ارتفاع سن الزواج في المغرب.. والظاهرة ترتبط بزيادة تكلفة المعيشة

البحث عن زوجة عاملة ساهم في تأخير سن الزواج

TT

أبانت إحصاءات رسمية في المغرب أن معدل سن زواج الفتيات ارتفع ليصبح في حدود 26 سنة، في حين تأخر معدل زواج الشبان بدوره ليكون المعدل في حدود 31 سنة. وكان معدل زواج الفتيات في المغرب خلال الستينات من القرن الماضي في حدود 17 سنة، ومعدل سن زواج الشبان في حدود 21 سنة.

وأفادت دراسة نشرتها المندوبية السامية للتخطيط (وزارة التخطيط) بأن قرابة 91 في المائة من الفتيات ممن تتراوح أعمارهن ما بين 15 و19 سنة لم يتزوجن بعد، لكن نسبة كبيرة منهن يتزوجن مباشرة بعد بلوغ السن القانونية (21 سنة). وتشير الدراسة نفسها إلى أن الفتيات اللاتي تزيد أعمارهن على 30 سنة يعشن حياة عزوبة أطول، في حين أن نسبة 29 في المائة من اللائي بلغن 35 سنة، لم يتزوجن.

ويرى فؤاد بنمير، وهو باحث في علم الاجتماع، أن سبب تأخر سن الزواج مرده إلى ارتفاع نسبة البطالة وتقلص فرص العمل وارتفاع تكلفة المعيشة وأزمة السكن، مما يؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج. وقال بنمير «حتى إذا وجد الشاب عملا لا يستطيع الإنفاق على بيت الزوجية وحده فيضطر للبحث عن زوجة عاملة وربما تطول فترة البحث مما يؤدي إلى تأخير الزواج». ويعتقد بنمير أن «وعي المرأة بالدور الذي يمكن أن تلعبه في المجتمع من خلال الارتقاء بنفسها اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا يؤدي إلى تأخر سن الزواج».

وخلصت الدراسات التي أجرتها المندوبية السامية للتخطيط إلى أن تأخر سن الزواج في المغرب يدل على التحولات البنيوية التي يعيشها المجتمع المغربي، وهو ما أثر بشكل كبير على الجانب الديموغرافي وعلى استقرار المؤسسة العائلية.