بيرلو.. زهرة لم تذبل بعد وموهبة لا تقيدها سن

باتيستا أوليفيرو

TT

كانوا يقولون، أو ربما يتمنون، أن رحيق زهرته ربما سيستمر لفترة قصيرة، وأن موهبته ستذبل سريعا، وأن الحقول المعكرة بالطين في أشهر فصل الشتاء ستثقل من تحركات قدميه، كانوا يقولون، أو يتمنون، أن يثبت اللاعب المخضرم أندريا بيرلو أحقية من لم يعد يرغب في الإبقاء عليه (نادي الميلان)؛ لأنه بات لاعبا كبيرا في السن ولن يتمكن من التأقلم مع المشروع الخططي الجديد للفريق، ولأنه يطالب بتجديد عقده لمدة 3 مواسم، لكن الموهبة ليست لها سن محددة، وهذا ما يؤكده المخضرم أندريا بيرلو يوما بعد يوم ومباراة تلو الأخرى مع فريق السيدة العجوز.

نحو أوروبا: والآن بدأ البعض، بالفعل، في تحريك الهدف مجددا والقول: «إن هذا الموسم بيرلو كان يلعب مباراة واحدة في الأسبوع، لكن في الموسم المقبل مع توافر التزامات أوروبية لفريق اليوفي ستتغير الأمور».

أجل سيكون الأمر كذلك، لكن في غضون ذلك تسير التجارب العامة بشكل جيد؛ فبسبب المباريات المؤجلة وارتباطات اليوفي في كأس إيطاليا لعب المخضرم أندريا بيرلو غالبا ثلاث مباريات في ثمانية أيام ودائما ما كان أداؤه طيبا.

والقناعة بإمكانية العودة إلى المحفل الأوروبي (من المحتمل بشدة أن يكون الأكثر فخرا وهو دوري أبطال أوروبا) ستزيد من تحفيز بيرلو وتدفعه إلى العمل بالحسم نفسه الذي أظهره خلال أول موسم له بقميص السيدة العجوز.

وفي الواقع، انبهارنا بموهبة هذا اللاعب يجعلنا نتعرض لخطر التقليل من قيمة بقيمة عالم أندريا بيرلو؛ فاللاعب صاحب الـ32 عاما يركض كثيرا داخل الملعب، كما كان يفعل دائما طوال مسيرته، بفضل المهارات الهوائية المدهشة التي يتمتع بها، لكن ليس هذا فحسب بل يتجه دائما إلى معاونة رفقائه أثناء اللحظات الصعبة ويهرب من رقابة الخصم لتقديم تمريرة سهلة، وكلما ازداد الموقف صعوبة أبدع أندريا بيرلو في التحكم بالكرة، إذن هبوط لاعب وسط الميلان السابق إلى أرض اليوفي كان إيجابيا من جميع الجوانب وكان أول من أشاد به داخل أسوار فريق السيدة العجوز هو المدرب أنطونيو كونتي الذي فتن باحترافية بيرلو والطريقة التي اندمج بها مع الفريق، وعليه قام المدرب بوضع أندريا بيرلو إلى جانب الأعلام التاريخية العتيقة في اليوفي (ديل بييرو وبوفون)، مستفيدا من خبرته بهدف تعليم باقي لاعبي الفريق كيف يعمل المخضرم بيرلو بحثا عن الفوز.