ستراماتشوني.. اختيار من أجل مستقبل الإنتر

أندريا مونتي

TT

نأمل أن يكون تغيير مدرب الإنتر في إطار إعادة تأسيس الفريق قادرا على الانطلاق فورا بعد تحية مورينهو السريعة في مدريد، وهو ما يمثل أمرا على حدة، لكن مما لا شك فيه أن في قلب الفترة الأكثر إظلاما في الأعوام الأخيرة التي مر بها الإنتر ما زالت تتبقى 9 مباريات ثمينة في الشهرين المقبلين لكي يفهم الإنتر كيف يبدأ ومع أي من اللاعبين.

ويعتبر رانييري مدربا جيدا؛ حيث بذل كل ما بوسعه وكل ما أملاه عليه حسه الكروي الجيد. ولقد كان أسلوبه في كرة القدم آخر قارب نجاة أتيح لفريق الإنتر الذي انتزع الثلاثية من قبل. كما أبدى ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، عرفانه الكامل لمجهودات رانييري المبذولة. وقد يبدو ما حدث غريبا في هذا التوقيت بعينه، لكنه ليس كذلك على الإطلاق بأن يأتي قرار إقالة رانييري بعد الهزيمة المشرفة أمام اليوفي في ظل ظهور أفضل أداء للإنتر في هذا الموسم. وعلى العكس قد يكون هذا ما لم يستطع موراتي أن يتقبله بالخسارة أمام غريمه القديم على الرغم من اللعب الجيد طوال 60 دقيقة من المباراة مع أداء ضعيف في النهاية في تجسيد لمأساة الموسم بأكمله؛ حيث خرج اللاعبون الشباب من الملعب مع الدفع بباتزيني الذي غابت عنه الطاقة والقدرة على تسجيل الأهداف. وعقب انتهاء المباراة نسمع الكلام المستهلك ذاته من جانب رانييري في قوله: «بذلنا أفضل ما لدينا في الملعب، ولا يوجد ما ألوم اللاعبين عليه»، ويا له من قول غريب، فلندع المبالغة جانبا. كما يتعين علينا الانتباه إلى أن ستراماتشوني، مدرب الإنتر الجديد ومدرب فريق ناشئيه السابق، ليس ضمانا لجعل الإنتر فريقا خارقا في كرة القدم، فإن لم يحقق نتائج إيجابية (غير متوقعة) سيكون قائدا لسيناريو جديد. وهكذا أفضل؛ لأن المدرب شاب وموهوب ولن يصبح ورقة محروقة. إن مهمته ليس إطلاق فريق الناشئين الفائز ببطولة دوري الأبطال للناشئين بالأمس الذي لا يعتبر ناضجا بعدُ، لكن يتعين عليه إدراك قيمة بولي وأوبي وفاراوني أو ألفاريز وكاستانيوس، من دون إغفال قيمة أبطال مثل شنايدر ومايكون وجوليو سيزار، الذين لا يمكن أن يجرفهم الفيضان العارم إن لم يجر الأمر على غير ذلك؛ لأنهم يمثلون قطعا ثمينة في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة. ولنكن واقعيين؛ لأن نادي الإنتر لا يملك في خزانته مئات الملايين لإنفاقها في سوق الانتقالات المقبلة لبناء فريق الإنتر الجديد انطلاقا من الصفر؛ لذا يتعين عليه فعل ذلك بالتركيز على اللاعبين الشباب، علاوة على إدارة فنية مستقرة ومشاريع خططية واضحة. وهذه هي المنافسة التي يخوض غمارها رئيس نادي الإنتر ويشاركه فيها الكثير من الجماهير وجدانيا. وإنها مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة؛ فكل فرق الإنتر الكبيرة في الماضي تحت تدريب فاكيتي وميتسولا وماريو كورسو بدأت على النحو ذاته. ونحن على أعتاب الربيع فلنرَ ماذا سيجلب لنا معه من الخير.