فوز «عسير» ليونايتد على فولهام يعزز صدارته للدوري الإنجليزي

فيرغسون: أتوقع احتدام المنافسة بين يونايتد وسيتي طوال العقد المقبل

TT

اعترف السير أليكس فيرغسون، المدير الفني لمانشستر يونايتد، بالمعاناة التي واجهها فريقه للفوز على فولهام بهدف وحيد في ختام المرحلة الـ30 من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكنه أكد أن هذا الفوز سيخدم الفريق بشكل كبير خلال المراحل الـ8 المتبقية من المسابقة.

وسجل النجم واين روني هدف الفوز لمانشستر قبل 3 دقائق على نهاية الشوط الأول ليهدي الفريق 3 نقاط تفوق بها على جاره مانشستر سيتي في الصدارة. والهدف هو الحادي والعشرون لروني في الدوري هذا الموسم ليرفع رصيد يونايتد إلى 73 نقطة وليتقدم مانشستر خطوة جديدة نحو تحقيق رقم قياسي بإحراز اللقب رقم 20 له في الدوري الممتاز.

وقال فيرغسون: «كانت مباراة رائعة بالنسبة لنا؛ لأن المنافسة ستستمر هكذا في الفترة المتبقية من الموسم». وأضاف: «الفرق ستتصارع وتكافح في محاولاتها للبقاء (بالدوري الممتاز) وكي لا تكون بمثابة الحملان التي تذبح لمانشستر يونايتد». وأوضح: «فولهام بذل جهدا هائلا. إنه فريق يتمتع بخبرة كبيرة، وكان التغلب عليه أمرا صعبا للغاية».

كان سيتي قد ارتقى للصدارة بفارق الأهداف حين تعادل 1 - 1 مع مضيفه ستوك سيتي يوم السبت، لكن يونايتد رد بانتصاره التاسع في آخر 10 مباريات بالدوري ليشدد قبضته على الصدارة.

وجدد مانشستر يونايتد فوزه على فولهام بعد أن كان قد هزمه ذهابا 5 - صفر، وهو الرابع في آخر 6 مواجهات مقابل تعادل 2 - 2 وخسارة صفر - 3 في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2009 ولم تنته بالتعادل السلبي إلا واحدة من أصل 73 مواجهة سابقة بين الفريقين، وكان ذلك عام 1924.

ودانت السيطرة لأصحاب الأرض في الدقائق الأولى من اللقاء، ودافع فولهام باقتدار وعناد، وكانت الفرصة الأولى لمانشستر عندما رفع الإكوادوري أنطونيو فالنسيا كرة من الجهة اليمنى قابلها الويلزي المخضرم ريان غيغز برأسه فسقطت بين يدي الحارس الدولي الأسترالي مارك شفارتزر في الدقيقة 11، ورد فولهام بمحاولة من هدافه الأميركي كلينت ديمبسي من كرة عرضية تابعها بعيدا عن القائم الأيسر في الدقيقة 13.

وتنشط فولهام، وجرب ديمبسي حظه مرة أخرى فذهبت كرته بعيدا في الدقيقة 17، وسدد البلجيكي موسى ديمبيليه كرة صاروخية سيطر عليها الإسباني ديفيد دي خيا، حارس مانشستر، في الدقيقة 19، وكرر اللاعب نفسه المحاولة فطار لها دي خيا والتقطها في الدقيقة 24، استعاد بعدها الفريق المضيف المبادرة والسيطرة وأبعد شفارتزر كرتين خطرتين عاليتين قبل أن يسيطر على ثالثة مرتدة من أقدام المدافعين في الدقيقة 29.

وسدد غيغز كرة من الجهة اليسرى فارتدت من الدفاع إلى الفرنسي باتريس إيفرا الذي تابعها مقصية خلفية بجانب القائم الأيمن في الدقيقة 31، وتبادل فالنسيا الكرة عدة مرات مع البرازيلي رافائيل الذي سدد من داخل المنطقة بين يدي شفارتزر في الدقيقة 33، وسدد داني ويلبيك كرة خفيفة من هجمة مرتدة في مكان وقوف شفارتزر في الدقيقة 36، وعكس فالنسيا كرة من مركز الجناح الأيمن خطرة جدا لم تجد متابعا لها في الدقيقة 40.

