الجيش السوري يتوغل مجددا في الأراضي اللبنانية ويحرق منازل لمزارعين

خاض معركة عنيفة مع معارضين على الحدود

TT

اشتعل الوضع الأمني عند الحدود اللبنانية - السورية في منطقة البقاع لساعات أمس، إثر توغل قوات تابعة للجيش السوري في مشاريع القاع واشتباكها مع معارضين سوريين، وأعلن رئيس بلدية عرسال (البقاع) علي الحجيري، أن «معركة عنيفة وقعت بين القوات السورية ومعارضين على الحدود، وعلى ما يبدو أن ضحايا وإصابات بأعداد كبيرة وقعت بين الطرفين».

وأكد الحجيري لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش السوري اجتاز الحدود ودخل مشاريع القاع اللبنانية بحجة مطاردة مطلوبين، وأقدم على تحطيم وإحراق منازل يملكها مزارعون من بلدة عرسال، وذلك انتقاما من أهالي عرسال». مشددا على «ضرورة وجود الجيش اللبناني لمنع مثل هذه الخروقات وتخويف اللبنانيين المقيمين قرب الحدود».

بينما أكد مصدر أمني لبناني أن «قتالا جرى في محيط جامع منطقة الجورة في مشاريع القاع عند خط الحدود بين القوات السورية ومجموعات معارضة، إلا أن أحدا من الفريقين لم يتجاوز الحدود، لكن قذيفة سقطت داخل الحدود اللبنانية ولم تؤد إلى أي إصابات»، مشيرا إلى أن «فوج الحدود البرية التابع للجيش اللبناني ينفذ انتشارا واسعا على طول الحدود مع سوريا»، وأفادت مصادر ميدانية أن «مواطنا لبنانيا أصيب برصاص طائش من الجهة السورية نتيجة هذه الاشتباكات التي تدور في الجانب السوري».

من جهة أخرى، قالت مصادر محلية من السكان إن «أكثر من 35 جنديا سوريا عبروا الحدود، وبدأوا يدمرون منازل»، وأن «الجنود، وكان بعضهم يستقل حاملات جند مدرعة، أطلقوا قذائف صاروخية، وتبادلوا إطلاق نيران المدافع الرشاشة مع المسلحين المعارضين، كما دمروا منزلا بجرافة»، إضافة إلى أن «القوات السورية ما زالت متوغلة داخل الأراضي اللبنانية بمسافة ما بين 200 و500 متر»، بحسب تصريحات السكان لوكالة «رويترز».

وتأتي تلك العمليات بينما تؤكد مصادر حقوقية دولية أن أكثر من 16 ألف لاجئ سوري موجودون في لبنان حاليا.

وكانت دمشق تقدمت بشكوى إلى الأمم المتحدة، ادعت فيها أن «مجموعات إرهابية مسلحة في سوريا تتلقى السلاح من أنصارها في لبنان ودول أخرى لها حدود مع سوريا». وأعلن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار جعفري، في خطاب أرسل الأسبوع الماضي إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والأمين العام بان كي مون، أن «الخبراء والمسؤولين والمراقبين يجمعون على أنه يجري تهريب أسلحة إلى الأراضي السورية من الدول المجاورة بما في ذلك لبنان».

وقال جعفري إن «هناك عدة عمليات مصادرة للأسلحة والمتفجرات والعبوات الناسفة المهربة من لبنان إلى سوريا بواسطة قوى سياسية لبنانية معينة مرتبطة بمجموعات إرهابية ممولة ومسلحة من الخارج»، من دون أن يذكر تفاصيل عن الدول أو القوى السياسية اللبنانية التي يقول إنها تسلح مقاتلي المعارضة السورية وتمولهم.

إلى ذلك، رد الجعفري على أحدث تقرير رفعه بان كي مون إلى مجلس الأمن بشأن لبنان، وقال فيه «إن الصراع السوري كان من الممكن أن يكون له تداعيات سلبية على استقرار لبنان»، وأعلن المبعوث السوري أن «أي تلميح بأن الاضطرابات الداخلية في سوريا لها أي أثر على لبنان ما هو إلا جزء من الحملة التي تهدف إلى نزع المصداقية من القيادة السورية»، مشيرا إلى أن «دمشق غير راضية عن الصحافيين الغربيين الذين يخالفون الحظر السوري على دخول صحافيين أجانب.. ويجب إدانة تسلل الصحافيين الفرنسيين والأميركيين والبريطانيين عبر الحدود من لبنان إلى سوريا، لأن هذا انتهاك لسيادة لبنان وسوريا على حد سواء».