تصعيد الإخوان ضد الإعلاميين يثير قلق أبناء المهنة

بديع اعتذر عن وصفهم بـ«سحرة فرعون».. والشورى يناقش المعايير

TT

قررت لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى المصري أمس عقد جلسات استماع لخبراء الصحافة والإعلام وكبار الكتاب الصحافيين ورؤساء التحرير، لوضع معايير اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، وقررت اللجنة بدء جلسات الاستماع الثلاثاء، ولمدة ثلاثة أيام، تنتهي الخميس المقبل، تستمع خلالها إلى عدد من الخبراء والإعلاميين ومجلس نقابة الصحافيين لبحث طرق إدارة الصحف القومية ووضع تصور حول حال ووضع الإعلام والصحافة في مصر. ويأتي هذا بعد أن أثارت تصريحات ورسائل مقلقة للإعلاميين بمصر، صدرت عن مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، مخاوف عاملين في الحقل الإعلامي، خاصة بعد وصف مرشد الإخوان للإعلاميين بـ«سحرة فرعون الذين يتبعون أهواء الشيطان»، وهي التصريحات التي اعتذر عنها بديع أول من أمس.

ووجهت الجماعة التي حازت أكثرية في مجلسي الشعب والشورى، وترأس أحد قادتها، المجلس الأعلى للصحافة، انتقادات لاذعة لوسائل الإعلام التي تهاجم محاولات الجماعة الهيمنة على مقدرات مصر، منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك وحل حزبه (الوطني الديمقراطي)، وكان أبرز انتقادات الجماعة للإعلام ما جاء على لسان بديع مؤخرا بقوله إن الإعلاميين مثل «سحرة فرعون»، مضيفا خلال افتتاحه أحد مقرات حزب الإخوان المسمى «الحرية والعدالة»: «الشيطان يوحي للإعلاميين بأن يصوروا للشعب أن الإخوان هم بديل الحزب الوطني المنحل وأنهم سيدمرون البلد».

وعلى الرغم من اعتذار بديع مساء أول من أمس، خلال مؤتمر إعلان اسم مرشح الجماعة لانتخابات الرئاسة، عن هذه التصريحات، فإن هذا الاعتذار لم يثلج صدور إعلاميي مصر أو يهدئ من مخاوفهم، وقال بديع إن تصريحاته فهمت خطأ وإنه «يحترم الصحافيين والإعلاميين». وردا على ما ظهر من مخاوف على صفحات الصحف المحلية من تصريحات بديع الأخيرة، قال الدكتور محمود عزت، نائب مرشد الإخوان: «نحن ندرك جيدا أن وسائل الإعلام لها خلفيات متحركة ونحن لا نغضب من أحد كونه انتقدنا، ولكننا نريد فقط من الجميع أن ينتقد بشكل موضوعي وليس على أي خلفيات أخرى».

وأضاف عزت لـ«الشرق الأوسط» أن المشكلة هي أن «الإعلام يعاملنا وكأننا الحكام ولكن فعليا الإخوان ليسوا في الحكم.. عملنا مع كافة الأطياف الأخرى ورفضنا بيان الحكومة ولكننا لم نستطع سحب الثقة منها.. مؤسسات الدولة معطلة ونحن نريد أن نبني هذه المؤسسات».

ومن جانبه أوضح الدكتور فاروق أبو زيد، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن هناك قصورا في تعامل جماعة الإخوان التي أصبحت بطل المسرح السياسي المصري منذ اندلاع الثورة ضد مبارك العام الماضي. وتابع: «هذا الأمر طبيعي كون الجماعة كانت محظورة لأكثر من نصف قرن من الزمان تحت وطأة أنظمة حكم مختلفة وليس لديها الخبرة الكافية للتعامل مع هذه الوسائل، وهي على صدر الحكم بالبلاد، بعد أن اعتادت العمل في الخفاء».

وأضاف أبو زيد أن «وسائل الإعلام المصرية كانت محكومة ولفترة طويلة بنظام سلطوي لا يتيح القدر الكامل من الحريات إلا أن الثورة أطلقت يد الإعلام وتصادف هذا الانفتاح مع وصول الإخوان قليلي الخبرة بالتعامل مع الإعلام، للحكم (أكثرية مجلس الشعب) مما جعل هناك ارتباكا في تعامل الجماعة مع الإعلام».

وقال الكاتب الصحافي جمال فهمي، عضو مجلس نقابة الصحافيين المصرية، إن مثل هذه المواقف تظهر معاداة الإخوان المسلمين أو السلفيين للحريات بشكل عام وحرية الصحافة والإعلام بشكل خاص، مشيرا في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية إلى أن تلك التصريحات تعبر عن موقف الإخوان من الحريات، وهو ما يتناقض مع أهداف ثورة 25 يناير، التي رفعت شعار الحرية.