وأرسل إيفرا كرة من الجهة اليسرى إلى نقطة الجزاء فشل النرويجي يون إرنه ريزه في إبعادها فوصلت إلى جوناثان إيفانز الذي أعادها خلفية إلى واين روني الذي لم يتلكأ في إعادتها إلى الشباك وسط ذهول الجميع في الدقيقة 42، رافعا رصيده إلى 21 هدفا في المركز الثاني على لائحة ترتيب الهدافين.

وفي بداية الشوط الثاني، عكس الآيرلندي ستيف كيلي كرة خطرة جدا أمام مرمى مانشستر سيطر عليها دي خيا ببراعة في الدقيقة 46، ورد غيغز بتمريرة في العمق عالية تناولها فالنسيا وسدد الكرة طائرة فأصاب شفارتزر وفوت فرصة هدف ثان في الدقيقة 47، وأخرى من آشلي يونغ حولها الحارس الأسترالي إلى ركنية في الدقيقة 55. وأحكم مانشستر يونايتد سيطرته على كامل الملعب وقدم عرضا سريعا وحاصر ضيفه في منطقته، لكنه لم يتمكن من تسديد كرة واحدة طوال ربع ساعة حتى سنحت الفرصة لغيغز فذهبت تسديدة بعيدا دون أي خطر في الدقيقة 69، وتابع يونغ كرة طائرة وصلته من الجهة اليمنى فارتطمت بالحارس وعادت إليه فسددها مرة ثانية لترتد من الحارس إلى غيغز الذي صوبها بدوره فتدخل المدافع النرويجي بريده هانغلاند وضاعت فرصة حقيقة أخرى في الدقيقة 76.

وعكس فالنسيا كرة من الجهة اليمنى مر عليها إيفرا ظنا أن أحد زملائه خلفه فذهبت فرصة ثمينة، وأخرى من قدم هرنانديز بين يدي شفارتزر في الدقيقة 81. وأبعد دي خيا بقبضة يده كرة عالية من ركلة حرة شكلت الخطر الوحيد لفولهام في هذا الشوط في الدقيقة 83، تلتها ركلة حرة أخرى احتشد لها 8 لاعبين من الفريق الزائر في منطقة مانشستر دون جدوى في الدقيقة 85.

وتعثر هرنانديز واختل توازنه وهو على بعد أمتار قليلة من المرمى فتدخل الدفاع وأزال الخطر في الدقيقة 86، ووضع مانشستر يونايتد نفسه في موقف حرج في الدقائق الثلاث الأخيرة حين سمح لضيفه باتخاذ المبادرة والضغط عليه في منطقته إلى أن أنقذه الحكم مايكل أوليفر بصافرة النهاية.

من ناحية أكد سير أليكس فيرغسون المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد متصدر وحامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أن المهاجم العائد من الإصابة مايكل أوين قد يلعب دور محوريا في فوز الفريق باللقب للمرة الثانية على التوالي، مع توقعه أن تمتد المنافسة مع جاره مانشستر سيتي طوال العقد المقبل.

ويستعد أوين، 32 عاما، للعودة إلى الملاعب بعد فترة غياب استمرت خمسة أشهر بسبب الإصابة. ورغم أن أوين ليس جاهزا بشكل كامل، فإن فيرغسون يعتقد أنه قادر على أن يكون عضوا مؤثرا بالفريق خلال الجولات السبع المتبقية من عمر الموسم الجاري.

