محامية فرنسي من أصل جزائري قتل 7 أشخاص: سنقاضي الأمن الفرنسي لتعمده قتل مراح

قالت إنها تملك تسجيلا صوتيا يقول فيه المتهم لقائد فرقة النخبة: لماذا تريدون قتلي؟!

TT

قالت محامية شاب فرنسي من أصول جزائرية، قتله الأمن الفرنسي الأسبوع الماضي، إنها تملك أدلة تثبت أن القتيل «تعرض لعملية اغتيال»، تقصد إطلاق النار عليه في شقة تحصن بها في مدينة تولوز (جنوب شرقي فرنسا)، بعد أيام من قتل 7 أشخاص، من بينهم ثلاثة يهود فرنسيين.

ذكرت المحامية زهية مختاري أمس في مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية للعاصمة، أنها تملك تسجيلا صوتيا «يقول فيه محمد مراح لقائد فرقة النخبة: لماذا تريدون قتلي؟!». وأوضحت المحامية أنها أطلقت مساعي لرفع دعوى قضائية ضد وحدة النخبة في الشرطة الفرنسية المتهمة، بحسب قولها، بقتله عمدا. وتقول الرواية الرسمية الفرنسية إن محمد، 23 سنة، أصيب برصاصة في الرأس أثناء تبادل إطلاق النار مع وحدة التدخل. وكان حينها بصدد القفز من نافذة الشقة التي حاصره فيها الأمن لمدة 32 ساعة.

ويتهم الأمن الفرنسي، محمد مراح بقتل سبعة أشخاص ما بين 11 و15 و19 من الشهر الماضي، هم ثلاثة مظليين، وثلاثة تلاميذ وأستاذ يهود في تولوز ومونتوبان جنوب شرقي فرنسا.

وقالت المحامية مختاري، إنها ستشرع في إجراءات التقاضي فور حصولها على تأشيرة السفر إلى فرنسا. وأوضحت أن لديها صورا «تثبت أن الأمن لم يسع إلى القبض على مراح حيا». ونفت أخبارا تداولتها وسائل إعلام، مفادها أن والد مراح يسعى للحصول على تعويض، وقالت: «كل ما يريده السيد محمد بن علال مراح هو الكشف عن الحقيقة، ومعرفة الملابسات التي أدت إلى قتل ابنه، وبعد ذلك المطالبة بإعادة الاعتبار».

ووصف محمد بأنه جهادي ينتمي لـ«القاعدة»، لكن التنظيم المسلح لم يتبن أعمال القتل التي ارتكبها محمد، ولم يثبت وجود صلة بينه وبين «القاعدة».

وصرح بن علال مراح لوسائل إعلام أجنبية، أنه سيوكل أكبر المحامين «وسأشتغل ما تبقى من عمري لأدفع تكاليف القضية وسأتقدم بشكوى ضد فرنسا على قتل ابني». وأثار هذا التصريح استنكار الطبقة السياسية في فرنسا، خاصة الرئيس نيكولا ساركوزي الذي طالب بن علال بـ«التزام الصمت».

وكان مراح قال الجمعة «أطلب من السلطات الجزائرية مساعدتي على إعادة جثمان ابني»، الذي دفن الخميس الماضي بمقبرة في تولوز، «لأنني لا أريد أن أتركه في فرنسا».

وذكر أقارب لمحمد يقيمون ببلدة تقع إلى جنوب العاصمة، أن طلاق والد ووالدة محمد وهو في سن السادسة، كان له أثر سلبي على نفسيته وعلى دراسته التي توقف عنها وهو صغير. وأوضح أحدهم أن محمد «كان يحب الوطن (الجزائر) رغم أنه ولد ونشأ في فرنسا وكان يحب الإسلام، وكان يريد التعرف على حقيقة دينه ولكن للأسف لم يتمكن من ذلك وراح ضحية المتطرفين في السجون الفرنسية». وكشف أن محمد «زار الجزائر في 2010، وأنه كان يرغب في الاستقرار بها نهائيا».

وأطلقت أسرة مراح مساعي لنقل جثمانه إلى الجزائر لدفنه بمسقط رأس أجداده، لكن السلطات رفضت لأسباب غامضة.