متحدث باسم أنان: سوريا قبلت الخطة.. والأهم هو التطبيق

ميدفيديف يرى أن فكرة رحيل الأسد تنم عن «قصر نظر».. والصين تدعو طرفي الأزمة للتعاون

كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا لدى وصوله الى بكين لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الصيني جياباو حول الوضع السوري (أ.ب)
TT

في الوقت الذي أعلن فيه متحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا أمس أن الحكومة السورية وافقت على خطة كوفي أنان، الذي اعتبر هذا القرار «مرحلة أولية مهمة» لوضع حد لأعمال العنف، مشيرا إلى أن الأهم من الموافقة هو التطبيق الفعلي للخطة، صرح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن فكرة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد تنم عن «قصر نظر» ولا تؤدي إلى حل للأزمة السورية.

وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، في بيان من بكين أمس إن «الحكومة السورية كتبت للمبعوث المشترك كوفي أنان لتبلغه موافقتها على خطته المؤلفة من ست نقاط، والتي وافق عليها مجلس الأمن الدولي». وأضاف أن «أنان كتب إلى الرئيس الأسد ليدعوه إلى أن تطبق الحكومة السورية تعهداتها فورا».

وتابع فوزي أن أنان يعتبر قرار دمشق «مرحلة أولية مهمة يمكن أن توقف العنف وإراقة الدماء»، كما ستسمح بمعالجة «معاناة» الناس، و«توجد مناخا ملائما لحوار سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري». ثم صرح فوزي مجددا أن أنان «يعتبر الأمر بالتأكيد تطورا إيجابيا، لكن المهم هو التنفيذ». وأوضح أن أنان - الذي يتوقع من الحكومة السورية أن تحترم تعهداتها - سيعمل «بشكل عاجل جدا مع كل الأطراف لضمان تطبيق خطته على كل المستويات».

وكان أنان قد أكد من بكين في وقت مبكر أمس أنه «بحاجة إلى مساعدة» الصين من أجل حل الأزمة في سوريا، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء الصيني وين جياباو، وذلك عقب إعلانه أول من أمس أنه حصل على دعم من موسكو لخطته.

لكن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قال أمس - في وقت متزامن مع إعلان موافقة دمشق على الخطة - إن فكرة رحيل الأسد تنم عن «قصر نظر»، ولا تؤدي إلى حل للأزمة السورية. وصرح ميدفيديف على هامش قمة سيول بأن «الاعتقاد بأن رحيل الأسد يعني حل كل المشكلات هو موقف ينم عن قصر نظر، وكل العالم يدرك أنه في تلك الحالة سيستمر النزاع على الأرجح»، بحسب ما نقلته وكالة «ايتار تاس» الروسية. وتابع: «الشعب السوري، وليس القادة المحترمون لدول أخرى، هم من يتخذون القرارات حول مصير سوريا».

من جهتها دعت الصين طرفي النزاع في سوريا إلى التعاون مع أنان، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي للصحافيين: «نأمل أن يتمكن جميع الأطراف في سوريا من المشاركة في جهود الوساطة التي يقوم بها أنان من أجل توفير الشروط لتسوية سياسية للوضع في سوريا».

وكان رئيس الوزراء الصيني قد قال خلال لقائه بأنان إن الجهود الهادفة إلى إيجاد حل للأزمة هي الآن «في منعطف حساس»، مضيفا أن بيان الأمم المتحدة الذي يدعو إلى إنهاء العنف، ووافقت عليه موسكو وبكين، يعكس «المستوى العالي للقلق، والتوافق المهم الذي توصلت إليه الأسرة الدولية بشأن المسألة السورية». وكانت روسيا والصين، حليفتا دمشق، استخدمتا حق النقض ضد مشروعي قرار في مجلس الأمن يدينان القمع في سوريا، الذي أوقع أكثر من 9 آلاف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وهو الموقف الذي لاقى انتقادات دولية شديدة تجاه الدولتين.

لكن موسكو وبكين صوتتا على بيان رئاسي صادر عن مجلس الأمن الأسبوع الماضي، دعت فيه الأمم المتحدة إلى وقف العنف وحثت الرئيس السوري والمعارضة على تطبيق خطة أنان «فورا».. وتنص خطة أنان خصوصا على وقف العنف من قبل كل الأطراف، وإيصال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن كل الأشخاص المعتقلين تعسفيا.