وقال فيرغسون للموقع الرسمي لمانشستر يونايتد: «إذا فكرت في احتياجك إلى لاعب قادر في أي وقت على تسجيل هدف مهم لك، فهل هناك من هو أفضل من مايكل أوين؟». وتابع «سيكون إضافة مرحبا بها تماما في فريقنا، حتى لو كان الأمر يتعلق بالمباريات القليلة الأخيرة في الموسم». وأشار فيرغسون إلى أن أوين كان من المفترض أن يعود للملاعب في وقت مبكر ولكنه تعرض لتجدد الإصابة خلال التدريبات.

وأكد «لقد عاد إلى تدريباتنا قبل أسبوعين ثم بعد إحدى الحصص التدريبية قام بتدريبات بدنية مع فريق العلوم الرياضية، ولكنه بالغ في العمل.. لذا فقد تجددت إصابته قبل أيام قليلة، ولكنه من المفترض أن ينضم إلينا هذا الأسبوع».

من جهة أخرى أكد فيرغسون على أن ريو فرديناند مدافع الفريق مستمر مع يونايتد، وأن النادي سيقدم إليه عقدا جديدا بعد أن استعاد اللاعب قوته ومستواه المعهود. ويتبقى عام في عقد فرديناند، 33 عامًا، لكن فيرغسون سيعرض عليه التمديد لعام آخر نافيا أن النادي كان يفكر في التخلي عن مدافعه المخضرم نهاية هذا الموسم.

وقال فيرغسون: «لقد عانى فرديناند من آلام الإصابة في الظهر أثرت على سرعته والتحاماته، لكنه تعافى جيدا وعاد بشكل جيد خلال آخر مباراتين مع الفريق». وكان فيرغسون بعد التعاقد مع الشابين كريس سمولينغ وفيل جونز، قد حذر فرديناند بأن مكانه لم يعد مضمونا في الفريق وأنه في حاجة إلى تطوير أدائه لمنافسه هؤلاء الشباب. والآن سوف يحتفل اللاعب بمرور عقد كامل من الزمان على وجوده في النادي الصيف المقبل بتجديد عقده حتى عام 2014. ويقول فيرغسون: «لم أشعر بأي مفاجأة في عودة فرديناند القوية، إنه لا يزال مدافعا شابا في نظري، ومن المفترض أن نتوقع أن يقدم المدافعون مستويات جيدة عند بلوغهم الثلاثين لأنهم سيكونون أكثر خبرة وقوة.. معاناة فرديناند مع آلام الظهر هي التي عطلته، كان علينا أن ندعمه للتغلب عليها وعندما نجح في ذلك استطاع أن يطور من أدائه، وما يقوم به حاليا أمر جيد».

ويتوقع أن يهبط راتب فرديناند الأسبوعي البالغ 120 ألف استرليني حاليا إلى النصف وفقا للعرض الجديد، مع حوافز خاصة لنسب المشاركة.

من جهته قال جناح مانشستر المتألق أنطونيو فالينسيا إنه واثق من قدرة يونايتد على الاحتفاظ باللقب، وتوقع أن تستمر المنافسة مع سيتي حتى اللحظات الأخيرة. وقال النجم الأكوادوري: ربما تحسم مواجهتنا معا اللقب، سيتي فريق رائع، لكننا نملك الخبرة للتعامل معه.

وكان فيرغسون قد توقع أن ينتقل التنافس بين يونايتد وفريقي العاصمة تشيلسي وآرسنال على اللقب، ليكون بين فريقه وجاره مانشستر سيتي في العقد القادم.

وأنفق سيتي الكثير من الأموال لبناء فريق قوي يستطيع المنافسة على اللقب المحلي وأيضا البطولات الأوروبية.

وقد أظهر سيتي تقدما ملحوظا تحت قيادة الإيطالي روبيرتو مانشيني، وتوقع فيرغسون أن يصبح الصراع أكثر حدة، مستقبلا ولسنوات قادمة. وقال فيرغسون: «علينا أن نستعد لمباريات ديربي قوية مستقبلا على البطولات، وأتمنى أن تظل الغلبة لنا، رغم توقعي أن تقوم فرق آرسنال وتشيلسي وتوتنهام بعمل كبير خلال الموسم المقبل».