الإنتر يقيل كلاوديو رانييري.. وأندريا ستراماتشوني يخلفه

المدرب الشاب لا يلتزم بطريقة لعب ثابتة.. والبعض يشبهونه بمورينهو

TT

كان ستراماتشوني مدرب الإنتر الجديد يجلس عصر يوم الأحد الماضي في مقعده في الطائرة التي أقلت فريق ناشئي الإنتر من لندن إلى ميلانو بعد فوز الفريق ببطولة «نيكستجين» في لندن، ولعله كان يتساءل عما ستصير إليه نتيجة مباراة الإنتر واليوفي في الدوري ويتوقع أن يكون هو المدرب القادم للفريق الأول في حالة إقالة رانييري. ولم يخف ستراماتشوني وهو في لندن طموحه بأن يصبح المدرب القادم للإنتر، حيث صرح قائلا قبل بضعة أيام: «إن فريق الناشئين هو فريقي الأول». وقبل يوم واحد فقط تنبأ تقريبا بتوليه مهمة تدريب الإنتر عندما صرح لقناة «سكاي» قائلا: «إذا اتصل بي موراتي فإنني جاهز دائما لتلبية مطالبه». وقد جاءته مكالمة موراتي بالفعل أول من أمس ليصبح المدرب الجديد للإنتر وعمره لم يتجاوز 36 عاما. وسوف يتولى ستراماتشوني تدريب الإنتر وسيكون بيبي باريزي مساعدا له في هذه المهمة. وكان نادي الإنتر قد قرر إقالة مدربه رانييري عقب الهزيمة الأخيرة للفريق 0-2 أمام اليوفي في الدوري بعد أن نفد صبر موراتي رئيس النادي والجماهير إزاء نتائج الفريق السيئة والهزائم المتتالية في الفترة الأخيرة.

مثل مورينهو: لقد كان أندريا ستراماتشوني بالنسبة لناشئي الإنتر مثل موراتي بالنسبة للفريق الأول في موسم الثلاثية بعد أن حقق معه إنجازات كبيرة وحصل على إعجاب مسؤولي النادي واللاعبين. وكان آخر إنجازاته هو الفوز ببطولة «نيكستجين» بعد التغلب في النهائي على ناشئي أياكس أمستردام الهولندي القوي بضربات الترجيح (6-4). وتألق ناشئو الإنتر في البطولة (التي تعتبر مثل دوري أبطال أوروبا على صعيد فرق الناشئين) بفضل الجانب الخططي الذي أجاد فيه مدربهم الشاب. ولم يحظ ستراماتشوني بمسيرة هامة كلاعب كرة بسبب تعرضه لحادث أثر على مستواه. وكان يلعب في مركز قلب الدفاع في فريق بولونيا وأظهر مهارة كبيرة لكنه تعرض لإصابة خطيرة في الركبة خضع بعدها لـ3 عمليات جراحية لم تفلح في إعادته لحالته الطبيعية وأعاقت ممارسته الطبيعية للنشاط الرياضي. وهكذا حول الشاب البارع اهتمامه من اللعب إلى التدريب.

ولا يلعب ستراماتشوني بطريقة ثابتة ويفضل دائما وجود صانع ألعاب أمام خط الدفاع ويحاول أن يكون هذا اللاعب ممن يجيدون اللعب في مركز لاعب الوسط المهاجم (مثل فيفياني في روما). ويعتبر تغيير مراكز اللاعبين من السمات المميزة لستراماتشوني وغالبا ما يفعل ذلك بنجاح كبير. وكان آخر لاعب يفعل معه ذلك هو بيكوريني الذي يلعب في الأصل في خط الوسط لكنه وظفه في مركز المدافع الأيسر. ويلعب ستراماتشوني دائما بنزعة هجومية وتؤدي الفرق التي يدربها دائما بشكل إيجابي. وهو لا يتوانى عن إحداث أي تغييرات على أداء فريقه في أثناء المباريات إذا استدعى الجانب الخططي ذلك.

وسوف يقود ستراماتشوني أصغر مدربي الدوري الإيطالي الفريق الأكبر سنا في الدوري وهو الإنتر. ورغم ذلك لا ينبغي أن يعتقد البعض أن ستراماتشوني سوف يجلس خافيير زانيتي وباقي اللاعبين الكبار على مقاعد البدلاء بين عشية وضحاها، لا سيما أن الإنتر يعاني من غياب تام للاعبي جيل الوسط حيث يعتبر باتزيني وشنايدر وناغاتومو فقط ممثلين لهذا الجيل (بين 25 و30 عاما).

وينبغي على ستراماتشوني، وهو المدرب الثالث تحت سن الـ40 الذي يحل محل رانييري في تدريب أحد الفرق (بعد فيرارا ومونتيلا) أن يفعل داخل الملعب ما يفعله نادي الإنتر حاليا خارج الملعب وهو العمل من أجل المستقبل. ولا شك أن ذلك يتحقق عن طريق منح الفرصة للاعبين الشباب الذين استبعدهم رانييري طويلا من حساباته وكذلك من خلاله منح فرصة الظهور واللعب للاعبين الكبار الذين قد يحظون باهتمام في سوق الانتقالات الصيفية القادمة، وعلى رأسهم يأتي مايكون وشنايدر. ولا مفر إذن من أن يعمل ستراماتشوني في ظل تنسيق كبير مع مسؤولي نادي الإنتر وأولهم هو ماركو برانكا المدير التنفيذي للنادي والمسؤول عن المنطقة الفنية وسوق الانتقالات، وبييرو أوزيليو المدير الرياضي للنادي الذي كان من أشد المؤيدين لترشيح ستراماتشوني لقيادة الإنتر في الفترة القادمة.

8 من الشباب: إن ستراماتشوني يدرك جيدا قيمة اللاعبين الشباب والناشئين. ويتوقع الجميع منه أن يفسح المجال في الفترة القادمة لمجموعة من اللاعبين الشباب في الإنتر. وإذا كان أندريا رانوكيا قد أصبح لاعبا أساسيا في منتخب إيطاليا الأول في سن 22 عاما، لكنه رغم ذلك لم يجد له مكانا ثابتا مع رانييري، فإن الأمر سيتغير دون شك تحت قيادة ستراماتشوني. ومن المنتظر أن يمنح المدرب الشاب الفرصة أيضا لعدد آخر من الشباب خلال المباريات المتبقية من الموسم الحالي للوقوف على مستواهم الحقيقي ومعرفة الدور الذي يمكن أن يلعبوه مع الإنتر في المستقبل العاجل أو القريب. ويعتبر البرازيلي خوان خيسوس هو أول هؤلاء اللاعبين، بالإضافة إلى فاراوني وأوبي وبولي. وجميعهم من الشباب الذين دفع بهم رانييري في بعض المرات، لكنه لم يجد أبدا الشجاعة للدفع بهم معا. وقد يدفع ستراماتشوني أيضا ببعض لاعبي فريق الناشئين الذين فازوا معه بالبطولة الأخيرة في لندن مثل لورينزو كريتسيغ (مواليد 1993) وهو الذي سجل ضربة الترجيح الحاسمة أمام أياكس في النهائي. ومن المنتظر أيضا أن يدخل في قائمة الإنتر أمام جنوا بعض اللاعبين الشباب الآخرين مثل فريدي غوارين وريكي ألفاريز وكاستاينيوس.