مؤسسة الشارقة للفنون تكشف عن قيّم «بينالي الشارقة 11»

«لقاء مارس» احتفى بـ80 مشاركة دولية و24 مؤسسة فنية

يوكو هاسيغاوا وعمل بعنوان «الصداقة بين الأمم» لسلافس آند تاتارز
TT

كشفت مؤسسة الشارقة للفنون عن اختيار يوكو هاسيغاوا قيّمة لـ«بينالي الشارقة 11» الذي يصادف افتتاحه في مارس (آذار) 2013. وهاسيغاوا هي القيّم الرئيسي في متحف الفن المعاصر في طوكيو، ومديرة متميزة، ومستشارة للبيناليات الدولية.

وقد اقترحت هاسيغاوا لـ«بينالي الشارقة 11» اختيار مجموعة من الأعمال الفنية، ترمي إلى إعادة تقييم مركزية المعرفة الأوروبية في العصر الحديث، ودعت مجموعة من المعماريين والمصممين والقيّمين إلى جانب الفنانين، لطرح وجهات نظر مختلفة، وتحديات أمام الملأ للبحث عن معرفة جديدة من خلال تبادل الأفكار.

تقدم هاسيغاوا «النافورة» كاستعارة فنية من العمارة الإسلامية ترمز إلى السخاء كينبوع من الكرم يمكن لأي شخص أن يستحم في مياهه. وهاسيغاوا ترى الشارقة كمكان للضيافة والانضباط، وترى أن على البينالي أن يحتضن بدوره هذه الخصائص فيما يستكشف مدى تعقيد وتنوع الثقافات والمجتمعات والسياسة.

وقد جاء في تعليق الشيخة حور القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، بعد لقائها بالقيّمة هاسيغاوا في متحف الفن المعاصر في طوكيو مؤخرا للحوار حول تيمة البينالي «يسعدنا أن نعلن يوكو هاسيغاوا قيّمة لـ(بينالي الشارقة 11)، فهي قيّمة لها سيرة مهنية متميزة، أشرفت على العديد من التظاهرات والمشاريع الفنية في مناطق مختلفة لا سيما في شرق آسيا وأميركا اللاتينية.. اقتراحها لتيمة لـ(بينالي الشارقة 11) يعكس تقاليد عريقة في الشارقة كمكان يحتضن كل المكونات الثقافية والاجتماعية المختلفة، ويشكل بيئة خصبة تشجع على تبادل الأفكار والمعارف».

وأضافت هاسيغاوا «الشارقة هي التاريخ والحاضر، الطبيعة والمجتمع والسياسة.. إنها المكان الذي يشجع على التفكير والانفتاح على الآخر، وردّي الطبيعي لديناميتها هذه هو بإنتاج بينالي يطرح الفن من خلال الأسئلة، ويخلق الحوار الذي يحررنا من المركزية الأوروبية، والعولمة، وغيرها من المذاهب».

يوكو هاسيغاوا هي القيّم الرئيسي في متحف الفن المعاصر في طوكيو، ومديرة متميزة، ومستشارة للبيناليات الدولية، وأستاذة التقييم ونظرية الفن في جامعة تاما للفنون في طوكيو، وعملت على بيناليات دولية عديدة، وشغلت مناصب المستشار الفني لبينالي فينيسيا المعماري في دورته الـ12، والقيّم المشارك في بينالي ساو باولو 29، والقيّم المشارك لبينالي سيول الرابع، والقيم المشارك في بينالي شنغهاي الرابع.

يذكر أن «لقاء مارس» للعام الحالي أقيم تحت مسمى «العمل مع الجمهور والفنانين»، واختتم أعماله يوم 19 من الشهر الحالي. وناقش اللقاء، باعتباره المنصة التي تشكل نافذة على الحوار الفكري والثقافي ذات صلة بالفنون البصرية في مقر دار الندوة بمنطقة التراث بالشارقة، العديد من المحاور ذات الصلة، من بينها استكشاف موضوعي الدعم والإقامة الفنية. وطرح اللقاء عدة محاور، من بينها التحديات والفرص أمام الفنانين والمؤسسات لتفعيل سبل التعاون في مجال الدعم والتمويل، وتأثير الإقامات الفنية على المجتمع الفني، ومدى فعالية الإقامات من حيث خلق بيئات للفنانين للتجريب، والنظم الاقتصادية لعمليات دعم المشهد الفني، والوقوف على بعض المفاهيم والآليات العملية لتطوير الحراك الإبداعي الراهن في المنطقة.

