تراشق سياسي وإعلامي حول مشاركة إسرائيل في مؤتمر برلماني دولي في الرباط

قيادي في الاتحاد الاشتراكي ينتقد موقف ابن كيران.. و«العدالة والتنمية» يحجم عن التعليق

TT

تحولت مشاركة وفد إسرائيلي، في اجتماعات مؤتمر الجمعية البرلمانية المتوسطية في الرباط نهاية الأسبوع الماضي، إلى «تراشق» سياسي وإعلامي في المغرب، بعد أن كان نواب حزب العدالة والتنمية قد قاطعوا المؤتمر، وقال عبد الهادي خيرات، العضو القيادي في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لـ«الشرق الأوسط»، إن رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران إذا لم يكن يرغب في حضور الإسرائيليين المؤتمر كان بإمكانه أن يطلب انعقاده خارج المغرب، لأنه يعرف أن إسرائيل عضو في هذه الجمعية كما هو الشأن في منظمات دولية أخرى. وأضاف خيرات، وهو نائب برلماني كذلك «لم أفهم بصراحة موقف نواب العدالة والتنمية».

يشار إلى أن عبد الواحد الراضي، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يترأس في الوقت نفسه اتحاد البرلمانات الدولي.

إلى ذلك، لم يتسن أمس الحصول على تعليق من حزب العدالة والتنمية، وامتنع مصدر قيادي في الحزب عن التعقيب.

وفي السياق نفسه، انتقدت صحيفة «الاتحاد الاشتراكي» أمس موقف نواب حزب العدالة والتنمية الذي قاطع المؤتمر بسبب المشاركة الإسرائيلية، وقالت في مقال افتتاحي «إن طرح السؤال حول من دعا الوفد الإسرائيلي سؤال عبثي». وقالت الصحيفة إن رئيس الحكومة المغربية لم يتخذ قرارا بمنع دخول الوفد الإسرائيلي، مشيرة إلى أن وزير الداخلية كان بإمكانه منع الوفد من دخول المغرب.

ولم يستطع ديفيد سارانكا، الذي يترأس الخلية البرلمانية في البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية لدى الاتحاد الأوروبي، أن يقضي ليلة في الرباط بعد انتهاء جلسات المؤتمر كما كان مقررا، حيث طلبت منه السلطات المغربية المغادرة حرصا على سلامته.

وكان سارانكا وصل إلى الرباط يوم الخميس الماضي قادما من العاصمة البلجيكية بروكسل، وبينما كان يحضر اجتماعا يوم السبت داخل قاعة البرلمان في وسط الرباط كان متظاهرون يطالبون بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ويحتجون على مشاركته في مؤتمر الجمعية البرلمانية المتوسطية. وفي اليوم التالي سارت مظاهرة شارك فيها الآلاف تضامنا مع الفلسطينيين.

وأبلغ سارانكا بتفاصيل ما كان يحدث خارج البرلمان أي في شارع محمد الخامس، ونسب إليه قوله إنه كان يسمع هتافات المتظاهرين لكنه لم يشاهد المسيرة التي شارك فيها قرابة مائة ألف.

تجدر الإشارة إلى أن «جماعة العدل والإحسان» الأصولية المحظورة هي التي دعت إلى تلك المظاهرة، وحشدت لها أنصارها.

ونسب إلى سارانكا أيضا قوله إن رجال أمن رافقوه من البرلمان مباشرة إلى المطار، حيث أبلغ أن صوره نشرت في الصحافة المحلية، وبالتالي هناك «انشغال حول سلامته إذا أمضى ليلة أخرى في العاصمة المغربية»، على حد رأي المصادر الرسمية المغربية.

وأضاف أن رسميين مغاربة، لم يفصح عن هويتهم، أبلغوه أن المتظاهرين «يمارسون حقهم الديمقراطي في التظاهر»، وأشار إلى أنه تشاور في الأمر مع أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي قبل أن يستقل أول طائرة متوجهة إلى باريس.

وعقب سارانكا على مقاطعة نواب حزب العدالة والتنمية متزعم الائتلاف الحكومة في المغرب لاجتماعات مؤتمر الجمعية البرلمانية المتوسطية، بالقول «المهم أن المغرب استضاف المؤتمر على الرغم من ذلك»، مؤكدا أن الحادث لن يحول دون مشاركة إسرائيل في اللقاءات المستقبلية للجمعية البرلمانية المتوسطية.

يشار إلى أن المؤتمر المقبل للجمعية سينعقد في مارس (آذار) من العام المقبل في بروكسل. وتضم الجمعية البرلمانية المتوسطية 27 دولة من بينها إسرائيل.