الحكم الأجنبي.. يا خسارة الفلوس

موفق النويصر

TT

لا تستطيع وأنت تشاهد أداء ثلاثي التحكيم الأجنبي الذي أدار ديربي الرياض بين الهلال والنصر، ضمن مباريات الجولة الـ23 من دوري زين السعودي للمحترفين، إلا أن تقول: «يا خسارة الفلوس».

فالطاقم الألماني، بقيادة الشاب ماركو فريتز (35 عاما) الحاصل على الشارة الدولية مطلع العام الحالي، كلف خزينة اتحاد الكرة مبلغ 150 ألف ريال (40 ألف دولار)، ومع هذا فقد وقع في أخطاء أقل ما يمكن القول عنها إنها بدائية، ولا تصدر عن حكم يشارك في دوري الدرجة الثانية السعودي.

ومن تابع المباراة بالأمس لا يستطيع أن يلمس أي دور للحكم سوى وجوده في موقع الحدث، معتمدا على لياقته البدنية العالية، وبخلاف ذلك كانت معظم قراراته المتداخلة مع مساعديه غير دقيقة، وأجهضت جهود الفريقين في التسجيل على مدار الشوطين، وحرمانهما الكثير من الامتيازات المستحقة.

ولو كانت المباراة تحظى بأهمية قصوى لأحد الفريقين أو كليهما، كتلك المتوقعة أن تكون في نهاية الموسم بين الأهلي والشباب، لآلت الأمور في نهاية المباراة إلى ما لا تُحمد عقباه.

الأكيد أن ما حدث في ديربي الرياض لا يختلف كثيرا عما حدث سابقا في مباريات تمت إدارتها من قبل أجهزة تحكيمية أجنبية؛ حيث وقعوا في ذات الأخطاء التي يقع فيها الحكم السعودي، وأفقدت الأندية نقاطا مستحقة في سباقهم على لقب بطولة الدوري، ومع هذا لم نسمع من ينتقد هؤلاء الحكام أو يتهمهم بالتعمد في خسارتهم، كما هو الحديث الدائر الأن من قبل بعض المنتسبين لنادي الشباب، تجاه الدولي السعودي خليل جلال، الذي كلف بإدارة مباراة فريقهم الدورية المقبلة أمام الاتفاق، والتلميح بإمكانية أن يصب هذا الاختيار في مصلحة النادي الأهلي، الذي ينافس فريقهم على بطولة الدوري.

وكأنهم بهذا الحديث يعيدوننا إلى المربع الأول، رغم النجاحات التي يقدمها الحكم السعودي هذا الموسم، والجهود المبذولة من قبل لجنة الحكام الرئيسية، التي نجحت في تقديم أسماء واعدة في سماء التحكيم المحلي.

ولكن إن لم تحصل على الدعم الذي تستحقه، ستكون نهايتها كسابقاتها، ممن تألقت فترة من الزمن ثم اختفت خلف حاجز الإحباط والأخطاء المتكررة.

شخصيا أتمنى أن تعمد لجنة الحكام الرئيسية إلى تشكيل مجموعات ثابتة من الحكام، يشاركون مع بعضهم البعض بشكل دائم في إدارة المباريات التي يكلفون بها، بحيث تخلق الانسجام اللازم بينهم أثناء إدارتهم لهذه اللقاءات، مع تخصيص جائزة مالية مجزية بشكل أسبوعي لأفضل طاقم تحكيمي شارك بأقل أخطاء.

في تقديري أن ما ينقص الحكم السعودي هو الدعم المادي تحديدا، ولا أعلم كيف سينعكس ذلك على الحكام، بينما لو حولت أمانة اتحاد الكرة مبلغ الـ150 ألف ريال المخصصة لطاقم تحكيم أجنبي إلى أفضل طاقم تحكيم سعودي قاد إحدى مباريات الأسبوع من دون أخطاء، هل كنا سنقول عندها عبارة «يا خسارة الفلوس»؟

[email protected]