام يلومونه حتى على خطأ حكم، أو ضعف مباراة، لا أبرئ الاتحاد من الأخطاء، ولكنه لا يتحمل وحده كل ما يحدث.

هناك بالتأكيد أخطاء ارتكبها الاتحاد أو لجانه، لا ننكرها، ونعترف بها، وتعلمنا منها، لكن البعض مع الأسف يحاول تضخيمها وتحويلها إلى كل المسببات وراء ما يحدث، ويترك الكثير من التشنج الذي كان له دور فيما يحدث الآن.

الآن وبعد أن تسلمت الأندية حقوقها من النقل التلفزيوني خلال 48 ساعة من وصولها للاتحاد، بدأوا في البحث عن أمور أخرى يلومون بها الاتحاد.

المشكلة ليست في بعض الإعلاميين فقط، ولكن في وسائل الإعلام التي أخذت تتسابق على استضافة الذين يحدثون ضجيجا أكبر كلاميا بلا أدلة، ويحولون البرامج إلى ساحة تصادمية تنشر الكراهية بين الجمهور، وتباعد بينهم ولا تقرّب، وترسل الاتهامات جزافا لكل الأطراف، دون مراعاة لصحتها من عدمها، ومع الأسف يتلقفها البعض بكل سذاجة مصدقين ما يقال.

بالتأكيد لا أحمل الإعلام وحده مسؤولية ما يحدث، فبعض رؤساء الأندية ومسؤوليها يتحملون أيضا نصيبا من مسؤولية ما يحدث، بانفلاتهم الكلامي غير المبرر وضجيجهم المفتعل لأسباب تنوعت حسب المصالح.

الحلول موجودة ولكنها ليست سريعة، فما أفسده البعض على مدى سنوات لا يمكن إصلاحه خلال أيام، ولكن أسرع السبل هي نوعية العقوبة التي يفترض تطبيقها من وزارة الثقافة والإعلام واتحاد الكرة.