الوساطة الأفريقية تستدعي وزير الدفاع السوداني للحاق بالمفاوضات بين الخرطوم وجوبا في أديس أبابا

المتحدث باسم جيش الجنوب: الخرطوم تجهز لغزونا بهدف السيطرة على مواقع النفط

TT

استدعت الوساطة الأفريقية كلا من وزير الدفاع السوداني، عبد الرحيم محمد حسين، ورئيس هيئة أركانه في الجيش، للحضور إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للحاق بفريق التفاوض التابع لبلاده، في وقت اتهمت دولة جنوب السودان الخرطوم بشن غارات جوية وهجوم بري على ولاية الوحدة بهدف السيطرة على آبار النفط.

وقال رئيس وفد جنوب السودان في المفاوضات مع الحكومة السودانية في أديس أبابا، باقان أموم، في تصريح صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن وفد بلاده رفيع المستوى وصل إلى أديس أبابا لمناقشة وفد الخرطوم في القضايا السياسية والأمنية المشتركة وتعزيز الروح الإيجابية التي انتهت إليها الجولة السابقة التي انتهت إلى التوقيع بالأحرف الأولى في موضوعي الجنسية وترسيم الحدود، وأضاف: «جئنا إلى هنا لإنقاذ القمة الرئاسية المزمع عقدها في 3 أبريل (نيسان) في جوبا، التي كانت تهدف إلى ترسيخ مبادرة جديدة بعيدا عن المواجهة وتحقيق المصالح المتبادلة بين البلدين»، وقال: «لسوء الحظ فقد أبعدت المبادرة عن مسارها بشكل متعمد من قبل مجموعة في الخرطوم، وهم أعداء السلام، عارضت زيارة الرئيس البشير إلى جوبا لإيجاد حل سلمي للقضايا العالقة بين البلدين»، وأضاف أن السودان قام بهجوم جوي وبري غير مبرر لغزو أراضي الجنوب، وأن الجيش الشعبي تصدى للهجوم وطارد القوات السودانية التي انسحبت بسرعة إلى هجليج، وقال إن أعداء السلام يعملون على تقويض المفاوضات بين الدولتين من خلال شن القصف الجوي يوميا وحتى اليوم (أمس) على منطقة مانقا في ولاية الوحدة وفي عمق أراضي جنوب السودان.

وقال أموم إن الوفد السوداني عمل على تشتيت الانتباه بتقديم شكوى إلى الآلية الرفيعة الأفريقية بأن قوات من الفرقة الرابعة التابعة لجيش جنوب السودان توغلت نحو 90 كيلومترا داخل الأراضي السودانية لدعم الحركة الشعبية في شمال السودان، وأضاف أن بلاده لم تقم بأي عملية غزو على السودان ولا وجود لأي جندي من الجنوب هناك، وقال: «على العكس فإن السودان يحتل بلادنا في: حفرة النحاس، كفيا كانجي، أبيي، هجليج، بانواث، مقينص»، وأضاف: «هم يعدون لهجوم وشيك لغزو جنوب السودان، وتحديدا على ولاية الوحدة في منطقتي فاريانق، وميوم بانتيو، من خلال توفير 153 سيارة عسكرية وميليشيات تم حشدها على الحدود»، وتابع: «من المهم للغاية أن يتم استدعاء وزير الدفاع السوداني ورئيس هيئة أركانه في الجيش للاجتماع مع اللجنة الأمنية السياسية المشتركة في أديس أبابا؛ لأن عدم حضورها يؤكد عدم استعداد السودان للانخراط في الآلية»، وقال إن وفد بلاده جاء بكامله للمشاركة في هذه الاجتماعات. وأضاف أن رئيس دولته، سلفا كير ميارديت، جدد دعوته للبشير إلى ضرورة زيارة جوبا للتوصل إلى السلام والتوقف عن إرسال الطائرات الحربية له لمهاجمة جنوب السودان، مشيرا إلى أن الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور حرب تسببها الحكومة السودانية، وأن على أطراف النزاع أن تعود إلى المفاوضات لإحياء اتفاق أديس أبابا والسعي للتفاوض السلمي وإبرام اتفاق فوري لوقف إطلاق النار.

من جانبه، قال السكرتير الصحافي لرئيس وفد جنوب السودان في المفاوضات، عاطف كير، لـ«الشرق الأوسط»: إن اللجنة الفنية المشتركة التابعة لطرفي التفاوض فشلت في التوصل إلى اتفاق حول أجندة المفاوضات بسبب غياب وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين ورئيس هيئة أركان جيشه، مشيرا إلى أن الخرطوم تحاول أن تتهم جوبا بأنها دخلت في المعارك التي دارت بينها وبين قوات الحركة الشعبية في شمال السودان في منطقة تلودي في جنوب كردفان، وقال: «هذه المسافة بعيدة جدا؛ لذلك فالوسطاء اعتبروا أن الاتهامات لا دليل حولها، ولا يمكن لجيش دولة أن يتوغل هذه المسافة في دولة أخرى وبآليات ثقيلة، وهذا كذب فاحش»، وأضاف أن وفد جنوب السودان فند بالأدلة اتهامات الخرطوم، وتابع: «لذلك طلب الوسطاء من وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين الحضور إلى أديس أبابا اليوم لمناقشة موضوع تهدئة الأوضاع بين البلدين بعد أسبوع من الاشتباكات الحدودية وأن كل طرف سيقدم وجهة نظره». إلى ذلك، قال فيليب أقوير، المتحدث باسم جيش جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات القصف الجوي من قبل القوات المسلحة السودانية لم تتوقف طوال يوم أمس، وأضاف أن طائرات الأنتنوف والمروحيات القتالية والقوات البرية قامت بالهجوم على منطقة مانقا التي تبعد 120 كم في داخل الأراضي الجنوبية.