وتضمنت المشاركات المحلية والإقليمية والدولية ما يقرب من 80 مشاركة، تركزت في المحاضرات والحوارات وحلقات نقاش وأبحاث دارت حول التحديات والعقبات والفرص أمام الفنانين والمؤسسات الداعمة للفنون وسبل التعاون بين الجانبين، والنظم الاقتصادية التي تحكم تلك العلاقة وتأثير ذلك على المجتمع المحلي. وكان من بين الأسماء المشاركة عبد الرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وعمر غباش سفير دولة الإمارات لدى جمهورية روسيا الاتحادية، والدكتور يوسف عيدابي المستشار الثقافي لحاكم الشارقة، والدكتور زكي نسيبة المستشار في وزارة شؤون الرئاسة، والدكتورة سلوى مقدادي رئيسة برامج الثقافة والفنون بمؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، وبالمينا داسكولس من فرنسا، وقيّمة بينالي الشارقة يوكو هاسيغاوا. ومن أهم المؤسسات الت شاركت في هذا اللقاء غاليري ترافيك في دبي.

وحول المشاركة السعودية، ذكر المسؤول الإعلامي إسماعيل الرفاعي أنه كانت هناك مشاركتان لفنانين تشكيليين هما راشد شعشعي وتغريد البقشي، لكنهما لم تكتملا وذلك لضيق الوقت.

وتعتبر مؤسسة الشارقة للفنون من أهم مؤسسات صناعة الثقافة الفكرية البصرية في المنطقة باستقطابها طيفا واسعا من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية المركزة، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع العربي والمحلي في الشارقة والإمارات العربية المتحدة، وقد تشكلت المؤسسة من خلال المبادرات والبرامج الأساسية المصاحبة لبينالي الشارقة الدولي للفنون.

وعلى أثر هذه المبادرة استحدث «لقاء مارس» كمنبر ومنصة للحوار من أجل تحريك ودعم وتنمية عجلة الثقافة البصرية في المنطقة بمختلف أشكالها منذ 2008. وقد رسخ هذا اللقاء السنوي مناخا حيويا للحوار والصلات المتبادلة مع المؤسسات المدنية المتخصصة في الفنون أينما كانت، ويجري هذا اللقاء في مدينة الشارقة باعتبارها مقرا رئيسيا ونافذة تنسكب فيها الأفكار ووجهات النظر ويتحاور فيها الجميع بغية الخروج بمنظومة فكرية ومعرفية متكاملة يمكن أن تسهم في تحقيق متطلبات واقع الفنون البصرية وتحولاتها ومتغيراتها الإقليمية التي تنال منها أو تتقاطع معها.

يذكر أن لقاء مارس في سنواته الأربع الماضية تناول العديد من المحاور والمناقشات بدءا من التعقيدات التي تتصل بكيفية التقييم الفني وأساليبه في العالم العربي ومفهوم تعامل المؤسسات الفنية مع القيم الجمالية المتغيرة زمنيا والأسس التي تتبعها في اختيار القيّمين ومدى تأثير الوضع السياسي والاجتماعي والجيوغرافي على هذه الأساليب، وبالتالي كيف تؤثر هذه العوامل على عمليات الإنتاج والمعارض واختيار الفنانين، كما ناقش إشكالية الترجمة وكتب الفنون البصرية وتعزيز نشرها.

وقد استضاف اللقاء في دوراته السابقة ما يزيد على 50 مؤسسة فنية تتجه بأنظارها صوب المنطق، وتركزت مناقشاته حول بناء استراتيجيات مبتكرة لإنتاج الفن في المنطقة العربية وجنوب آسيا. وسيتم تنفيذ عدد من المشاريع مستقبلا من بينها «مقامات» لعمر راجح، و«بيكاسو في فلسطين» لخالد حوراني، ومن أهم الوجوه التي استضافتها هذه اللقاءات عبد الفتاح كليطو الناقد المغربي، وآكوي أنزور البروفسور الأميركي.